فما هي الحميمية ( INTIMACY) ؟؟

يقول الله تعالى : وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ [الشعراء : 101]
ويقول عز وجل :ولاتَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت : 34]

صداقة حميمة
علاقة حميمة
لقاء حميم
فما هي الحميمية ؟؟
إن تعريف كلمة ( حميم ) في القاموس المحيط هو الماء الحار المتناهي حرارته بحيث لا تحتمله يد لامس
فكأن إلحاق صفة الحرارة بالعلاقات الإجتماعية بلاغة قرآنية تعطي العلاقة بعدا آخر من الحيوية والعمق وعدم البرود
يقول علماء النفس في تعريف الحميمية بأنها " الطريقة أو السلوك أو العملية التى يشارك فيها شخصان ( أو عدة أشخاص) يتبادلان الإهتمام، ويشاركان أيضاً فى تبادل المشاعر والأفكار والأفعال"،
وأضاف آخرون بأنها تتميز بالقبول والإلتزام والثقة.
ويستخدم لفظ الحميمية في الكتب الأجنبية التي تتناول العلاقات بين الأشخاص
( INTIMACY") أي الداخلي والعميق
إن العلاقة الحميمة لا تتولد في يوم أو ليلة أو في لقاء عابر بين إثنين
بل هي تتولد نتيجة عمق في العلاقة وإهتمام مشترك وتبادل في كل شئ في داخل الذات وخارجه

اهمية معرفة الحميمية ودراستها:
إن ما نشاهده حولنا من زيادة في حالات الطلاق بين الزوجين وحالات الخلاف بين الأصدقاء
وحالات التنافر بين المتلازمين في عمل أو مكان
يبين لنا ان سبب ذلك هو فشل في تحويل العلاقة الزوجية أو الصداقة إلى علاقة حميمة

الحميمية ليست كائن مجرد أصم كما انها ليست عنصرا مفردا لا يقبل أن ينقسم إلى أصغر منه بل هو كائن يتكون من أجزاء وعناصر
الثقة جزء من الحميمية
الأمان جزء من الحميمية
الرغبة جزء من الحميمية
المشاركة جزء من الحميمية
الإلتزام جزء من الحميمية
الإحساس بالآخر جزء من الحميمية
الإحساس بالمكان والظروف ومراعاتها جزء من الحميمية
المهارة في توصيل الإحساس جزء من الحميمية
وهنا يتولد سؤال
هل هذه العناصر يجب أن تكون موجودة كلها لكي تكون العلاقة حميمية أم يكفي منها البعض ؟
فنقول لكي تصل العلاقة بين الطرفين إلى علاقة حميمية
يجب توفر كل عناصرها
فالجسد يتكون من أطراف وأجهزة وأعضاء
ولن يكون الجسد كاملا لو بترت منه يد او رجلا أو نزعت منه كلية او رئة
وكذلك الحميمية لن تكون صحيحة وكاملة لا بتواجد كل عناصرها
فمثلا لن تسمى علاقة زملاء في العمل بعلاقة حميمة لو كان كل منهم يتذمر من عمله
وكاره للمكان الذي يجمعه بالآخر ولا يصدق متى تحل ساعة نهاية العمل ليخرج منه
كذلك لن تسمى العلاقات الجنسية الخارجة عن إطارها الشرعي بعلاقات حميمة
لأنها خارج إطار الإلتزام والأمان مهما كانت تتوفر فيها الرغبة والشهوة

كلمة سر الحميمية
إن كلمة السر لأي علاقة حميمة ( الرضا عن الذات )
فإذا رضيت عن ذاتك وعرفتها وأحببتها وكونت مع ذاتك علاقة حميمة
سمحت لك ذاتك بأن تكون علاقات حميمة مع الآخرين
اما إذا كانت ساخطا أبدا غير راضيا عن ذاتك
فمهما بذلت من جهد لنكون علاقتك بأصدقائك زوجك زملائك علاقة حميمة
فإنها ستفشل لنها ستفتقد إلى عناصر هامة من عناصر الحميمية
كما ستفتقد إلى كلمة السر ومفتاح العلاقة

( لكن هل يعنى ذلك أن كل شخص لابد أن يكون سعيداً تماماً بنفسه، راضياً عنها حيال أفعالها وصفاتها؟، بالطبع لا، فكل واحد منا إذا نظر إلى أعماق ذاته بقليل من الصدق لن يرضى عما فى داخل هذه الأعماق، ولكن مانقصده هو أن نقوم بعملية غربلة مستمرة نفصل فيها ما نحبه فى ذاتنا عما نكرهه فيها، ونحاول أن نتغير، هذا هو الفرق الجوهرى، فحين تقف عجلة هذا التغيير وتصدأ تروسها يكون المرض، ولا يكفى أن ترفض ثم ترفض ثم ترفض، ولكن إرفض ثم تمرد ثم قم بالتغيير)

واخيرا يحذر علماء النفس تحذيراً هاماً، وهو أننا لابد أن نحتفظ بجزء ما من ذواتنا أو إحساسنا بالذات، حتى لو إنغمسنا فى علاقة حميمة مع الآخر، وينصحوننا بألا نكون منشغلين بهذه العلاقة لدرجة تسرق الإحساس من أناملنا فلا نستطيع حتى أن نتعرف على أنفسنا لأن الضوء المبهر لهذه الحميمية فى بعض الحيان يعمى الأبصار والبصائر.
إن العلاقة الحميمة التى تمتص معظم وقتنا وجهدنا وتستنزف عواطفنا من الممكن أن تكون مبهجة نوعاً ما أو ممتعة لدرجة ما، ولكنها تترك وقتاً ضيقاً جداً للتعرف على النفس، وتدع ثقباً كـ "خرم الإبرة" ليطل منه الإنسان على ذاته، هذه العلاقة الحميمة التى أسميها علاقة "ورقة النشاف" والتى تمتصك كلك، هى علاقة مدمرة أكثر منها علاقة خصبة، وعلى العكس من العلاقات الحميمة التى تساعدك على قبول ذاتك ومعرفة نفسك أكثر، تلك هى التى تكون العلاقات السليمة الصحية المبشرة.

واخيرا يحذر علماء النفس تحذيراً هاماً، وهو أننا لابد أن نحتفظ بجزء ما من ذواتنا أو إحساسنا بالذات، حتى لو إنغمسنا فى علاقة حميمة مع الآخر، وينصحوننا بألا نكون منشغلين بهذه العلاقة لدرجة تسرق الإحساس من أناملنا فلا نستطيع حتى أن نتعرف على أنفسنا لأن الضوء المبهر لهذه الحميمية فى بعض الحيان يعمى الأبصار والبصائر.

موضوع رائع كما عودتنا دائما
إسماعيل
كل الشكر

الشكر الكبير الك سوسن
وما تحرميني من مشاركتك وردودك

اسماعيل

شكراًاااااااااااااااااااااااا نضالو
ع مرورك الحلوووووووووو