لم يكن الطريق إلى زنزانتها معبداً بالخضوع,ولا كانت وهي تشرع جوعها تراهن على معتصم لن يلبث أن يلبي صرختها,ولايمهلها كل هذا الوقت حتى تتململ في عروقه النخوه,بل كانت تراهن على إيمانها المطلق بأن الله سيكون حسبها إذا ما قررت الاتكال عليه, واختارت استكمال معركة الشرف التي بدأها خضر عدنان ضد الاعتقال الإداري,وهي معركه تؤذن بانسحاق الجسد في مقابل سمو الروح وتصاعد ترانيمها,وبمجهول مخيف لا يوقد جذوة اليقين بحتمية الظفر,إلا بمقدار تراكم الإيمان في وجدان من يصطفيهم الله فيحبهم ويحبونه! ولم تكن هناء الشلبي تتهيب من بقائها وحيده في مهب الموت,أو تخشى انحسار المروءه من عزائم الرجال ,ولاكانت تديم النظر إلى شقوق زنزانه تشي بألا مفر من الركون إليها,وهي الموغله في القدم, والمستعده لألتهام المزيد من الأعمار دونما رأفه! ( منقول)