الشعر.معلومات عامة

أصدقائي الأعزَّاء ....

على مرِّ العُصور ... كانَ الشِعرُ ولا يزال .. نغمةً شاعرية .. وترنيمةً سحرية ..

تُسافرُ بالقرَّاء . إلى عالم الأفكار والعِبر الإنسانية . فتصنع مِنَ الأحاسيس . حدائقاً وارفة وخلابة .

الشِعر هوَ حِوارُ الأرواح ... القصيدة هيَ لغةُ الخُلود ..

أفلا تنتابُنا الدهشة عندما نقرأ سُطوراً تُرجمت منَ الكتابة المسمارية . اقدم الكتابات التي عرفتها

البشرية . هيَ الرُّقم الطينية السومرية . والتي حُفظت في أقدم مكتبة عرفها التاريخ .

مكتبة آشور بانيبال .. سُطورٌ تُمجِّد الإلهة ( إنانا ) آلهة السماء والأرض ...

( بكت ..

كيفَ بكت إنانا ..؟

ومع ذلك لم يتركوا شجرتها ..

عند مَجيء الفجر ..

بدأت الطيور تُغني ..

إنانا نادتْ شقيقها جلجامش .. )

هل تعلم أنَّ هذهِ السُطور عمرها ( 4000 سنة )

علينا أن ننحني بإجلال .. أمام ذِكرِ هذه الحضارة الخالدة .....

في الجهة الأُخرى من ذلك العالم وتلكَ الحضارة .. وبعد بِضعِ مِئاتٍ من السنين ...

كانَ الإغريق وحضارتهم الفلسفية العظيمة الخالدة .. وشعراء اليونان العُظماء سَطَّروا

الحكمة في أشعارهم .. أمثال ( يوربيدس . أسخيلوس . سوفوكليس . إيسيودس

كاليماخوس . نيوكريتوس . والعظيم هوميروس صاحب * الإلياذة والأوديسة * )

طبعاً مع عُظماء الفلسفة الإنسانية ( فيثاغورس . سقراط . أفلاطون . أرسطو .. وغيرهم )

على مدى أكثر من ( 700 سنة قبل الميلاد ) فيالَها من حضارة راقية وخالدة ..

وهكذا توالت العُصور . وبقي الشِعر . لغةً للعُشاق والحكماء في أصقاع الأرض قاطبة ...

حتى بزغت الشمس العربية ..ومن أبرز شعراء العصر الجاهلي ( امرؤ القيس _ عنترة _ لبيد بن ربيعة _

قيس بن الخطيم _ أوس بن حجر _ الأعشى _ السموأل _ الأسود بن يعفر النهشلي ـ زهير بن أبي سلمى )

وأيضاً شعراء العصر الإسلامي ( الأخطل _ الحطيئة _ الفرزدق _ جميل بثينة _ الخنساء _ جرير _

عمر بن أبي ربيعة _ قيس بن الملوح * مجنون ليلى * _ الأحوص _ حسان بن ثابت )

وأيضاً من شعراء العصر العباسي ( أبو العلاء المعري _ أبو نواس _ ابن الرومي _ ابن الفارض _

البحتري _ المتنبي _ بشار بن برد _ ديك الجن _ أبو تمام _ أبو فراس )

وأيضاً من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون _ الرصافي البلنسي _ أبو إسحاق الألبيري _ ابن عبد ربه )

************************************************

عِلم العروض ... الذي وضعهُ الخليل بن أحمد الفراهيدي ( 100 _ 175 هـ ) ولذلك تُسمى الأوزان

الشِعرية بـ الخليلية .. ويُقال أن هذهِ الكلمة مأخوذة من المعنى في كلمة ( العرض ) ...

يُسمى الوزن بـ ( البحر ) وكلُّ بحرٍ لهُ إسمه ( الطويل _ المُتقارب _ الوافر _ الرمل _ المُنسرح _

البسيط _ الرجز _ الكامل _ المُقتضب _ المديد _ الخفيف _ السريع _ المُجتث _ المُضارع _

الهزج _ المُتدارك )..

يُسمى الشِعر إن كانَ بيتاً واحداً بـ ( اليتيم ) والبيتين بـ ( النتفة ) وحتى الستة أبيات بـ ( القطعة )

وسبعة أبيات فأكثر بـ ( القصيدة ) وما طالَ من الشِعر يُسمى بـ ( القصيد ) ...

ينقسم البيت الشِعري إلى شطرين .. النصف الأول ( الصدر ) والثاني ( العجز )

يُسمى الجزء الأخير من الصدر بـ ( العروض ) والجزء الأخير من العجز بـ ( الضرب )

وما تبقى يُسمى بـ ( الحشو )

الوزن الأساسي هو ( التام ) وما حُذفَ جِزءٌ منه يُسمى بـ ( المجزوء ) وما حُذفَ نصفه بـ ( المشطور )

وما حُذفَ ثلثله بـ ( المنهوك ) وتشترك بيوت الشِعر في القصيدة الواحدة بـ ( القافية ) ...

الأوزان الشِعرية هيَ موسيقا سمعية وليست كتابية ...وتقطيع الأوزان هوَ بِما يُلفظ وليس بما يُكتب ...

يُستخدم الرمز ( / ) للحرف المُتحرك والرمز ( o ) للحرف الساكن ...

مثال ( فقالوا ) //o/o فقا .. لو .. نلاحظ هنا أن الألف الفارقة بعد واو الجماعة لا قيمةَ لها في

الوزن لأنها تُكتب ولا تُلفظ .. مثال آخر ( هذا ) /o/o ها .. ذا .. نلاحظ ا الألف المحذوفة

حُسبتْ في الوزن لأنها تُلفظ ..

الحرف المُشدد يُحسب بحرفين مثال ( كأنَّها ) //o//o كأن .. نها ..

الألف الممدودة والتنوين مثال ( آدمٌ ) /o//o آا .. دمن ..

أما التفعيلات فهيَ كالتالي ..

( مُسْتَفْعِلُنْ /o/o// )المُنسرح ؛ البسيط ؛ السريع ؛ الرَجز ؛ المُجتث

( فَعُوْ لُنْ //o/o ) الطويل ؛ المُتقارب

( فا عِلُنْ /o//o ) المُتدارك

( فاعِلاتُنْ /o//o/o ) المَديد ؛ الخفيف ؛ الرمل

( مَفْعُوْلاتُ /o/o/o/ ) المُقتضب

( مُتَفَاعِلُنْ ///o//o ) الكامل

( مَفَاعِيلُنْ //o/o/o ) المُضارع ؛ الهزج

( مُفَاعَلَتُنْ //o///o ) الوافر

طبعاً للتفعيلة جوازات .. حسب القانون الشِعري في كل بحر ..

شعر التفعيلة

في العقدين الرابع والخامس من القرن الماضي نشأت هذهِ الحركة التغييرية في الشعر العربي

حيثُ ظهرت القصيدة الحديثة فكان من روادها آنذاك ( بدر شاكر السياب _ نازك الملائكة

_ علي الناصر _ علي أحمد باكثير _ أبي حديد _ لويس عوض )

ويُقال أن أول قصيدة في شعر التفعيلة كانت قصيدة ( كوليرا ) للشاعرة نازك الملائكة ثم

تلتها قصيدة ( هل كانَ حُبّاً ) للسياب .حتى اتسعت هذهِ الظاهرة بعد بضع سنوات وأصبحت

القالب الجديد للشعر العربي وازدادَ عدد الشعراء المُبدعين في تلكَ الفترة منهم ( شوقي بغدادي

_ نزار قباني _ صلاح عبد الصبور _ محمود درويش _ سميح القاسم _ توفيق زياد _

عبد الوهاب البياتي _ أحمد عبد المُعطي حجازي _ محمد الفيتوري _ أمل دنقل _ علي

أحمد سعيد * أدونيس * )

يعتمد ( شعر التفعيلة ) على تفعيلة واحدة تُنظم عليها القصيدة والقصيدة الحُرة ( التفعيلة )

لا تُحكم بـ ( طول السطر أو قصره ) أو بـ ( عدد التفعيلات في السطر الواحد )

كما يمكن إستعمال أكثر من تفعيلة في القصيدة الواحدة .

وهذهِ يا أصدقائي مُحاولة بسيطة هيَ إحدى ثِمار ثقافتي المُتواضعة ...

ليَ الشرف أن أضعها بينَ أيديكم .. متمنياً أن تنال إهتمامكم وإعجابكم ...

لكم مني فائق المودة والإحترام ....

RoMeO