أتريد أن تذهب إلى حيث يلتقي العقل مع الجَّسَد و الروح؟ هل تبحث عن سلامك الدّاخلي إلى جانب الرشاقة والصحة والعافية؟ اكتشف قدراتك الكامنة وامنح نفسك حق قدرها وتعرف على عالم اليوغا والبيلاتس، الرياضتان اللتان تعتبران الأكثر رواجاً و انتشاراً في عالم وعلم اللّياقة حالياً بين جميع فئات المجتمع، بدءاً من الأطفال مروراً بأبطال عالم الرياضة، وانتهاءً بنجوم عالم التمثيل. ولمعرفة المزيد عن أوجه الشبه والاختلاف بينهما، وأيهما أفضل لك؟ التقت مجلة شباب دائم بمدربة اليوغا والبيلاتس والأخصائية في التخلص من الشدة النفسيّة والتوتر تمارا الحمصي التي قدمت لنا العديد من الإيضاحات والمعلومات.
ولإلقاء الضوء على الموضوع، إليك عزيزي القارئ مقدمةً مختصرة عن الفرق بين اليوغا والبيلاتس، ولكن عليك أن تعرف أن لكل منهما أنواع عديدة أيضاً، مما يجعل إيجاد أوجه الاختلاف أصعب.
المنشأ:
نشأت ممارسة رياضة اليوغا في الهند قبل 5000 عام تقريباً، وقد أثرت فيها حضارات وثقافات مختلفة مما أدى إلى تطورها واختلاف أنواعها على مدى العصور، وأهم أنواعها: أشتانغا، كريبالو، بكرام، فينياسا، ولعل النوع الأهم والذي نعرفه ونمارسه على نطاقٍ واسع هو الهاثا يوغا أو اليوغا التمهيدية، إذ أنها تمكّن ممارسها من تعلّم السيطرة على الجسد والفكر في آن واحد إلى جانب تقنيّات التنفّس الصحيح مما يبعث على التوازن والليونة والقوة والراحة النفسيّة، وهي أساسٌ لدراسة اليوغا والتعمق في علومها، كما وأنها تعمل على مد الجسور وسد الثغرات بين الممارسة القديمة والممارسة الحديثة لليوغا.
أما البيلاتس فتعتبر ممارسةً حديثة جداً بالمقارنة مع اليوغا، إذ أخذت بالانتشار في منتصف القرن العشرين على يد رياضي يدعى جوزيف بيلاتس الذي صمم التمارين وطوّرها على أنها نظامٌ في إعادة التأهيل والتقوية بعد الإصابات إبان الحرب العالمية الأولى، إلا أن ما أدى إلى انتشارها على نطاقٍ واسع هو انتشار ممارستها بين المشاهير.
عقل.. جسد.. وروح
تؤكد هاتان الرياضتان على أهميّة التناغم الفكري والجسدي، إلا أن اليوغا تضيف الرّوح إلى خليط الفكر والجسد، إذ أن الارتقاء الروحي جزءٌ لا يتجزأ من ممارسة اليوغا، خاصّة من خلال تمارين الاسترخاء والتأمل التي تتضمّنها جلسة اليوغا. أما البيلاتس فتؤكد على أهمية التمرين الجسدي إضافةً إلى التركيز الذهني، وكيف يسبغان باتحادهما وعياً و إدراكاً عاليين على الحياة اليومية.
الصف
يعتمد الصف حتماً على المدرب، فلكلّ أسلوبه الخاص، لذلك من الصعوبة بمكان إيجاد اختلافات محدّدة. إذ بإمكان المدرب تطوير عددٍ لا يحصى من التمارين والوضعيات المختلفة لكلّ حصة بما يتناسب مع الممارسين ومستواهم. لذلك تلعب خصوصية المدرب وخبرته وفرديته الدور الأول في صف اليوغا. فمن الممكن جداً المزج بين أشتانغا وهاثا يوغا أو هاثا يوغا والتأمل والاسترخاء.
التمرين
إن ممارسة اليوغا والبيلاتس تكسب الجسدَ ليونة وتشد العضلات، لكن تمارين البيلاتس تعمل على شد الجسم بالكامل وتُرّكز أكثر على منطقة البطن والمعدة إضافةً إلى تمارين داعمة للعمود الفقري لتقوية عضلات الظهر. وقد تلجأ بعض الصفوف لمعداتٍ خاصة كالكرة السويسريّة أو الحبال والعصي، بينما تعتمد الصفوف الأخرى على التمارين الأرضية فقط إذ لا يلزمها سوى سجادة صغيرة ليستلقي عليها الممارس. تكون سجادة البيلاتس عموماً أسمك قليلاً من تلك التي تُستعمل أثناء ممارسة اليوغا ذلك لأن أكثر التمارين تعمل على تقوية أوسط الجسم.
أما تمارين اليوغا فتعمل على تشغيل كافة العضلات على حد سواء، وما يميّز تمارين اليوغا هو التمطيط الثابت المصحوب بتقنيات التنفس وذلك لتزويد الجسم بالأوكسجين المطلوب وتحسين دوران الدم من خلال الوضعيّات المقلوبة مع المحافظة على التركيز والهدوء النفسي معاً. وبذلك تعمل على تليين المفاصل وشد العضلات إلى جانب التوازن والتركيز العالي.
تقنيّات التنفّس
إن التنفس بشكل صحيح والوعي الذاتي مطلوبان في تمارين اليوغا والبيلاتس، إلاّ أنهما يشغلان حيزاً أكبر بكثير بالنسبة لليوغا. وهناك ما يُسمى النفس اليوغي الذي يمارس أثناء أداء التمارين، ومع الوقت يصبح عادةً دائمة يكتسبها اليوغي. ويعتمد هذا النَفس على استنشاق الهواء من خلال الأنف باتجاه البطن فيعلو البطن أثناء الاستنشاق وينخفض أثناء الزفير حيث يبقى الصدر ثابتاً. وعادةً تتخلل جلسات اليوغا تمارين خاصة بتحسين نوعية التنفس إذ أنها تفيد مرضى الربو وتساعد على التخلص من أوجاع الرأس والأرق وأخرى تعزز الطاقة وتزيد من نشاط الجسم، إلا أنها كثيرة التنوّع ولا مجال لذكرها. بينما نستنشق أثناء تأدية تمارين البيلاتس الهواء من الأنف باتجاه القفص الصدري والصدر ونخرجه من الفم.