يسود الكثير من الأوهام والمعلومات غير الصحيحة عن الجنس وأمراضه، وذلك بسبب الحياء الاجتماعي السائد على نطاق واسع في هذا المجال في الدول العربية وفي العديد من الدول الأخرى بالنظر الى حساسية هذا الموضوع. لهذا ترى الأوساط الطبية أن تصحيح هذه المعلومات ضروري لأنه يجنب الكثير من الناس السقوط في بعض الأمراض المرتبطة بالجنس، ومنها أمراض مميتة كمرض نقص المناعة المكتسبة " الإيدز ".
وتشير المعطيات الحديثة ( بحسب صحيفة القبس الكويتية ) إلى أن أكثر من مليون شخص في العالم يصابون سنويا بفيروس «الإيدز»، فيما يصاب عشرات الآلاف بالأمراض الأخرى الأقل خطورة كالسفلس الذي يسمى أيضا بمرض الزهري أو مرض السيلان.
الوهم الأول: عند الإصابة بالمرض يمكن الشعور بذلك فورامن الخطأ تماما الاعتقاد انه يمكن أن يتعرف المريض فورا على الإصابة بالمرض التناسلي بمجرد أن يصاب به، وانه لا داعي لزيارة الطبيب في حال عدم ظهور أي مظاهر تدعو للاشتباه بحدوث الإصابة.
إن الكثير من الأمراض التناسلية تتطور من دون ظهور أي علامات بارزة تدل عليها، ولا تظهر الإشكالات إلا بعد فترة معينة حين تصبح المعالجة أكثر تعقيدا. فمرض الكلاميديا مثلا الذي يؤثر عادة على قناة مجرى البول عند الرجال وعنق الرحم لدى النساء، يمكن أن يؤدي إلى سيلان غير طبيعي والى الشعور بألم أثناء التبول وتحت البطن، غير أن هذا المرض يتطور لدى العديد من الناس لفترة طويلة من دون أن يشعروا به.
وقد أظهرت بعض الأبحاث أن أربعة أخماس النساء لا يعرفن عمليا بإصابتهن بالكلاميديا، مع أن عدم معالجة هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر بشكل كبير بالعين والى العمى أحيانا. أما ظهور العلائم التي تدل على الإصابة بمرض الإيدز، فيمكن أن يستغرق أحيانا عدة اشهر.
الوهم الثاني: العدوى لا تنتقل بممارسة الجنس عن طريق الفمهذا الوهم من أكثر الأوهام التي تفتقد إلى المنطق، لذلك يعتبر خطيرا من حيث تداعياته، خاصة إذا ما علمنا بان %41 من الأوروبيين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما يستخدمون هذه الطريقة بشكل أكثر من المضاجعة الكلاسيكية، وأن %82 منهم لا يستخدمون الواقي الذكري أثناء ذلك اعتقادا منهم أن خطر انتقال عدوى الأمراض الجنسية إليهم غير ممكن بهذه الطريقة.
وقد اظهر بحث أوروبي جديد اجري هذا العام أن %70 من الشباب يعتقدون أنه في حال حدوث القذف لدى الرجال، فان خطر انتقال الأمراض التناسلية إليهم يكون متدنيا جدا الأمر الذي لا يعتبر صحيحا على الإطلاق، فانتقال العدوى يمكن أن يتم أيضا عن طريق السائل الذي يخرج أثناء القذف.
وقد أكدت مختلف الأبحاث أن خطر الإصابة بالسيلان أو الزهري او بفيروس الهربس التناسلي، وحتى مرض الإيدز، يمكن أن يتم عن طريق ممارسة الجنس عبر الفم، وان كان خطر الإصابة بهذه الطريقة اقل من ممارسة الجنس الكلاسيكي.
الوهم الثالث: المرض الوحيد الذي لا يمكن معالجته هو الإيدزللأسف فإن بعض الأمراض تبقى مصاحبة للإنسان طوال العمر أو أنها يمكن أن تعود إليه من جديد بعد الشفاء منها، مثلا أمراض السيلان أو الزهري أو الكلاميديا يمكن أن تعالجها المضادات الحيوية بسرعة نسبيا، في حين أن أمراض الهربس الجنسي أو التهاب الكبد الوبائي أو الإصابة بفيروس الإيدز لا يمكن معالجتها تماما، ويمكن أن تكون معدية حتى في حال عدم ظهور العلائم التي تدل على الإصابة بها.
الوهم الرابع: الإصابة بالمرض التناسلي يمكن أن تكون عن طريق المرحاضيزعم بعض الناس الذين يصابون بالأمراض التناسلية بان عدوى المرض انتقلت إليهم بسبب استخدامهم المرحاض العام، أو جلوسهم على المقعد في حمام السونا، أو استعارتهم لمنشفة حمام من احدٍ مصاب بالمرض، أما الأطباء فيكملون ذلك بالقول ان الإصابة بمرض تناسلي من جراء استخدام المقعد الخاص بالمرحاض يمكن أن تتم فقط في حال ممارسة الجنس عليه.
وقد أجريت في جامعة اريزونا الأميركية دراسة حول هذا الأمر حيث جرى اخذ عينات من المراحيض العامة وأُخضعت لتحليل فيروس جرى التأكد بنتيجته بأنه يوجد في السنتمتر المربع الواحد للتواليت 49 بكتيريا، في حين أن سماعة الهاتف في مكان عام توجد عليها 25000 بكتيريا.
وتستبعد إمكان نقل العدوى عن طريق استعارة أشياء المصاب أو استخدام مكان ما بالنظر الى كون الفيروسات أو البكتيريا التي تسبب الأمراض التناسلية تعتبر غضة نسبيا، ولا تستطيع البقاء حية خارج الجسم.
الوهم الخامس: ممارسة الجنس في المسبح غير مضرةيعتبر الوهم القائل بان ممارسة الجنس في المسبح أو في الحمام تحت الماء الساخن تبعد خطر الإصابة بأي مرض جنسي، لان الكلور الموجود في الماء أو درجة الحرارة المرتفعة للماء كفيلان بالقضاء على أي بدايات بكتيرية، من أكثر الأوهام سذاجة.
فالكلور لا يستطيع حقيقة قتل البكتيريا أو الفيروسات التي تسبب الأمراض الجنسية، ولا يستطيع حتى قتل السائل المنوي. لذلك ينبه المختصون بان ممارسة الجنس في المسبح يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجنسية أو إلى الحمل كممارسته في أي مكان آخر. كما أن الحمام الساخن لا يؤدي أيضا إلى إبادة البكتيريا أو الفيروسات، في حين يمكن له أن يؤدي إلى إلحاق الضرر بمادة لاتيكس الموجودة على الواقي الذكري.
عكس السيرالله يبعدنا عن الحرام , بس بالحلال كلو حلال