حبيبي....
ماذا أقول لكم عن حبيبي؟؟
حبيبي، يسير رويدا رويدا، خطوات متمهّلة هي وقع أقدام حبيبي، كم هو مميّز! أتحدّى إنسانا يستطيع إيجاد من هو يشبه حبيبي.....
عندما ياتي حبيبي يعرف الجميع إنّه جاء وأتى، يأتي صامتا ثم يبكي، ويبكي، ويبكي...يبكي كما لم يبك قط، يبكي ليضحك الآخرون....
عندما يبكي حبيبي ويرى الآخرين يضحكون لبكائه، يشتدّ حزنه فيصرخ، أعلى فأعلى، ويملأ عذابه وصراخه الأليم أرجاء الأرض ويطرق الأبواب والنوافذ بدموعه الفضيّة المكتظّة بالمشاعر والأحاسيس الدافئة، دافئة كدفء أنفاسه الباردة.
يا طيب أنفاسه!أنفاسه المعشّقة برائحة الأرض، تلك الأرض التي ضحكت لبكاء حبيبي، تلك الأرض التي ما انفكّت تسخر من حبيبي، من وجهه المكفهرّ، من عذابه وصراخه الذي يدوي بين الحين والآخر، فأمست تُنبت الزهرة تلو الزهرة وتملأ تويجاتها بدموع حبيبي، تهزّها، فتتساقط الدموع مهدورة تزيد الأرض ضحكا ثم ضحكا.
أما أنا..فإذا قدم حبيبي بخطواته المتمهّلة وبكى، بكيت، بكيت بكاء حارّا.. وأنا هناك... في أحضان حبيبي... حتى أمست خصلة من خصالي.
إذا ما جاء حبيبي، ركضت نحو الباب، رميت نفسي في أحضانه، مددت ذراعي احتضنه، ثم يداعب خديّ، يمسح شعري، يعبث فيه بأنفاسه المعشّقة برائحة الأرض، يتجدد حزنه، يبكي، وتنسرب دموعه تداعب يدي، تغسل شعري، تقبّل شفتي، وأنا أبكي... يصرخ ألما وأسمعه يناجي:
لو كان بمقدوري الكلام..لما بكيتُ..... ولما ضحكتم.....
فأهمس له:
ابكِ....أيّها الحبيب.. فأنا أيضا أبكي.....
هل عرفتم من يكون حبيبي الحزين؟
إنه المطر