مكتبة منيرفا (العلاقات الصليبية المملوكية زمن السلطان بيبرس)

{مخطط حلقة البحث}
1) المقدمة :
2) العرض ويتضمن :
1. وصول بيبرس إلى السلطة .
2. مواجهة بيبرس للتحديات الداخلية :
أ‌- توطيد حكمه وأحياء الخلافة العباسية .
ب‌- تنظيم الجيش و الأسطول.
3. سياسة بيبرس تجاه الصليبيين.
4. العمليات العسكرية ضد الصليبيين.
5. الحملة البحرية على قبرص.

3) الخاتمة :
4) قائمة المصادر و المراجع :
5) الفهرس :


المقدمة :
كانت سلطة المماليك استمرارا للفترة الأيوبية في حكم الشام و مصر وقد قامت على مقاومة العدوان الصليبي وتقليص مساحة نفوذهم ثم القضاء بشكل نهائي وحاسم على الوجود الصليبي الذي كان يهدد وجود الدولة العربية الإسلامية .
فإذا كان العصر الأيوبي يعتبر الفترة التمهيدية فإن الدولة المملوكية( البحرية ) هي فترة النضوج و الدولة المملوكية الثانية ( الجراكسة ) هي فترة التدهور و نهاية الحكم المملوكي .
وقد حاولت في هذا البحث أن أتحدث عن سياسة الظاهر بيبرس تجاه الصليبيين و المعارك التي خاضها ضدهم .
أما بالنسبة لمسألة الصعوبات التي واجهتها في هذا البحث فهي قليلة جداً وذلك لأن المراجع والمصادر التي تتحدث عن الفترة الإسلامية كانت كثيرة ومتوفرة .









العرض :
1- وصول الظاهر بيبرس إلى السلطة :
بعد انتصار المماليك في موقعة عين جالوت على المغول قام السلطان قطز بحركة تطهير سريعة للبلاد فاسترد دمشق من المغول في حين قام الأمير بيبرس بمطاردة المغول حتى حلب ، وقد أراد قطز أن يعيد الحياة إلى مجراها الطبيعي حيث سمح لبعض الأمراء الأيوبيين بالعودة إلى ولاياتهم في حمص وحما ، وكان قطز قد وعد بيبرس بإعطائه ولاية حلب تقديراً لجهوده وبلائه في حرب المغول ولكن لم يكد يتم طرد المغول من الشام واسترداد حلب حتى تنكر قطز لوعده لبيبرس وأعطى حلب للأمير علاء الدين بن بدر الدين لؤلؤ ويبدو أن الأمير بيبرس لم يرضى بذلك ويبدو أنه قد أضمر السوء للسلطان قطز فاحترس مل منهما من الآخر واتجه الاثنان في موكب واحد إلى مصر وفي الطريق تمكن الظاهر بيبرس من أن يتفق مع جماعة من الأمراء على قتل السلطان المظفر قطز وقد تمكن بيبرس مع أصحابه أن يخلو بالسلطان قطز بعيداً عن رفاقه فاستغل المتآمرون الفرصة وقاموا بقتل السلطان قطز وبذالك خلا الجو للمماليك البحرية و زعيمهم بيبرس ، وبعد مقتل قطز بايع بقية الأمراء الأمير بيبرس وتوجه بيبرس إلى القاهرة ولقب بالملك القاهر .(1)



(1)- الزيدي ( مفيد) : موسوعة التاريخ الإسلامي في العصر المملوكي ، عمان ، دار أسامة ، د.ط ، 2006م ، ص 182.



2- مواجهة بيبرس للتحديات الداخلية :
آ- توطيد حكمه وأحياء الخلافة العباسية :
بعد دخول بيبرس إلى القاهرة أخذ يتقرب من الخاصة و العامة فخفف عن الأهالي عبء الضرائب وألغى الأموال التي كان قطز قد فرضها كما عفى عن المحبوسين وأفرج عنهم ، ثم أرسل إلى الأقطار ليعترف الحكام التابعين للسلطنة المملوكية بسيادته عليهم ألا أن بعض الأمراء امتنعوا عن لاعتراف به وكان من بيمهم الأمير علم الدين سنجر الحلبي الذي كان قطز قد ولاه على دمشق فلما علم بمقتل قطز ثار وأعلن نفسه سلطاناً وطلب من أصحاب حمص وحما الدخول في طاعته ولكنهما امتنعا ، لم يتوان بيبرس في القضاء على هذه الثورة فقام بأرسل حملة بقيادة علاء الدين البندقداري والذي تمكن من القضاء على هذه الثورة وأصبح والياً على دمشق وكلفه بيبرس بإلقاء القبض على المتآمرين وكان منهم شمس الدين أقوش البري الذي فر إلى حلب وستولى عليها ثم عزم على المسير إلى مصر لأخذها ولكن الظاهر بيبرس أرسل حملة تمكنت من القضاء على جيش البري ، لم تكن كل الثورات التي واجهت بيبرس في مستهل حكمه في بلاد الشام وإنما قامت ثورة في القاهرة تستهدف أعادة الخلافة الفاطمية غير أن بيبرس تمكن من القضاء عليها . (1)
أن هذه الثورات التي اعترضت طريق بيبرس في البداية حكمه جعلته يشعر بأنه في حاجه إلى دعامة كبرى يستند إليه حكمه فوجد في الخلافة العباسية ضالته فأسرع الظاهر بيبرس لأحياء الخلافة العباسة ليتخلص من معارضة أمراء الشام له فأرسل إلى أحد أبناء البيت العباسي في دمشق .(2)

(1)- عبد الفاتح عاشور (سعيد) : مصر والشام في العصر الأيوبي و المملوكي ، بيروت ، دار النهضة العربية ، د.ط ، د.ت ، ص 196 .
(2)- عبده قاسم ( قاسم) ،السيد علي (علي) : الأيوبيين و المماليك عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ، مصر ، الهرم ، ط2 ، 1996م ، ص165 .

وهو أحمد بن الظاهر بن الناصر العباسي ، واستدعاه إلى مصر واستقبله بيبرس بحفاوة تليق به ثم عقد به اجتماعاً دعى أليه العلماء والفقهاء والأمراء ليشهدوا على صحة نسب الخليفة الجديد ثم تقدم بيبرس وبايعه ثم تبعه المجتمعين ولقب الخليفة (بالمستنصر بالله) ثم قام الخليفة بتقليد بيبرس بعد أيام السلطنة في حفل كبير فأصبح بيبرس يحكم بتفويض من الخليفة إلا أن بيبرس بعد أن حقق ما أراده واكتسب الصفة الشرعية في الحكم أحس بأن الخليفة ينافسه سواء في صك النقود أو في الخطبة ، فأعلن أنه يريد إعادة الخلافة العباسية في بغداد واتجه ومعه الخليفة والأعراب والأتراك قاصداً العراق عن طريق الصحراء وتصدى له المغول عند هيت وقتلوا الخليفة ومن معه فقام باستدعاء خليفة جديد ولقب (الحاكم بأمر الله) وحرص بيبرس على الحد من نفوذ الخليفة فأصبحت الأمر الفعلي بيد بيبرس . (1)
ب- تنظيم الجيش و الأسطول :
لقد كلن السلاطين يولون عناية كبيرة لتربية مماليكهم وتدريبهم لأنهم كانوا
بمثابة الحرس السلطاني الخاص حيث كان يختار لهم الوظائف الحكومية منها يوش الأمراء وكانت تشكل الجزء الثاني من الجيش الحكومي إذ كان للأمراء وولاة الأقاليم جيوش صغيرة أعدادها بين 300 – 800 وغالباً كانت تتمركز خارج العاصمة ، أجناد الحلقة هذا القسم الثالث من أقسام الجيش المصري في عصر السلاطين المماليك كان يتألف من أبناء المماليك الذين عرفوا باسم (أولاد الناس) وكان يتألف من الأعراب ، الأتراك وبعض المصريين الذين انضموا إلى الجيش . (2)

(1)- عبده قاسم ( قاسم) ،السيد علي (علي) : مرجع سابق ، ص 166 .
(2)- عبد الفاتح عاشور (سعيد) : مرجع سابق ، ص 200 .


والجدير بالذكر أن أجناد الحلقة فقدوا أهميتهم العسكرية في الشطر الأخير من عصر السلاطين المماليك بل إن الكثير منهم تعرضوا لقطع مقاطعاتهم في أواخر ذالك العصر، وكذلك أتم الظاهر بيبرس بناء الجيش و الأسطول وتحسين مناطق الحدود وتنظيم الاتصالات ونقل المعلومات من خلال نظم البريد وبهذا أتم تجهيزاته ليبدأ العمل العسكري ضد الصليبيين .(1)
3- سياسة بيبرس تجاه الصليبيين :
كان أكبر خطرين يهددان المسلمين في الشرق الأدنى عند قيام دولة المماليك هما الخطر الصليبي و الخطر المغولي وبكلتا الحالتين أبدى بيبرس ومن خلفه من سلاطين المماليك بطولة نادرة وشجاعة كبيرة في حماية الشام ومصر من تلك الأخطار، وتبدو مهارة بيبرس السياسية بأنه حرص أثناء حروبه ضد الصليبيين و المغول على مخالفة بعض القوى الخارجية المعادية لكل من الصليبيين و المغول فحالف الإمبراطور البيزنطي ميخائيل باليولوجس وعقد معه حلفاً دفاعياً 660هـ – 1262 م ، كذالك حالف بيبرس مغول القفجاق أو القبيلة الذهبية وقد كان أخو هولاكو قد أسلم وسكن في منطقة القوقاز وكون هذه القبيلة ، وقد أتسمت سياسة بيبرس تجاه الصليبيين بالعنف والشدة ، ويقول المؤرخ المقريزي : لما خلا بال السلطان من الملك المغيث (صاحب الكرك) توجه إلى الغرب .....الخ .
ولم يكن ممكناً لبيبرس أن ينتهج سياسة المهادنة تجاه الفرنجة الصليبيين وإلا فقدت دولته مبررات وجودها فقد كان الصليبيون هم العدو الأشد خطراً على العالم الإسلامي كما أنهم ساعدوا المغول أحياناً ضد المسلمين.(2)

(1)- عبد الفاتح عاشور (سعيد) : مرجع سابق ، ص 200 .
(2)- الزيدي ( مفيد) : مرجع سابق ، ص 150 .

4- العمليات العسكرية ضد الصليبيين :
بدأت العمليات العسكرية في سنة 661هـ / 1265م ، وقد كانت طويلة وعنيفة امتازت دائماً برجحان كفة بيبرس وانتصاره على خصومه ذلل أنه لم تقضي سنة من السنوات العشر الواقعة بين 659 – 669ه دون أن يوجه بيبرس حملة صغيرة أو كبيرة ضد الصليبيين بالشام ، وفي كل مرة كان يحرز نصراً ويستولي منهم على بعض المعاقل وقد يوقع معهم صلحاً لعشر سنوات لكنه لا يلبث أن يعاود هجومه عليهم بعد قليل .(1)
بدأت الحروب بين بيبرس والصليبيين سنة 661هـ عندما هاجمت جيوش بيبرس الناصرة وهاجم بيبرس نفسه مدينة عكا لكنه لم يفلح في الاستيلاء عليها ، ألا أن الحرب الشاملة التي شنها بيبرس على الصليبيين لم تبدأ إلا عام 663هـ عندما استولى بيبرس على قيسارية ويافا وأرسوف وعتليت في فلسطين وفي العام التالي استولى على صفد ثم على هوننين وتبنين بجنوب لبنان ومدينة الرملة .أخذ بيبرس يمهد سنة 665هـ للقيام بعمل حربي ضد القوى الصليبية فأرسل جيشاً تحت قيادة الأمير قلاون استولى على بعض القلاع الواقعة شمالي طرابلس ووجه بيبرس حملة كبرى ضد أرمينيا الصغرى لتحالفها مع المغول ضد المسلمين أثناء غياب ملكها هيثوم الأول في زيارة لمغول فارس ونجح المماليك بإنزال هزيمة كبرى بالأرمن قرب دربساك ، دمرت جيوش بيبرس في تلك الغزوة مدن أرمينية الصغرى وأشعلوا النار في عاصمتها سيس وقتل أحد أبناء الملك هيثوم وأسر الثاني وتوج بيبرس جهوده ضد الصليبيين بالاستيلاء على أنطاكيا في سنة 1268م وكانت خسارة الصليبيين بسقوط أنطاكيا كبيرة لأنها كانت كبرى أماراتهم بالشام وثاني إمارة أسسوها بعد الرها. (2)

(1)- اسعد اطلس (محمد) : تاريخ العرب ، بيروت ، دار الأندلس ، ط2 ، 1983 ، ص 293.
(2)- ابن سابط (حمزة بن عمران بن عمر) : صدق الأخبار تاريخ أبن سابط ، تح : عمر عبد السلام تدمري ، مج 3 ، لبنان طرابلس ، د.ن ، د.ط ، 1993م ، ج1 ،ص405 .
5- الحملة البحرية على قبرص :
امتدت حركة الجهاد التي قام به بيبرس ضد الصليبيين إلى جزيرة قبرص التي كانت تحكم من قبل أسرة لوزجنان الصليبية ، حيث لم يغفر بيبرس لملك قبرص تهديده لسفن المسلمين في شرق حوض البحر المتوسط أو مساعدته للصليبيين ضد المسلمين بالشام فأرسل حملة بحرية سنة 668هـ لغزو قبرص لكن هذه الحملة أصيبت بالفشل بسبب رياح عاصفة هبّت عليهم حيث تحطم هذا الأسطول وسقط أفراده أسرى بيد الفرنجة إلا القليل منهم وقد كانت تلك الحملة المسلمة مؤلفة من 17 سفينة بقيادة (ابن حسون) حيث تحطم 11 سفينة وعادت السفن البقية إلى موانئ المصرية وقد استطاع بيبرس تحرير الأسرى المسلمين من قبضة الفرنجة ، وبعد ذلك شن بيبرس حرباً على الصليبيين لا هوادة فيها ولا رحمة فاستولى سنة 669هـ على صافيتا وحصن الأكراد وحصن عكا وأخذ يستعد لمهاجمة طرابلس ذاتها لولا وصول الأمير إدوارد الإنجليزي إلى الشام ومعه بضع مئات من المحاربين مما جعل بيبرس يخشى أن يكون ذالك مقدمة لحملة صليبية كبرى غير أنها لم تستطع أن تفعل شيئاً مذكوراً لمساعدة الصليبيين بالشام مما أدى لعقد هدنه لعشر سنوات بين الصليبيين من ناحية والسلطان الظاهر بيبرس من ناحية أخرى لكن بيبرس لم يستطع أن يضل ساكتاً طوال مدة تلك الهدنة فقام سنة 1275م بغزو مملكة أرمينية الصغرى وأغار على بلاد سلاجقة الروم وأستطاع أن يمزق الجيش التتري الذي كان يحميها عند ابلستين سنة 1277م وهكذا قضى بيبرس حكمه الطويل في الجهاد ضد الصليبيين و المغول معاً . (1)


(1)- ابن سابط (حمزة بن عمران بن عمر) : مصدر سابق ، ج1 ، ص 407 .

الخاتمة :
هكذا شن بيبرس على الصليبيين حروباً عنيفة لا هوادة فيها ولا رحمة أستطاع الاستيلاء على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة الفرنجة وقد أستطاع القضاء على الصليبيين عند ما وجه الضربة القاضية على أنطاكية كانت بداية النهاية للصليبيين ، وبموت الظاهر بيبرس انطوت صفحة خالدة فيها الكثير من البطولة والإصلاح والذي وسع نفوذ الدولة من مصر حتى أقاصي الغرب فقد كان رجل حرب وقائد شجاع وصاحب مهارة عالية .















{قائمة المصادر والمراجع}
المصادر:
1- ابن سابط (حمزة بن عمران بن عمر) : صدق الأخبار تاريخ أبن سابط ، تح : عمر عبد السلام تدمري ، مج 3 ، لبنان طرابلس ، د.ن ، د.ط ، 1993م ، ج1.
المراجع :
1- اسعد اطلس (محمد) : تاريخ العرب ، بيروت ، دار الأندلس ، ط2 ، 1983.
2- الزيدي ( مفيد) : موسوعة التاريخ الإسلامي في العصر المملوكي ، عمان ، دار أسامة ، د.ط ، 2006م .
3- عبد الفاتح عاشور (سعيد) : مصر والشام في العصر الأيوبي و المملوكي ، بيروت ، دار النهضة العربية ، د.ط ، د.ت .
4- عبده قاسم ( قاسم) ،السيد علي (علي) : الأيوبيين و المماليك عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ، مصر ، الهرم ، ط2 ، 1996م .










{ الفهرس }
العنوان رقم الصفحة
مخطط حلقة البحث ----------------------------------------------------------- 1
المقدمة --------------------------------------------------------------------- 2
العرض ---------------------------------------------------------------------- 3
وصول بيبرس إلى السلطة ------------------------------------------------- 3
مواجهة بيبرس للتحديات الداخلية ------------------------------------------ 4
آ- توطيد حكمه وأحياء الخلافة العباسية ------------------------------------ 4
ب- تنظيم الجيش و الأسطول ---------------------------------------------- 5
سياسة بيبرس تجاه الصليبيين ---------------------------------------------- 6
العمليات العسكرية ضد الصليبيين ------------------------------------------ 7
الحملة البحرية على قبرص ------------------------------------------------ 8
الخاتمة ----------------------------------------------------------------------- 9
قائمة المصادر والمراجع --------------------------------------------------- 10
الفهرس --------------------------------------------------------------------- 11