قال شاب وكان يعمل عند أحدهم في المدينة .......قال بصوت حزين :
ألاما للمليحة لا تعود*** أبخل في المليحة أم صدود***
مرضت فعادني أهلي جميعا فمالك لا نرى فيمن يعود
فقدتك بينهم فبكيت شوقا وفقد الإلف يا أملي شديد
وما استبطأت غيرك فاعلميه وحولي من ذوي رحمي عديد
ولو كنت السقيمة،كنت أسعى إليك ولم ينهني عنك الوعيد
ثم سكن فنظرت إليه إحدى مقرباته وصرخت،وقالت:ولله فاضت نفسه،وقالتها ثلاث مرات،ولما رأت ما حل به من الحزن قالت: عاش بأجل ومات بقدر وانتقل إلى رب كريم.
ولما نعي خبر موته سمعت حبيبته بالخبر فأنشدت تقول:
عداني أن أزورك يا مناي معاشر قوم كلهم صدود
أشاعوا ما علمت من الدواهي و عابونا،وما فيهم رشيد
فأما إذا ثويت اليوم لحدا فدور الناس كلهم لحود
فلا طابت لي الدنيا حياة ولا سحت على الأرض الرعود
ثم خرجت والدموع تملأ عينيها تبكي زمانا من الهجر الطويل بينها وبين حبيبها فماتت إثر حزنها لفراقه فدفنها القوم بجانبه ليبقى القبران رمزا للوفاء .