بسم الله الرحمن الرحيم
( إِذَاَ الشَّمْسُ كُوََّرتْ . وَإِذَا النجُومُ انْكَدَرَتْ . َوِإذَا اْلْجِباَلُ سُيَّرتْ وَإِذَاْ الْعشارُ عُطَّلَتْ .
وَإِذَاْ الْوِحُوشُ حُشَرتْ . وَإِذَاْ الِبحَارْ سْجَرتْ . وَإِذَاْ الَّنفوس زُوَّجَتْ . وَإِذَاْ الْموؤدَةُ سُئِلَتْ . بِأَيَّ ذَنْبِ قُتَلتْ )الإعراب :
إذا : ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط في محل نصب بجوابه
• والعامل فيه هو قوله تعالى ( علمت نفس ما أحضرت )
الشمس : يرى البصريون أنها نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعْدَه
( تقديره : كُوَّرت)
كُوَّرت : فعل ماض مبنى لم يُسَم فاعله ، ونائب الفاعل مستتر تقديره هي .
والتاء للتأنيث .
• والجملة خبر المبتدأ عندى . وأما من أعراب ( الشمس ) فاعلاً فالجملة عنده توكيداً لا محل لها من الإعراب .
• وأرجح قول الكوفيين إنها مبتدأ مرفوع بالضمة بُعْدًا عن التقدير
وقد ذهب والقراء الكوفيين إلى جواز ذلك . بل قد نسب السيرفي إلى سيبةيه هذا الرأي في شرحه لكتاب سيبويه – كما رواه عنه ابن عقيل .
وإذا النجوم انكدرت : الإعراب السابق : إلا أن ( انكدرت ) مبنى للمعلوم المسمى فاعله ولذلك فالضمير فيها فاعل.
( وكذلك الإعراب في بقية الآيات ، مع النظر إلى شكل الفعل لتحديد المسند إليه ، هل هو الفاعل أو نائب الفاعل ؟ )
• العشار : جمع عُشَراء . وهي الناقة التي بلغت عشرة أشهر من الحمل
وهذا الجمع على ( فعال ) مثال : نُفَسَاء ، نِفاس .
• زوَّجت : قُرن بعضها ببعض ٍ
وإذا المؤودة سئلت : مثل السابقة . والمؤودة : المقتولة دفنا في التراب .
بأي ذنْبٍ : جار ومجرور ومضاف إليه .
• وشبه الجملة متعلق بالفعل ( قُتلت )
قُتلت : فعل ماض مبنى ونائب الفاعل مستتر تقديره هي ، يعود على المؤودة
• والجملة مفعول به
( وَإِذَا اُلصَّحُفُ نُشِرَتْ . وَإِذَا السَّمَاءْ كُشِطَتْ . وَإِذَا الجْحِيمُ سُعََّرتْ . وَإِذَا اْلجَْنَّةُ أُزِلَفَتْ . عَلِمَتْ نَفْس’ مَا أََحْضَّرتْ )
وإذا الجحيم سُعًّرت : سبق
• سُعًّرت : أُوقِدَت
وإذا الجنة أزلفت : سبق
• أزلفت : قُرَّبت وهيَّئت .
علمت : فعل وفاعل . جواب إذا لا محل لها من الإعراب
نفس : فاعل
• والأصل أن كل نفس تعلم ما أحضرت هنا
وهي من النكرة التي أريد بها التعريف بالجنس مبالغة.
ما أحضرت : اسم موصول مفعول به
وجملة ( أحضرت ) هي الصلة .
( فَلاَ أُقُسِمُ بِالْخُنَّس . اُلْجَوار الكُنَّس . وَاللَّيلِ إِذَا عَسْسَسَ . وَاُلصَّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ . إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيٍم )
الفاء : استئنافية
أقسم : فعل مضارع مرفوع مرفوع بالضمة . والفاعل مستتر وجوباً ( أنا )
• وقد جاء القسم هنا على أصله من وجود الفعل ( أقسم ) والباء ، وهي أصل حروف القسم
بالخنس : جار ومجرور
والخنس مقسم به
• وهي جمع خانسة ، وهي الكواكب التي تخنس بالنهار ن وتعني تختفي .
الجواري : نعت للخنس ، مجرور بالكسرة المقدرة على لياء المحذوفة.
( وقد حذفت الياء تخففا وراجع إعراب : سندعُ الزبانية –في سورة العَلَق )
الكنس : نعت مجرور
• وهي جمع كانسة : وهي الطَّالِعة
وصف النجوم بالظهور تارة والاختفاء تارة ، بأمر الله وتقدره سبحانه.
والليل : قسم آخر
والليل : مقسم به مجرور
• وذهب بعضهم إلى أن الواو عاطفة ، وليست للقسم.
إذا : ظرف زمان مستقبل
• ولعله هنا نعت مع المضاف إليه
وهو مذهبي الذي أراه ، وهو خروج ( إذا ) عن الظرفية إذا لم تكن الظرفية واضحة فيها .
فكأنه سبحانه يقول :
( والليل المعسس، والصبح المتنفس )
لأنه الله تعالى لا يُقسم في حال عسسته فقط ، ولا بالصبح في حال تنفسه فقط . وقد نقل ابن هشام عن جماعة من العلماء خروج ( إذا ) عن الظرفية احيانا كما في ( المغني )
عسعس : فعل ماض ، والفاعل مستتر ( هو ) يعود على الصبح ، والجملة مضاف إليه
والصبح إذا تنفْس : الأعراب نفسه
• عسَّس : أقبل ظلامه وأدبر
لأن العسية هي رقة الظلام ، وذلك يكون في حال الإقبال والإدبار .
• تنفَّس : ابيضَّ واتَّسع .
إنه لقول رسول : هذا جواب القسم . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
لأنها بمنزلة الجملة الابتدائية ، كأنك تقول :
( إنه لقول كريم والليل .. والصبح )
اللام في ( لقول ) : هي لام الابتداء زحلقت للخبر ،
ويسمونها ( المزحلقة لذلك .
والأصل أنها لام التوكيد الملازمة للمبتدأ ،
لكنها لا تجتمع مع ( إنَّ ) فتزحلق للخبر .
رسولٍ : مضاف إليه مجرور
• وهذا الرسول هو جبريل عليه السلام
كريم : صفة مجرورة
ذي قوة : نعت آخر مجرور بالياء من الأسماء الستة .
وقوة : مضاف إليه مجرور
عند : ظرف مكان
ذي العرش : مضاف إلية مجرور ، ومضاف إليه مجرور
• وشبه الملة هنا ( الظرف وصلته ) في محل جر نعت لـ ( قوة ) . والتقدير ( ذي قوة كائنة عند ذي العرش )
مكين مطاع : صفتان ثالثة ورابعة .
ثَمَّ ( بفتح الثاء ) :ظرف جامد ( لا يتصرف ) مبنى على الفتحة .
• وقد قرىء بضم الثاء : ( ثُمَ ) : حرف عطف
أمينٍ : نعت خامس
وعلى قراءة ثُمَّ يعرب معطوفا مجروراً
• وقد تكررت النعوت وكثرت تعريفا ً بجبريل وثناءً عليه ، لأن الكفار في معظمهم لم يكونوا يعرفونه.
( وَمَا صَاحِبكمِ بمجنونِ . وَلَقَد رَأهُ بِالأفقُ المبِيِن وَمَا هُوَ عَلَى اُلْغَيْبِ بِضَنِينِ )
وما صاحبكم بمجنون : هذه الجملة معطوفة على ( إنه لقول رسولً كريم )
لا محل لها من الإعراب .
ما : نافية ، واسمها : صاحبكم ، والكاف : في محل جر مضاف غليه .
بمجنون : الباء حرف زائد لتوكيد النفي.
والاسم بعدها خبر ( ما ) منصوب محلا ، مجرور لفظا.
• وذلك في حالة إعمال (ما ) أهل الحجاز يُعْمِلونها ، وتسمى ( ما ) الحجازية . أما في حالة إهمالها ، وهي لغة تميم ، ويسمونها ( ما ) التميمية ، فيعرب الاسم بعدها مبتدأ و ( مجنون ) خبر المبتدأ مرفوع
محلا مجرور لفظا .
• أو يقال : مرفوع بالضمة المقدرة منع ظهوَرها حركةُ حرف الجر الزائد .
ولقد رآه بالأفق المبين : عطف على جواب القسم أيضا.
لقد ك حرف توكيد للجملة الاسمية والفعلية .
رآه : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة ن والفاعل ( هو ) مستتر . والهاء المتصلة بالفعل مفعول به
( وتعود على جبريل عليه السلام )
بالأفق : جار ومجرور.
• وشبه الجملة لا محل لها من الإعراب متعلق بالفعل ( رآه )
• وقد تُعرب شبه الجملة حالاً من الرسول الأمين ( جبريل )
وتكون متعلقة بمحذوف تقديره كائناً ، والتقدير :
( ولقد رآه حالة كونه بالأفق المبين )
المبين : صفة للأفق مجرورة
وما هو على الغيب بضنين : مثل ( وما صاحبكم بمجنون )
على الغيب : جار ومجرور . شبه جملة متعلقة بالمشتق ( ضنين )
• ضنين : صيغة مبالغة على وزن ( فعيل ) يعني شحيح ، بخيل يكتم الحق الذي انزل إليه .
• وقرىء : بظَِنين ، يعني متهَّم في البلاغ ، وهو مأخوذ من الظَّنة يعني التهمة
(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيطْانِ رَجيمٍ . فأَينَ تذهبونَ . إِنْ هُو إلا ذِكْر للْعالِمينَ . لِمَنْ شَاَءِ مِنكُمْ أَنْ يَسْتَقيمَ . وَمَا
تَشَاءُونَ أِلاَّ أَن يَّشَاءَ الله رَبُّ الْعَاَلَمِينَ )
وما هو : الضمير عائد على القرآن .
بقول شيطان رجيم : سبق إعراب مثلها آنفا
شيطان : مضاف إليه ، رجيم : نعت له مجرور
• رجيم : صيغة مبالغة على وزن ( فعيل ) ، وهي مأخوذة من أصل ( مفعول ) لأنها بمعنى
( مرجوم ) مثل : قتيل بمعنى مقتول .
والضمير اذي فيها يُعرب في محل رفع نائب فاعل .
فأين : الفاء استئناف
واسم الاستفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان
• وهو متعلق بالفعل ( تذهبون )
• تذهبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون .
والواو : فاعل
والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة
أنْ : حرف نفي
• لا تعمل عمل ليس هنا لانتقاض نفيها بت ( إلا )
هو : مبتدأ مبني في محل رفع
إلا استثنائية ملغاة
ذكر : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة
للعالمين : جار ومجرور
( وشبه الجملة في محل صفة للذكر . والتقدير : ذكر كائن للعالمين )
لمن : حرف جر ، والاسم الموصول بعده في محل جر .
وقد تعرب (من ) بدلاً بإعادة الجار . وهو إعراب حَسَن
شاء : فعل ماض مبني على الفتح ن والضمير المستتر فيه فاعل ( يعود على الاسم الموصول ) والجملة صلة الموصول
منكم : جار ، والكاف ضمير في محل جر
وشبه لجملة بالفعل ( شاء)
أن يستقيم : حرف مصدري ونصب للمضارع
والفعل منصوب بالفتحة ، والفاعل مستتر ( هو ) والمصدر المؤول من ( أن ) والفعل معا في محل نصب مفعول به . والتقدير ( لمن شاء الاستقامة )
وما استئنافية . ما : نافية
تشاءون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل.
والجملة مستأنفة .
إلا : استئنافية ملغاة . ويسميها ابن خالوية ( تقرير بعد جحد)
أن يشاء الله : مصدر مؤول في محل نصب مفعول به او مطلق .
والتقدير : ( ما تشاءون إلا مشيئة الله )
لأن مشيئة العبد هي أصلا مشيئة الله ،وليس له مشيئة مستقلة ولفظ الجلالة فاعل مرفوع .
رب العالمين : نعت مرفوع لله تعالى
العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم .