أنواع الإعراب (للمختصين وغيرهم)

وأنواعُ الإِعرابِ ثلاثةٌ: (ظاهرٌ، وتقديريٌّ، ومحلّيٌّ):

1- الإعراب الظّاهر: هو ما تظهر فيه الحركات الإعرابيّة على آخر الكلمة لكونِ الحرف الأخير فيها صحيحاً.
ملحوظة: والحروف الصّحيحة هي الخالية من أحرف العلّة (الألف + الواو + الياء).
نحو: جاء زيدٌ
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
ونحو: رأيتُ الولدَ.
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ونحو: أبو خالدٍ مشكورٌ على صنيعه كلِّه.
مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة تحت آخره.

2- الإعراب التّقديريّ: هو ما لا تظهر فيه الحركات الإعرابيّة على آخر الكلمات؛ لعلّة صوتيّة تتعلّق إمّا بثقل النّطق، وإمّا بتعذّره.

ملحوظة(1): ولأنّ العلّة صوتيّة لا نحويّة فإنّ الإعراب لا يتغيّر وإنّما يُشار إلى التقدير إشارة، وإلى علّة التقدير (الثقل أو التعذّر).

ملحوظة(2): وتقدّر الحركات على الألف للتّعذّر، وعلى الواو والياء للثّقل:
نحو: جاء الفتى
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة على الألف للتعذّر.
ونحو: أبو خالدٍ يدعو إلى العلم.
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة على الواو للثّقل.
ونحو: عينُ القاضي ساهرةٌ.
مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الياء للثّقل.

ملحوظة(3): ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفعل المضارع المعتلّ الآخر بالواو والياء تظهر عيلهما الفتحة لانتفاء الثقل في أثناء النطق:
نحو: لن يدعوَ، ولن يرميَ
فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وكذلك الاسم المنقوص (الذي في آخره ياء أصليّة) تظهر عليها الفتحة لانتفاء الثقل في أثناء النطق:
نحو: إنّ القاضيَ مؤمنٌ.
اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ففي الحالتين السّابقتين انتفت علةّ الثقل في أثناء النطق فانتفى معها الحكم وظهرت الفتحة، ولم تقدّر...

3- الإعراب المحلّيّ: وهذا النّوع من الإعراب يشبه التّقديريّ من جهة، ويختلف عنه من جهة أخرى:
يشبهه في كونه لا تظهر على آخر حروف كلماته الحركات الإعرابية، ويختلف عنه في أنّ عدم ظهورها ليس لعلّة صوتيّة تتعلّق بثقل النّطق أو تعذّره، وإنّما لعلّة نحويّة تتعلّق بعجز العامل النحويّ (وهو الذي يؤثّر في معموله بالحركات الإعرابية، فيأتي بالضّمة أو الفتحة أو الكسرة أو السّكون)، عن إيصال أثر عمله في معموله في اللفظ، فيكتفي بالتأثير فيه في المحلّ.
وعليه فإنّ المعمول يبقى محافظاً على حركة آخره، لأنّ تأثير العامل (رفعاً أو نصباً أو جرّاً أو جزماً) لا يكون في اللّفظ الظّاهر، بل يكون في المحلّ.
نحو: جاء الذينَ + رأيْتُ الذينَ + مررْتُ بالذينَ
فالعامل "جاءَ" يعمل الرّفع في معموله "الذينَ" هنا، والعامل "رأيْتُ "يعمل النّصب، والعامل "الباء" يعمل الجرّ، ولكنَّ المعمول "الذينَ" لزم حركة واحدة في آخره، ولم يقوَ أيٌّ من العوامل الأصليّة الثلاثة التأثير فيه في اللّفظ، فكان تأثيرها في المحلّ، وإليكم الإعراب:
جاءَ الذينَ
اسم موصول مبني على الفتح في محلّ رفع فاعل.
رأيتُ الذينَ
اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب مفعول به.
مررت بالذينَ
اسم موصول مبني على الفتح في محلّ جر بحرف الجر الباء.
فالرفع والنصب والجرّ لم تكن في اللّفظ، وإنّما كانت في المحلّ...

والإعراب المحلّيّ يكون في:
1- الأسماء المبنيّة.
2- والمصادر المؤوّلة.
3- والجمل التي لها محلّ من الإعراب.
4- والمجرور بحرف جرّ زائد في أحد وجهَيْهِ، (أمّا الوجه الثّاني فيعدّ إعراباً ظاهراً).
أمثلة:
- ما القارعةُ؟
اسم استفهام مبني على السكون في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ القارعة.

- من حيثُ.
اسم مبني على الضم في محلّ جرّ بحرف الجرّ (من).

- "وأنْ تصوموا خيرٌ لكمْ".
المصدر المؤوّل من (أَنْ) وما بعدها في محلّ رفع مبتدأ، تقديره: صومُكمْ خيرٌ لكمْ.

- جاء زيدٌ (يركضُ).
جملة فعليّة في محلّ نصب حال.

- ما جاء من أحدٍ.
من: حرف جرّ زائد، وأحدٍ: اسم مجرور لفظاً بمن مرفوع محلاً على أنّه فاعل للفعل جاء، وعلامة جرّة الكسرة الظاهرة تحت آخره. (على هذا الوجه الإعرابيّ يكون إعرابه محلّيّاً)، وهناك وجه آخر جائزٌ أيضاً إلا أنّ إعرابه ظاهرٌ لا محلّيّ، وهو: من: حرف جرّ زائد، وأحدٍ: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمّة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. (والإعرابان جائزان).

أموت بالاعراب

شكرا كتير اخي