يُروى أنَّ الراجز ابن نجم العجلي كان يتردد على الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك , ويستنشده الشعر وينادمه , وحدث أن أنشده أبياتاً لم تعجب هشاماً , فأمر حاجبه أن يمنعه من دخول القصر .
وتنسك أبو النجم وأخذ يأوي إلى المساجد ويتصيد من فضول أطعمة الناس , وفي ليلة أرق هشام , وأراد محدثاً يحدثه ,
فقال لحاجبه : أبغي أعرابيا شاعرا يروي الشعر.
فخرج الحاجب إلى المسجد ولقى أبا النجم فاقتاده الحاجب إلى القصر , فمثل بين يدي هشام.
قال له هشام: أبو النجم هذا ?
قال: نعم يا أمير المؤمنين طريدك !
فسأله عن حاله وكيف عمل به الزمان .
فقال :لي من الأولاد ثلاث بنات وصبي اسمه شيبان وقد زوجت ابنتين وبقيت واحدة.
فقال وما وصيت به الأولى , وكانت تسمى برة
فقال :
أوصيت برة قلبا حرا * بالكلب خيرا والحماة شرا
لا تسأمي ضربا لها وجرا* حتى ترى حلو الحياة مرا
فضحك هشام وقال : ما الذي قلت للأخرى؟
قال :
سبي الحماة وافتري عليها* وان دنت فازدلفي اليها
وأوجعي بالفهر ركبتيها * ومرفقيها واضربي جنبيها
قال : فضحك هشام حتى بدت نواجذه و قال : وما قلت في وصيتك للثالثة ؟
وكانت دميمة عانساً قال :
أوصيك يابنتي فاني ذاهب* أوصيتك أن تحمدك القرائب
والجار والضيف الكريم الساغب* ولا يرجع المسكين وهو خائب
ولاتني أظافرك السلاحب * في الزوج أن الزوج بئس الصاحب