الآخرة بلغة الفيزياء الجزء الثالث

سورة النازعات توضح الحدث فيزيائياً بشكل عجيب : ( و النازعات غرقاً و الناشطات نشطاً و السابحات سبحاً , فالسابقات سبقاً , فالمدبرات أمراً ) .
وفي سورة القمر ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) .
( ما تأتيكم إلا بغتاً , ثقلت في السماوات و الأرض لا يجليها لوقتها إلا هو ) .
إذا , و النازعات غرقاً و الناشطات نشطاً و السابحات سبحاً , فالسابقات سبقاً , فالمدبرات أمراً ,

يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة , حدثين بحادث سير كوني رهيب, سيمر على الكرة الأرضية.
يوم ترجف الراجفة , ستقوم هذه القذيفة بضرب الأرض من جانبها فتعكس دوران الأرض , فتشرق الشمس من مغربها و يصبح : ( إن زلزلة الساعة شيء عظيم ) .
فقال تعالى : ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت ) أي لم يقل كل مرضع , المرضع هي فترة الرضاعة السنتين المرأة تسمى مرضع , قد لا يكون ولدها في حالة الرضاعة , أما المرضعة أثناء الرضاعة تلقي بولدها .
أثناء مرور القذيفة بجانب الشمس وهي قادمة إلينا , ستفجر الشمس وراءها مباشرة , العلم الحالي يقول : إذا انفجرت الشمس "أي فرضية , ولكنها عندنا حقيقة" , إذا انفجرت الشمس , فخلال عشر دقائق , سوف تكون الكرة الملتهبة تضم عطارد و الزهرة و القمر , داخل الشمس , و تصبح حدود الشمس بيننا وبين القمر , الله سبحانه وتعالى يقول صراحة : ( وجمع الشمس و القمر ) , (يقول الإنسان يومئذ أين المفر , كلا لا وزر ) , أي الغلاف الجوي كتلة ملتهبة .
فقال تعالى : ( يوم تمور السماء مورا , وتسير الجبال سيرا ) . أي تصبح الحرارة على سطح الأرض بحدود 16 ألف درجة مئوية .
بدرجة حرارة 3500 الصخر يذوب , ب 16 ألف درجة مئوية ينصهر كل شيء.
وضمن هذه الحرارة يتفكك الماء إلى أصله الغازي H2O , إلى هيدروجين و أوكسجين , يشتعل الهيدروجين بوجود الأوكسجين فالماء بذاته يشجر أي يصبح وقود , ( و إذا البحار شجرت ) يتفكك الماء ويصبح غازاً يشتعل , وبخلال عدة دقائق يصبح سطح الأرض مصهور بركاني بدون معالم , ( وإن لجاعلون ما عليها صعيداً جردا ) .
بعد هذا الدمار تقوم الثقوب السوداء بطي الكون , المادة السوداء بالكون هي ليست فراغ , هي مادة لها كثافة 1/2 أو 2/10 أمامها 29 صفر , 2×10 قوة ناقص 29 غ/سم3 . هذه المادة هي المسؤولة عن طي السماء , فبسورة الأنبياء :
( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب , كما بدءنا أول خلق نعيده , وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) . إذا ستطوى السماوات بالكامل بيمين الرحمن : ( والسماوات مطويات بيمينه يوم القيامة ) .
تنتهي الحياة بكل أشكالها و سيعود كل الكون إلى العدم , ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام ) . سنعود إلى العدم .
أما يوم البعث ستعود الكرة الأرضية فقط إلى الساحة ولن تكون ذات شكل كروي, ستكون مسطحة (وإذا الأرض مدت) , و الحديث الشريف ل رسول الله (ص) : يحشر الناس على صعيد واحد .
وسيكون سطح الأرض رمل , قال تعالى : ( وكانت الجبال كثيباً مهيلا ) , أي كثبان رملية , و كثافة الإنسان أخف من كثافة الرمل , فبهزة خفيفة سوف نطوف على الوجه .
فيكونون نياماً وبصيحة واحدة ما لها فواق , أي ما لها تكرار , فإذا هم قيام ينظرون .
السماوات مكشوفة تماماً , لا نجم ولا قمر ولا شمس , ظلام حقيقي 100% يعم الكون , وكل إنسان يحمل أوزاره و يمشي بالرمل و فوضى عارمة تعم الأرض (يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر) , و إذا القبور بعثرت فوضى عارمة و ظلام مطلق , بهذا الموقف بالذات و هذه بشرى للجميع يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا معه , نورهم يسعى بين أيديهم وفي أيمانهم .
فقط المؤمنون لديهم نور , الآية الأخرى :
( يوم يقول المنافقون و المنافقات , للذين آمنوا إنظرونا نقتبس من نوركم , الملائكة الكرام ترجع المنافقين من كل الجهات , ( قيل ارجعوا وراءكم فاستمدوا نوراً ) .بعد رجوع المنافقين يبقى الرسول (ص) و المؤمنون بالوسط , فتتابع الآية بشكل شريط فيديو رائع : يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا , قيل ارجعوا وراءكم فاستمدوا نوراً , فضرب بينهم بسور له باب , باطنه فيه الرحمة , و ظاهره من قبله العذاب ) , أول خط حماية للرسول و المؤمنين من أهوال ذلك اليوم , هو ذلك السور .



مقتبس