عيون إسرائيل على 700 مليار متر مكعب من الغاز الفلسطيني واللبناني

من يقرأ التقارير المتخصصة في مجال الطاقة والثروات في المنطقة العربية ، يدرك تمام الإدراك أهمية هذه المنطقة للعالم، لأن هذه المنطقة تملك ثروات وطاقة نفطية وغازاً ومواد خام هائلة بنسب عالية جداً.

من هذه المناطق التي تملك الثروات فلسطين المحتلة، حيث نجد أن العدو الصهيوني لم يكتف باغتصاب فلسطين التاريخية ،بل استخدم كل مايملك من قوة عسكرية وحشية من أجل الاستمرار في السيطرة على الأراضي الفلسطينية التي تقبع على جبال من المعادن والثروات الطبيعية ، كما تسبح فوق بحر من الطاقة تمثل في نتائج تنقيباته الأولية على وجود أكثر من 700 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي موجودة في المياه الإقليمية الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة ، وصولاً إلى المياه الإقليمية اللبنانية .‏

وقد أفادت جملة التقارير عن استغلال صهيوني كبير جداً لمكامن الهيدروكربون (الفحم المائي ) في حقل ليفانتين في فلسطين أو ( ليفياثان) حسب التعبير العبري.‏

وقد أكد ذلك عالم الجغرافيا والباحث في الجغرافيا السياسية الإيطالي ( مانيلو دينوتشي) من خلال مقال نشره موقع ( انتفاضة - فلسطين) على الشبكة العنكبوتية الدولية، قال فيه : قلائل فقط زعماء السياسة والاقتصاد كانوا مطلعين على حجم الغنيمة .‏

وفي 29 كانون الأول 2010م أعطت السلطات الإسرائيلية لشركة نوبل انرجي الأميركية الضوء الأخضر لكي تعلن النبأ. وتزامن بيان الشركة الذي أعلن استئناف عمليات الاستخراج بعد تجميد لأسباب سياسية مع حملة دبلوماسية أطلقتها إسرائيل للتغطية على استغلال جميع الاحتياطيات المكتشفة بما يلحق الضرر بالدول الساحلية الأخرى .‏

أما المعلومات الواردة من متخصصين في دائرة الاقتصاد الاستراتيجي في الكيان الصهيوني فإنها تؤكد على إعلان شركة نوبل انرجي قبل أسبوع عن اكتشاف حقل ضخم للغاز الطبيعي ، يقع على بعد 130 كلم قبالة مدينة حيفا ، ويقدر أنه يحوي 450 مليار متر مكعب .‏

كما يقدر أن المواد الموجودة في المنطقة المحيطة بهذا الحقل تبلغ في مجموعها نحو 700 مليار متر مكعب ،ويشرف على استكشاف واستغلال الحقل ائتلاف شركات (كونسورتيوم) يضم شركة نوبل انرجي ،وهي حالياً أكبر مساهم ، إذ تبلغ حصتها 40٪ إلى جانب ثلاث شركات إسرائيلية هي ديليك ، وآفنر ،و راسيو أويل .‏

هذا الإعلان كان الأول من نوعه الذي يفصح عن حجم الاحتياطي للغاز في تلك المنطقة ،وهو يختلف عن الإعلان الذي صرحت به جهات سياسة صهيونية العام الماضي وكان الرد اللبناني عليها صارماً آنذاك ، عندما لوحت قوات العدو الصهيوني بحماية الشواطئ الفلسطينية المحتلة عام 48 حتى الشواطئ اللبنانية، لتقوم تحت تلك الذريعة باستخراج الغاز اللبناني لمصلحة الكيان الصهيوني .‏

إن إعلان شركة نوبل انرجي عن اكتشاف حقل ضخم للغاز الطبيعي يقع على بعد 130 كلم قبالة مدينة حيفا ، ويقدر أنه يحوي 450 مليار متر مكعب يشكل جزءاً صغيراً فقط من احتياطيات الطاقة التي يزخر بها حوض ليفانتين،الذي يمتد عبر مياه فلسطين المحتلة عام 48 ، والأراضي الفلسطينية ولبنان ، وحسب مركز المسح الجيولوجي الأميركي ، وهو هيئة حكومية أميركية تستكشف المنطقة منذ سنوات عدة ، تبلغ مكامن الغاز الطبيعي في الحوض نحو 3500 مليار متر مكعب، في حين تقدر احتياطيات البترول بنحو 1،7 مليار برميل.‏

وتعتبر حكومة الكيان الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو بدعم من الولايات المتحدة الأميركية أن من حقها أن تملك كل احتياطيات الطاقة هذه .‏

وقد صرح وزير البنية التحتية في الكيان الصهيوني عوزي لانداو أن حقول الغاز الطبيعي الضخمة لن تعود بمنافع اقتصادية على الإسرائيليين فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تحول «إسرائيل» إلى مصدّر للغاز الطبيعي إلى منطقة البحر المتوسط ،ولكن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري اعترض على ادعاء عوزي لانداو وزير البنى التحتية في الكيان الصهيوني وقال: إن «إسرائيل» تتجاهل واقع أن الخرائط تظهر أن هذه الحقول تمتد حتى داخل المياه الإقليمية اللبنانية .‏

وينص ميثاق الأمم المتحدة على أنه يجوز لدولة ساحلية أن تستغل احتياطيات الغاز والبترول البحرية ضمن منطقة تمتد حتى مسافة 200 ميل بحري ( 370كم) من شاطئها .‏

واستناداً إلى المبدأ ذاته، فإن هذه الاحتياطيات تخص أيضاً السلطة الفلسطينية بقدر كبير .‏

وتظهر الخريطة ذاتها التي وضعها مركز المسح الجيولوجي الأميركي أن القسم الأكبر من احتياطيات الغاز 60٪ تكمن في المياه والأراضي التي تخص قطاع غزة .‏

وقد منحت السلطة الفلسطينية حقوق استكشاف إلى ائتلاف شركات مكون من شركة ( بريتيش غاز) البريطانية، وشريكتها شركة كونسوليديتد كونتراكتورز مركزها في أثينا ،وتملكها أسرتا صباغ وخوري اللبنانيتان ،وتملك السلطة الفلسطينية 10٪ من هذا الكونسورتيوم.‏

كما تفيد المعطيات عن وجود بئرين في غزة ، هما (غزة مارين -1 ) و(غزة مارين -2) جاهزتين ،ولكن لم يتم تشيغلهما بعد ، لأن استراتيجيي الكيان الصهيوني كانوا يرفضون باستمرار جميع المقترحات التي عرضتها السلطة الفلسطينية وكذلك الكونسورتيوم الذي يفترض أنه سيصدر الغاز إلى الكيان الصهيوني ومصر.‏

وتبعاً لذلك فإن الفلسطينيين يملكون ثروات ضخمة لايستطيعون استغلالها نتيجة الاحتلال ونتيجة خطة استراتيجية مرسومة بإحكام.‏

ومن أجل السيطرة على كل احتياطيات الطاقة - الفلسطينية واللبنانية معاً - التي تكمن في حوض ليفانتين ، اختار استراتيجيو الكيان الصهيوني الخيار العسكري ، وفي الآونة الأخيرة حث وزير الشؤون الخارجية اللبناني علي الشامي السكرتير العام للأمم المتحدة على العمل لمنع العدو الصهيوني من استغلال موارد الطاقة الواقعة داخل المياه الإقليمية اللبنانية .‏

في المقابل ادعى وزير البنى التحتية في الكيان الصهيوني عوزي لانداو أن الاحتياطيات موجودة في المياه الإسرائيلية، وحذر من أن : «إسرائيل» لن تتردد في استخدام القوة لحمايتها .‏

وهذا يعني أن الكيان الصهيوني يهدد بمهاجمة لبنان مرة أخرى كما فعل عام 2006م وهذه المرة بهدف منعه من استغلال احتياطيات الطاقة في مياهه.‏


منقول من صحيفة الثورة السورية