أقدم سر يكتمه الرجال

سأنقل إليكم ما قرأته من قصاصة جريدة أحتفظ بها منذ زمن ,اسم الجريدة لا أتذكره (البعث,تشرين أو الثورة)
اسم الكاتب:(ماهر منصور)،كتبها في زاوية (إعترافات آدم)
وإليكم ما كتب:
" في سنوات طفولته الأولى,كان آدم كلما ضاقت به الدنيا,يلتجأ إلى حضن أمه،يذّوب في اتساع الحضن أحزانه،ويجفف بدفئه ما تبقى من دمع الوجع حتى ينساه على إيقاع أصابع أمه وهي تداعب شعره،ويغفو ويصحو بريئا من الوجع و الأحزان......
يكبر آدم...تكبر أحزانه,تضيق الدنيا به أكثر..تأخذه كلمة(رجل)في شرقنا بعيدا عن أحضان أمه،فلا يبكي،ولا يبوح بوجعه،ثم إن حضن أمه صار ملك أخيه الصغير,أما هو فقد صار رجلا،وعيب على الرجل أن يبكي،عيب أن يقول أني أتوجع وأني أريد لحضن أمي أن يمحي ما تبقى منه في جسدي...
تعساء...هم الرجال في شرقنا الحزين،حتى لو كانت بيانات جمعيات تحرر المرأة تقول عكس ذلك..فالكاتمين على الوجع،والحابسين الدمع هم أسرى ألم غير معلن،والألم المخفي سرطان ينهك الجسد.
كن الألم يفعل في جسد آدم الكبير ما يفعل..وكان آدم لا يشكو ولا يتوجع،فهو رجل والرجل في الشرق الحزين لا يشكو ولا يتوجع.
في الحقيقة كان آدم الكبير يتوجع...لكنه كان يؤجل كل ما فيه من وجع وحزن،لمرأة تأتيه من خلف المسافات يفرد في أحضانها أحزانه دون أن يخجل من دمع عينيه،يذرفه تاركا لدفء أحضانها أن تجففه.
في طفولته يغادر آدم الشرقي حضن أمه ليثبت للجميع أنه صار رجلا،وحين تتعبه أسئلة الحياة و توجعه يعيش ما تبقى من عمره باحثا عن حضن امرأة للسبب ذاته.
في الشرق يحلم آدم بحضن امرأة يحتويه زمن البرد و الوجع،امرأة تشبه أمه بدفء أحضانها،تأخذه بحنانها من وجع الدنيا وتشفيه من أحزان العالم الذي يحرمه من نعمة الصراخ والبكاء بداعي أنه رجل.
حضن امرأة دافىء..وهو حلم يختصر كل أحلام الرجال في شرقنا،وهو أكبر وأقدم سر يكتمه الرجال فيه...
أيتها النساء..إذا جاءكن رجل ليعترف بسره هذا فصدقنه،تعيس هو الرجل الذي لم يعرف حضن دافئ بعد حضن أمه."

انتهى

الانسان اللي مو بحاجة لحضن انسان مو طبيعي مافي احلى من لحظة الحنان وعفوية المشاعر

كلامك كتير حلو يا صديقي أكرم
منور بمشاركتك صديقي

موضوع دافئ وحلو كتير لأن بيحكي عن مشاعر انسانية صادقة نشالله كلنا بنلائي لحضن يللي نحنا محتاجين نبكي فيه وننسى وجعنا معو والله لايحرمنا أهلنا :*258*: