حين نطق جبران..

أيتها الشمس
الأسيرة في لوحة الوجود والجمود
هلا ذهبتي الآن !
ليس إلى بعيد
بل ظلي هناك في الأفق
خلف أطراف النهاية
وارقبيني دون أن يراك الليل
لتشهدي ما سيحدث لي
تتنزل علي رياح سماوية
تفك عني قيود التجسد
تأخذني إلى أعلى منك
إلى شاطئ ذالك البحر الإلهي المكتسي باللازورد
حيث كل شيء في خلود
الخير ، الحب ، الجمال ، المجنحون والبشر المخلدون
تحملهم تنينات بيضاء
في طواف أبدي حول قبلة الضياء
هناك حيث عرش الله
ولن أعود مرة أخرى
إلى هذا العالم البائس
المليء بالخطايا والآلام
( فقطاف النباتات الطبية يكون بغير رجعة )
* * * * *
أيتها الشمس
يالتي تسير للوراء
( يالتي تحتضر تحت قبة السماء )
لحظة تحرري الأبدي
خلصيني من هذا الذي يدعى ظلي اللعين
يسير في الطرقات أمامي متسكعاً كالمهرج
لطالما جرني إلى السقوط في الخطايا
لطالما خالفني المسير
* * * * *
أيتها الشمس
يا من تشهدين وداعي الأخير
لحطة إشراقك كل يوم
ذكّري بي من سيسيرون هنا بعدي
كما ذكّرتني بمن ساروا قبلي
وانشدي لهم كلماتي هذه أغنية عذبة
واسمعيها الكون مادون السماء :
"ليكن الحب والخير هو طريقنا لمعرفة ذوات من حولنا
ولتكن ذوات من حولنا دليلنا لمعرفة ذواتنا
ولتكن ذاتنا طريقنا لمعرفة ربنا "
(وإن الأرواح المليئة بالحب والخير يصطفيها الله بالخلود )
وحينما تودعينهم كل يوم ٍ
اتلي صلاتي هذه على مسامعهم :
( رباه طهرهم كما طهرتني بمائك المقدس
و أملأ قلوبهم من بحور حبك و رحمتك
و اغشهم بتلك السكينة الباردة
وأهدهم طريقك المستقيم ).
منقول