بث التلفزيون السوري، يوم الثلاثاء، اعترافات أحد أعضاء مجموعة مسلحة، تم إلقاء القبض عليهم من قبل السلطات في محافظة درعا، حيث اعترف بأنه تم تجنيده وتزويده السلاح بناء على "دعوات جهاد" بفتوى من بعض المشايخ، كما عرض التلفزيون صورا لأسلحة متنوعة وذخائر وقنابل كانت بحوزة المجموعة المسلحة.
واعترف مصطفى عياش، أحد أعضاء "الخلية الإرهابية المتطرفة"، بأنه تم تجنيده من قبل شخص يدعى إبراهيم النايف بعد أن عرض عليه مبلغ مليون ليرة للمشاركة في المظاهرات يعطيه إياه على دفعات، وأقنعه بحمل السلاح و"الجهاد" بناء على فتوى من الشيخ أحمد الصياصنة إمام الجامع العمري بدرعا، وبعد أن قال له إنه تم تسليح الجميع "صغير وكبير".
وتأتي هذه الاعترافات بعد أن عرض التلفزيون السوري منتصف الشهر الحالي اعترافات لـ "خلية ارهابية" اعترف أعضاؤها الثلاث بالعمل على التحريض على التظاهر وحيازة الأسلحة ومهاجمة مخفر للشرطة، بدعم من نائب لبناني من تيار المستقبل وحركة الإخوان المسلمين.
وقال عياش "اعتدت الذهاب إلى الجامع العمري برفقة الكثير من الناس، وشاهدت الكثير من الشيوخ الذين انقسموا إلى فئتين، فئة تطالب بالتهدئة، وفئة تدعو إلى الجهاد، بزعم أن الذين ضدنا هم الصهاينة، وأن الذي يموت شهيد".
وأضاف أن "من هؤلاء شخص اسمه ابراهيم النايف، وقام الأخير بإعطائي 50 ألف، وقال لي اخرج وجاهد، وعندما أجبته أن الذين سنقتلهم هم إخوتنا، قال إن الشيخ أحمد صياصنة قام بإفتائها وقال هؤلاء هم الصهاينة".
وأردف أن "النايف قال له لقد قمنا بتسليح الجميع صغير وكبير، وأنه بعد المظاهرة سيتم إعطائي مليون ليرة على دفعات"، موضحا أنه كان يوجد الكثير من الأسلحة، كما تم تسليح أكثر من 500 شخص" بحسب تقديراته.
وعرض التلفزيون صورا لأعضاء المجموعة المسلحة، حيث ظهر نحو 5 أشخاص يقفون بجانب بعضهم، كما تم عرض صورا لأسلحة متنوعة من بنادق ومسدسات، إضافة إلى ذخائر وقنابل.
وكان مصدر عسكري مسؤول، قال يوم الاثنين إن "وحدات الجيش تمكنت بمشاركة القوى الأمنية من إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المتطرفة بدرعا"، مضيفا إن "المواجهة أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية".
ودخل الجيش إلى مدينة درعا استجابة لاستغاثة أهالي درعا بعض وحدات الجيش تدخل المدينة لإعادة الهدوء والأمن إليها، وذلك بحسب المصدر المسؤول.
وكانت مفرزة أمنية في بلدة نوى بريف درعا، تعرضت بعد ظهر يوم السبت لهجوم من قبل مجموعة مسلحة، وقد أدى تبادل إطلاق النار مع أفراد المجموعة إلى استشهاد سبعة من عناصر من المفرزة وجرح خمسة آخرين، ومقتل عنصرين من المهاجمين وإصابة خمسة عشر آخرين بجراح ، بحسب ما اوردت وكالة سانا للانباء.
وتشهد درعا منذ اكثر من شهر احداثا اتسمت باستخدام السلاح واطلاق النار على المدنيين والعسكريين ، تزامنت مع تحركات شعبية في المحافظة ترفع مطالب سياسية ومعاشية وتنادي بالحريات.
واتخذت الاحداث في اكثر من مرة شكل مواجهة بين مسلحين و قطعات من الامن الجيش دون الاعلان عن تفصيل تتعلق بالمجموعات التي تقوم باطلاق النار هناك.
في المقابل سقط عشرات الشهداء من المدنيين في اكثر من منطقة في درعا بحوادث اطلاق رصاص لم يعرف مصدره ، وتم تشكيل لجنة للتحقيق للكشف من كان وراء هذه الحوادث وتقديمه للعدالة.
واتهمت السلطات في بيان صادر عن وزارة الداخلية الأسبوع الماضي جماعات سلفية باستغلال التحركات الشعبية وحملتها مسؤولية الأحداث في سوريا.
وبدأت الاحداث في درعا على خلفية اعتقال مجموعة من الاطفال والشباب من قبل احد الفروع الامنية في المحافظة اثر قيامهم بكتابة بعض العبارات على الجدران تنال من هيبة الدولة.
وعلى خلفية هذه الحادثة واستجابة لمطالب الاهالي قام الرئيس بشار الاسد باقالة محافظ درعا ورئيس فرع الامن السياسي هناك واصدر مجموعة من المراسيم التي تلاقي بعض المطالب التي رفعت في المحافظة ، كما افرج عن كل الموقوفين على خلفية الاحداث.
وقام الرئيس الاسد بمقابلة مجموعة من وجهاء المحافظة واطلع على مطالبهم ، واصدر بعد هذا اللقاء ، ومثله من لقاءات مع لجان شعبية من اكثر من منطقة التقاها اثر تظاهر مواطنين في اكثر من مدينة ، مراسيم ترفع حالة الطوارئ وتلغي محكمة امن الدولة وتنظم عملية التظاهر في سوريا.
ولكن التظاهرات استمرت وانتشرت في اكثر من مدينة يوم الجمعة وكان اكبرها في محافظة درعا ، وشهدت كما في المرات السابقة ،هذه التظاهرات ، حوادث اطلاق نار راح ضحيتها العشرات بين مدنيين وعسكريين.
يشار الى ان عدة مدن سورية شهدت تظاهرات تنادي بمطالب عامة منذ اكثر من شهر الا انه تخللها احداث امنية ادت الى سقوط العشرات من القتلى ومئات الجرحى بين المتظاهرين وقوى الامن والجيش, فيما حملت السلطات السورية مسؤولية وقوع قتلى الى جماعات مسلحة.
سيريانيوز