انتزع فريق برشلونة الإسباني فوزاً مستحقاً من مضيفه ومواطنه وغريمه اللدود ريال مدريد (2-0)، في ذهاب الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الذي استضافه ملعب سانتياغو برنابيو مساء اليوم الأربعاء.
ويعود الفضل بالفوز للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل الثنائية في مرمى الحارس ايكر كاسياس (76 و87).
وبات الفريق الكتالوني على بعد خطوة واحدة من المباراة النهائية التي سيستضيفها ملعب ويمبلي في العاصمة الإنكليزية لندن يوم 28 أيار/مايو المقبل، إذ يتعين عليه التعادل بأية نتيجة، وحتى الخسارة في كامب نو في مباراة الإياب بفارق هدف ستمنح برشلونة بطاقة التأهل لمقابلة المتأهل من مباراة نصف النهائي الآخر التي تجمع بين مانشستر يونايتد الإنكليزي وشالكه الألماني، علماً أن مباراة الذهاب التي أقيمت الثلاثاء في ألمانيا انتهت لمصلحة الأول (2-0).
وكانت المباراة قد شهدت منذ لحظاتها الأولى "حماوة" غير عادية، ما أسفر بين الشوطين عن طرد الحارس البديل لبرشلونة خوسيه مانويل بينتو بعد إشكال حصل خلال التوجه لغرف الملابس، كما رفع البطاقة الحمراء في وجه لاعب ريال مدريد البرتغالي بيبي (62) ما أثار اعتراض مدربه ومواطنه جوزيه مورينيو لينال بدوره بطاقة حمراء أجلسته في المدرجات، كما حصل سيرخيو راموس على إنذار سيحرمه من المشاركة في لقاء الإياب.
وبالعودة إلى أجواء اللقاء فقد تسيده برشلونة بكل تفاصيله، وهو ما ظهر جلياً في إحصاءات المباراة، حيث حصل برشلونة على نسبة 72% من الاستحواذ على الكرة مقابل 28% لريال مدريد، وسدد برشلونة ثماني مرات باتجاه المرمى ثلاث منها أصابت الهدف واثنتان هزت الشباك، فيما سدد الملكيون ثلاث مرات دون فائدة.
وكما كان متوقعاً فضل مورينو اللعب على أرضه بواقعية، ففرض رقابة صارمة على ميسي عبر بيبي، مفضلاً الاعتماد على الهجمات المرتدة عن طريق البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني انخيل دي ماريا. فيما واصل المدرب جوسيب غوارديولا أسلوبه الضاغط على الخصم، مطمئناً إلى المنطقة الخلفية بعد عودة القائد كارليس بويول بعد تعافيه من الإصابة.
مرت الدقائق الأولى من المباراة بفترة جس نبض من قبل الطرفين، ولم ترتق المحاولات إلى المستوى المهدد للمرميين، حتى ما بعد انتصاف الشوط الأول عندما انسل تشافي هرنانديز بين المدافعين اثر تمريرة بينية من ميسي وسدد باتجاه المرمى لكن الحارس كاسياس صدها ببراعة.
واستمر الوضع هادئاً مع مرور الدقائق الباقية مع أفضلية للضيوف الذي سيطروا على مجريات اللقاء دون فعالية حقيقة.
وحاول مورينيو قلب الطاولة على ضيوفه بإجرائه تعديلاً هجومياً فأخرج الألماني مسعود اوزيل وأشرك بدلاً عنه المهاجم التوغولي ايمانويل اديبايور (46)، لكن الوضع بقي كما كان عليه، لا بل ساء أكثر بعد طرد بيبي إثر خطأ على البرازيلي دانيال الفيش (62).
واستفاد برشلونة من النقص العددي بأفضل طريقة ممكنة، فارتاح ميسي من المراقبة وبدأ بطرق باب المرمى الملكي حتى فتح له في الدقيقة 76، بعدما حوّل الكرة العرضية التي أرسلها إليه بإتقان الهولندي ابراهيم افيلاي إلى داخل شباك مرمى كاسياس.
وكرر ميسي سيناريو هدف مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا في مرمى إنكلترا في مونديال العام 1986، وهدفه شخصياً في مرمى ختافي خلال بطولة كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي، حيث تلاعب بالمدافعين الواحد تلو الآخر وسدد بعيداً عن متناول كاسياس (87)، محرزاً هدفه الحادي عشر في البطولة هذا الموسم، والثاني والخمسين في جميع المسابقات.
وسيتواجه الفريقان في مباراة الإياب الثلاثاء المقبل في "كامب نو" للمرة الرابعة في 18 يوماً بعدما تعادلا في الدوري المحلي (1-1) ثم فاز الفريق الملكي بلقب كأس الملك (1-0)، ومباراة اليوم (2-0) لبرشلونة، علماً أن الأخير فاز في ذهاب الدوري المحلي بنتيجة (5-0) في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010، في ملعب "كامب نو" نفسه الذي لم يفز ريال مدريد عليه منذ 23 كانون الأول/ديسمبر 2007 (1-0 في الدوري المحلي).