الربيع العربي بين الوهم والحقيقة..

بسم الله الرحمن الرحيم
الربيع العربي بين الوهم والحقيقة..
كثر الكلام هذه الايام عن بزوغ الربيع العربي ،ومن تونس تحديدا وانتشاره الى مصر ومنها الى بلدان عربية شتى..
والمعروف ان الربيع هو ازهار وورود .شمس وهواء ودفء وانطلاق..واذا استقرأنا الواقع العربي الذي يقال ان الربيع قد بزغ فيه فاننا نجد واقعا عاما بعيدا عن الربيع ومضمونه الافتراضي البديع..
ان القتلى والضحايا أو الشهداء قد اصبحوا بعشرات الالوف والجرحى قد فاقت اعدادهم مئات الالوف..وخطر التقسيم واللبننة والصوملة قد خيم على بلدان عربية شتى..فالسودان اضحى سودانين حاليا فقط وليبيا اضحت شرقية وغربية تقريبا واليمن في طريقه الى ايمان لا يعرف عددها ومصر تحت حكم عسكري هم في معظمهم كانوا اصحاب القرار سابقا وخلال الثلاثين سنة الماضيه أي الى الان الذي تغير هو الطربوش فقط مع زركشات محدودة..وان البنية التحتية والموارد البشرية والعقلية العربية في الدول العربية التي عمها الربيع العربي المزعوم قد عادت للوراء عشرات السنين..
واذا كان من الاكيد ان امريكا خصوصا والغرب عموما كانوا يرعون ويدعمون اغلب حكام البلدان العربية التي يقال ان الربيع العربي قد بزغ فيها كمصر وتونس واليمن وليبيا وغيرها..فان العجب العجاب ان يدعى الان ان امريكا والغرب هما من يساعد على بزوغ الربيع العربي المزعوم..
واذا كان من المسلمات ان قتل الامنين وترويع المدنيين واعتقالات الراي الحر والاعتداء على الحرمات والاعراض والغدر بالمواطنين امور مدانة وبكل المقاييس.وشيء يدعو للحزن والأسى العميق .فان الخضوع للاجنبي والانخداع باكاذيب امريكا والغرب وجميع منظمات الامم المتحدة شيء مستهجن ومرفوض ويدعوا للسخرية ..فان الذي يدعم اسرائيل ويهوديتها على حساب الحق العربي لا يمكن ان يكون ما يدعمه ويدعوا اليه هو ربيع عربي على الاطلاق ، وانما هو ربيع هجين شاذ فيه رائحة الدم والرصاص والفوضى بدلا من رائحة الورود والياسمين.. وان قوات الناتو والاطلسي واذنابهما التي تقصف وتدك الحجر والبشر في افغانستان وباكستان والصومال واليمن وليبيا لا يمكن ان تكون داعمة او راغبة في بزوغ أي ربيع عربي حقيقي على الاطلاق ..فالارهاب الامريكي الغربي لا يمكن ان يكون داعيا للسلام والربيع ...
وليس امام الشعوب العربية وحكامها الا الاعتماد على ذاتها ومقوماتها والحوار فيما بينها بالعقل والمنطق والتحلي بروح الوعي والمسئولية ، وعدم الانخداع باكاذيب اوباما وساركوزي وامثالهما فهما من اعتى اعداء الامة العربية والاسلامية ..والدليل الساطع هو دعمهم اللامحدود لاسرائيل والصهيونية ومحاولتهم بل وجهودهم الصريحة في السيطرة على الدول التي حسبت ان الربيع العربي المزعوم قد بزغ فيها ..بينما تحاول امريكا والغرب وضع دمى جدد مكان الدمى القديمة ولاستمرار السيطرة على مقدرات الشعوب ومواردها المختلفة..
وهذه فقط دعوة للوعي والتيقظ واخذ العبر فالذئب الامريكي لن يكون حملا وديعا و الغرب عموما لن يكونوا في جانب الشعوب العربية ابدا وانما في جانب مصالحهم واطماعهم الاستعمارية حصرا..وان سايكس بيكوا جديدة قد تكون قيد التحضير والتنفيذ من خلال هذا الربيع العربي المزعوم..
هذا رايي ..وشكر

ان نظرنا لهذا الربيع الذي يتشدق به المتشدقون و الاعراب لرأينا انه سواد و غم يسيطر شيئا فشيئا على واقعنا العربي و يعيدنا الى عصور الجهل و التخلف بشكل مباشر

نعم قد تكون ثورة الياسمين في تونس هي ثورة عفوية انفجرت بسبب ممارسات مجحفة بحق التونسيين و لكن ما بان و ظهر ان ثورة مصر كانت ايادي الظلام تحركها و عبثت بها بعد نجاحها و انقلبت عليها و كذلك الأمر في ليبيا التي لم نرى فيها ثورة سلمية حتى وصلنا للتدخل الخارجي و هو احتلال بكل ما للكلمة من معنى .

و ان ما يدمع العين هو ما يقوم به اصحاب العقول الضحلة فكل منهم يريد بناء امبراطوريته الخاصة و لا يريد بها الا من يتفقون معه في الرأي , هذا هو الربيع العربي الذي تسللت اليه ايدي الظلام .

لذلك علينا الوقوف يدا بيد ضد كل حقير خائن و محرض و علينا توعية من اسدل على وجهه ستارة الطائفية فبالنهاية الوطن للجميع .

اقتباس :

يدا بيد ضد كل حقير خائن و محرض

اي والله
تأبا الرماح إذا اجتمعن تكسرا

يسلمو نضالوووو