من 24 حزيران 2010 إلى 20 حزيران 2011 , عام مليء بكل ما هو " مر " في حياة القيادي في حزب البعث الدكتور " محمد كردوش " , بعد أن وقع قاضي التحقيق الأول " حمد الحمد " صك براءته , بمنع المحاكمة .
القصة بدأت قبل نحو عام , حين قامت " طالبة " بالإدعاء على عدد من المدرسين بالجامعة بتهمة " التحرش الجنسي " كان الدكتور " كردوش " أحد الذين اتهمتهم .
تناقل موظفو جامعة حلب حينها وراء الكواليس , وفي الدهاليز , وزوايا المكاتب , قصصا وقصصاً حول الاتهامات , وخاصة أن الدكتور " كردوش " يتمتع بسمعة عطرة , وشعبية كبيرة , وأيضا " أعداء " .
الاستاذ الجامعي , والد لتسع بنات جامعيات , اتهم صراحة الوزير السابق غياث بركات بالاشتراك بالمؤامرة التي أساءت لكرامته , وجعلت سمعته حديثاً على " الألسنة " , وبعد أن ثبتت براءته , يطالب بمحاسبة " الوزير " .
عكس السير تابع القضية من البداية , قبل عام .. وإلى القصة الكاملة .
القصة من البداية
ادعت طالبة في المعهد التقاني للحاسوب بجامعة حلب بداية العام الماضي على ثلاثة موظفين ، واتهمتهم بممارسة الفعل المنافي للحشمة معها ، وتصويرها ، وتهديدها بفضحها ، وذلك على حد تعبيرها .
وقامت إحدى الجهات الأمنية بحلب بإلقاء القبض على الموظفين الثلاثة ، حيث اعترفوا خلال التحقيق معهم بأنهم مارسوا الجنس معها على خلاف الطبيعة بالتناوب في مكتب خاص بالقرب من الجامعة ، فيما نفوا ذلك أمام قاضي التحقيق .
وبعد ذلك " كرت المسبحة " ووصل عدد الموقوفين في القضية إلى ثمانية , بين مدرس ومسؤول في الجامعة وخارجها , بينهم الدكتور " كردوش " على يد الطالبة البريئة .
الدكتور " كردوش " يتهم أمين فرع حزب البعث في جامعة حلب بتدبير " المؤامرة "
على إثر اتهام الأستاذ الجامعي , تم توقيفه بتاريخ 24 حزيران 2010 , على ذمة التحقيق و ونقل إلى سجن حلب المركزي .
وفي يوم توقيفه , زار عكس السير الدكتور " كردوش " في سجن حلب المركزي , حيث بدا بمعنويات عالية , وأدلى بتصريحات " هامة " جدا ,قمنا بنقلها بكل مصداقية , على أمل وضع الرأي العام في ضوء ما يجري خلف أبواب مغلقة يحلم البسطاء في فك رموزها .
أشار " كردوش " حينها إلى أنه يثق بالقضاء السوري , وعدالة القانون , إلا أنه تألم كثيرا للطريقة التي تمت محاصرة بيته بها من قبل عناصر شرطة قسم حلب الجديدة , وترويعه لبناته " التسعة " وحرمان عدد منهن من تقديم امتحاناتهن في الجامعة , حيث قال أن الشرطة طوقت المنزل بدءا من الرابعة صباحاً , وحتى ما بعد السابعة , متقصدين الصراخ , وخلق ما يشبه الفضيحة .
واتهم الدكتور " كردوش " رئيسه المباشر ( أمين فرع الحزب حينها ) بتدبير المؤامرة ضده , وذلك لغايات انتخابية , وخاصة مع فترة صعود نجم الدكتور " كردوش " وترشيحه ليكون رئيساً للجامعة .
وأشار إلى أنه يملك الكثير حول فساد " رئيسه " إلا أنه يحترم المؤسسة التي ينتمي لها , الأمر الذي لم يحترمه هو .
عانى " كردوش " الاماً نفسية إثر توقيفه , كما اصيب بمشكلة قلبية خلال فترة توقيفه , التي امتدت لثلاثة أسابيع , نقل خلالها إلى العناية المركزة بمشفى الباسل بجامعة حلب .
القيادة تعفي أمين فرع الحزب في الجامعة من مهامه
بعد نشر المادة في موقع عكس السير , وخلال أقل من 24 ساعة , حضر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور ياسر حورية , إلى جامعة حلب , وفتح تحقيقا ميدانياً في القضية .
وبعد فترة وجيزة , اصدرت القيادة القطرية لحزب البعث , قرارا بإعفاء الدكتور " محمد يوسف الهاشم " من مهامه .
بعد عام .. كردوش إلى الحرية
اصدر قاضي التحقيق الأول بحلب " حمد الحمد " قبل نحو أربعة أيام قراراً بمنع محاكمة الدكتور " محمد كردوش " , الأمر الذي يعتبر بمثابة البراءة للدكتور كردوش .
وقال الدكتور كردوش لعكس السير : " أعتبر إعلان براءتي اليوم هو الحرية الحقيقية بعدما لحق بسمعتي ما لحق " .
الدكتور كردوش أستاذ جامعي منذ عام 1997 ، شغل العديد من المهام منها : عميد لكلية الزراعة بإدلب ، مدير مجلة " بحوث جامعة حلب" ، نائب عميد كلية الزراعة بجامعة حلب ، ورئيس مكتب التعليم العالي في فرع نقابة المعلمين بجامعة حلب، وعضو قيادة فرع جامعة حلب للحزب .
كردوش يمتلك اسرة مميزة فهو أب لتسعة فتيات جامعيات , طب , هندسة , صيدلة , تعرضت هذه الاسرة بحسب تعبيره إلى أقسى ما يمكن أن تطعن فيه ابنة .. سمعة أبيها .
الدكتور كردوش يتهم وزير التعليم العالي السابق بالاشتراك بالمؤامرة ضده
واتهم الأستاذ الجامعي , العائد إلى ثقته بالعالم , وزير التعليم العالي السابق غياث بركات بالاشتراك بتدميره على حد تعبيره .
يقول الدكتور كردوش " أراد الدكتور بركات تدميري لأني أعرف الكثير عنه , وعن تجاوزاته , ومستعد للإدلاء بكل ما أعرفه في أي تحقيق يتعلق بفساد هذا المسؤول الذي اساء الأمانة التي وضعتها القيادة فيه " .
ويؤكد الدكتور كردوش أن الوزير أرسل مبعوثاً خاصاً لتوقيع كتاب كف يده عن العمل بعد يومين من توقيفه , في انتهاك فاضح للقانون
يشار إلى أن المادة 104 من قانون تنظيم الجامعات تنص على أنه : " لرئيس الجامعة أن يوقف أي عضو هيئة تدريسية عن العمل احتياطياً " .
وبحسب كتاب رسمي وقع عليه من قبل مدير الشؤون القانونية بجامعة حلب الدكتور " أحمد مزيك " , فإن الصلاحيات تخص رئيس الجامعة وليس " معالي الوزير " .
أمام مجلس التاديب ..
واشار الدكتور " كردوش " أن الدكتور " أحمد عبد الدايم " أمين الجامعة في حينها , قال امس أمام هيئة مجلس التأديب , أنه قام بإعداد كتاب إيقاف للكتور كردوش ,حسب قانون تنظيم الجامعات .
وأن المسؤول القانوني في الوزارة حضر على الفور إلى جامعة حلب , وقام بتمزيق القرار , وتوقيع كف يد الدكتور كردوش عن العمل .
واشار " كردوش " إلى أن الوزير الذي حضر خلال أسبوع إلى حلب , قام بالإساءة إلى الدكتور أحمد عبد الدايم بكلام ناب داخل مجلس الجامعة على تصرفه , على مسمع ومرأى عمداء الكليات بجامعة حلب .
محاسبة الوزير بركات ..
وأهدى الدكتور " كردوش " براءته لبناته التسعة اللواتي تأذين مما جرى , ولأمهن , ولأسرته الكبيرة من محبيه واصدقائه الذين واسوه ووقفوا إلى جانبه حتى ظهرت براءته .
وطالب بقوة بمحاسبة وزير التعليم السابق الدكتور غياث بركات على تجاوزاته , ليس بحقه وحق عائلته , وإنما بحق الوطن .
واشار كردوش إلى أن هناك الكثير ممن يمتلكون ملفات بحق الدكتور بركات في حال فتح تحقيق معه .
يذكر أنه إلى جانب مطالبة خبراء الاقتصاد والإعلام , هناك مطالب شعبية واسعة في الشارع السوري بمحاسبة " العطري " وحكومته , لما تتحمله من أسباب مباشرة وغير مباشرة في الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد .
عكس السير - قسم المتابعة