كلمات قمرية...

صوتك يا حبيبي لم يزل يطرب سمعي
وعيناك تنيران دربي بلمعانهما الخاطف الذي لمّا ينطفئ بعد
حبيبي... معبودي...
بماذا أصفك؟؟!

تذكرتُك في لحظات ألمي وآهات وجعي، تهمس لي بصوتك الحنون العذب:
((اصمدي يا قمري وكوني كما أنا، قوية شجاعة، وأنا معك، أساندك بحبي وعشقي لك حبيبتي))
وتحت التخدير، همستُ:((أين أنت؟)) دونما جواب..

أثناء العملية، كنت نائمة، لا أشعر بأدنى صوت أو حركة، لكن ذهني وفكري كان كالسينما، كنت أرى، بين اليقظة والمنام، ذكرياتي الحلوة معك، تدور الصور وتدور، تتردد الكلمات وأصداء الكلمات..
تذكرت وشعرت بكل لمسة، كل قبلة، كل إحساس دافئ، كل قطرة حنان سقيتني إياها، تذكرت يوم لعبنا سوية بالكرة، تذكرت يوم سبحنا سوية، يوم رقصنا، يوم كنا نحتفل بعيد ميلادنا المشترك، الأول من تشرين الأول كل عام، يوم كنا نفرح معا ونلعب معا..
تذكرت كلماتك الرائعة تفرحني وتسعدني:
((حبيبتي، أنت الكون والملأ، أنت القمر في أيام الكمال، أنت حياتي، أنت روحي ودمي))

أفقتُ والخدر يشلّني، والتعب يهدّني، الدموع تتسابق منحدرة من عيني، سألت بيأس:
((أين هو؟)) دونما جواب

شيئا فشيئا، تلاشت رائحة المخدر والمطهر، وعبقت انفاسي يرائحة أزهار الياسمين والأقحوانالتي كنت تصنع لي منها تيجانا وأساور.

ذبلت تلك التيجان لكنها ما زالت تزين جسد دمية (الدبدوب) الاولى التي أهديتني إياها..
أتذكر ما كنت تقوله لي:
((القمر يزينه النور، وأنت تزينك الورود يا حبي))

بكيتُ منتظرة إياك لتمسح دموعي..
كم أتمنى أن تكون بجانبي، أرتاح على صدرك كما اعتدت أيام الألم والتعب، أين انت الآن يا حبيبي لتضع يدك الدافئة على جرحي ليهدأ؟!

عامان، هما مدة غيابك، وبعد عامين من غيابك أقول:
كنت قمرا على الأرض يا حبيبي، رحلت لتصبح قمرا في السماء، لتكون قمري كما كنت أنا قمرك
بما أن القمر هنا، يشرق، يسطع بأنواره غالبا الظلام.. لن أنساك، لن أنساك يا حبيبي، لن أنساك يا قمري، لن أنساك يا.... بابا