إلى حماة الديار ....

إلى حماة الديار حماة الشمس

لما نضت عنها الخمارَ وأسفرتْ
أيقنتُ أن الشمس تشرقُ مرتينْ

وسكرتُ من فرطِ الصّبابة والسّنا
ورأيتُ شهرَ الصومِ فوق المقلتينْ

راودتُها..فتمنّعتْ وسمعْتُ هيْــ
ــنمةَ البتولِ وطفلِها ومليكتينْ

عاتبتها..فتبسمت وتجهمتْ
واغرورق الخدُّ الأسيل بدمعتينْ

نزّ الرحيقُ منَ الشفاهِ ..وما درتْ
كم نحلةٍ لابتْ لتنهل نطفتين

وتأوهتْ ..صرختْ بصوتٍ هادرٍ:
أين الكماةُ ؟! ومن سيحمي القبلتينْ!؟


تبت يدُ الخناس في بيتِ الهدى
ما كان إلاّ خادماً لبغيّتينْ

لولا أسود الشام ما هطل الحيا
من ريق غاديةٍ ، ومدمعِ غيمتينْ

لولا حماة الشمس ما نزَّ الضّيا
ولغاب خدُّ البدرِ بين سحابتينْ

لولا دماؤهمُ الذكيةُ ما رأيـْ
ـتَ النرجسَ البريَّ غضَّ الوجنتينْ

سبح بحمدهمُ وصلِّ إليهمُ
واسجد لقدسهمُ وأوقد شمعتينْ

سأقبل الأقدامَ قبلَ جباههِمْ
وعلى الشفاهِ السّمْرِ أطبعُ قُبلتينْ

وعد الإله الأنبياء بجنةٍ
لكنه وعدَ الشهيدَ بإثنــتـيْن
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 9/2011
( من مجموعة ثلوج سوداء للشاعر غسان علي حسن)