حوار هادئ مع الشيطان

تثاءبتُ وأغمضتُ
عينيّ وأبحرتُ في نومٍ عميق ... تعبتُ وهدنتُ .. وإذ بشخصٍ عريض المنكبين متوسط
القامة ذي لحيةٍ كثيفةٍ قاتمة ، تعلوها عينان جاحظتان وجبين ضيق
يغطيه شعر أسود داكن .دموعه تنهمر
وتسيل من لحيته ....




سألتُهُ :
من أنت ؟ ولماذا تبكي؟ هل فقدتَ حبيباً ، أم أخاً ، أم صديقاً ؟
ـ فقال :
أنا الشيطان ...أغويتُ بعضاً من جنس الإنسان وأمرتهم أن يرهبوا عائلة فقيرة في
مدينة حماه السورية فقتلوا الأب والأم وثلاث بنات بعمر الورود واستطاع طفل
وأختاه التخفي . رايت دموعَهم وسمعت
نحيبهم فلم أتمالك نفسي وأجهشتُ بالبكاء






قلتُ له : يا
للعجب ..أنت أمرتهم ..أتبكي على ضحاياك !!ـ قال : لا
أبداً .. لم آمرْهمُ بالقتل أنا لاأقتل الأطفال و النساء ولا العجّز . أنتم
البشر أكثر مني لؤما وإثماً وحقداً وإجراما ومعصية لربي وربكم .. صرتُ أخاف منكم
عليّ وعليكمْ وأقول في صلاتي : أعوذ بالله
من الإنسان الرجيم . فأنا حزين ومسرور .


ـ قلت له : كيف ؟
ـ
حزينُ عليكم ومسرور لأن الله
أدرك متأخراً أني أفضل منكم وكان
على جدِّكم أن يسجد لي .


غسان علي حسن


ز
.م .....19/4/ 2012

عاش الشيطان وسقط حمدين قطر وهزاز الجزيره