النوره...........

نـَــــــــــــوْرة

زهتْ في الحفْلِ أكثرُ مِنْ صبيّه
كخدِّ البدرِ في ليــلٍ دَجِــيّه

شرِبتُ مُدامتي وبدأتُ أرنو
إلى أزهارِ فِلّتِنا الأبـــيّــه

وراحَ العقلُ يسبحُ في فضاءٍ
قصِيٍّ لم تطأْهُ الأبجــديّهْ

يُهامِسُ نجمةً ، ويلومُ أخرى
ويسألُ: مَنْ أعدّ المسرحيّهْ؟
*
أفقْتُ منَ السُّهادِ . وجالَ طرفي
على زغلولةٍ أمستْ صبيّهْ


غدتْ تختالُ خجلى كالثُّريّا
تلألأُ في الليالي المخمليّهْ

وإذْ"رضوانُ" مثليَ كانَ يرنو
إلى "نورا" وطلّتِهَا البهيــّّهْ

سلا بابَ الجِنانِ وصارَ يهذي
لقد سحرَتْهُ بسمتُها الثّريّهْ

بدتْ كالبدْرِ عندَ التّــِمِّ نشوى
تبوحُ بسحرهَا الزُّهْر القصِيّهْ

كزنبَقةٍ تميسُ كغُصنِ بانٍ
تُراقِصُ نسْمةَ الصبْحِ النّديّهْ

جدائلُ مِنْ نجيعِ الليلِ سالتْ
تدلّــتْ كالخُيوطِ العسجديــّهْ


تُدَغْدِغُ نَرْجِساً في صحْنِ خدٍّ
وفيروزَ العيونِ اللّــيْزريـهْ

رمتْ برُموشِها ظبْياً وشِبْلاً
ولم تأْبهْ بإثْمٍ أوْ خطــيّهْ

وما مِنْ رفَّةٍ للـــُهدْْبِ إلاّ
وتنطُقُ بُحَّةَ القــلبِ الخفيّهْ

حوارِي الخُلْدِ جئْنَ بِغير إذْنٍ
ولم يأبهْنَ بالدّارِ الهــــنيّهْ

ولم يرقُصْنَ ، أوْ يأْثمْنَ لكنْ
سَرقْنَ السِّحْرَ من تلك الشّقيّهْ

أليْس اللهُ حرّمَ كلَّ غيٍّ
على ظبْياتِ جنّتِه الرّضيّهْ !


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــمن غرام الذئاب للشاعر غسان علي حسن