الزمن المنقلب

الزمن المنقلب:
لكل عصر سماته الخاصة ولكل عصر رجالته ولكن هذا العصر ما سماته وما له وما عليه:
سنطلق لتحليل هذا الزمن وأفضل تسمية له هي الزمن المنقلب ولكي تفهم معنى الزمن المنقلب يجب أن تفكر برؤية مختلفة عما ترى ..... وتنظر من موشور حتى تتبين ألوان قوس قزح ولكنها للآسف مزيفة:
عندما نرى ونسمع كلمة دين والدعوات إلى الألتزام بالدين ومبادئ الدين وأخلاق الدين من أشخاص فاسدين لا علاقة لهم بكلمة دين فأعتقد أن الأمور تحتاج لتفكير عميق ولكن الأهم من هذا وذاك عندما ترى المنافق بالدين متمسكاً بكلمة دين فذاك ما يدعو للدهشة والأستغراب ولكن لا تستغرب فنحن نتكلم عن زمن منقلب وليس زمن متزن عقلاني بل منقلب كلياً بالرسم والشكل والمضمون والجوهر...... ولكن لماذا نرى هكذا زمن ببساطة الجواب بسبب كثرة أنصاف الرجال والعقول الضعيفة الهشة .........

وهنا أستشهد بقول الأمام الصادق(ع): ما قَسم ظهري إلا رجلان مؤمن متهتك وكافر متنسك, هذا يُنفِر الناس من حقه بتهتكه وهذا يدعو الناس إلى باطله بتنسكه.....
أعتقد بأن هذا القول يلخص كثيراً من الكلمات التي كنت سأشرح بها معنى الزمن المنقلب ولكن هذا جزء من جزء وبعض من بعض............

لو تكلمنا من جانب المجتمع وكلمة الحضارة : فكلمة حضارة بنظر الكثير يقصد بها التقدم العلمي والصناعات وما إلى ذلك ولكن : من الأهم الصانع أم المصنوع ؟
على سبيل المثال الحواسيب أجهزة رائعة جداً وتحظى بأهتمام كبير وهذا منطقي ولكن من الأهم العقل الذي قام بتصميمها أم الجهاز المصنوع وهذا مثال جزئي.....

ولنطلق في باب آخر عندما نرى الآهرامات المصرية وتماثيل بوذا والمنحوتات الكثيرة في أرجاء العالم ونرى الأبداع والأهتمام الكبير بها فهل ننظر بعين الأحترام إلى الأنسان المبدع أو إلى المحنوته فقط ؟؟!!!!

كلمة حرية : وهي موضوع تم تداوله كثيراً وكان موضوع نقاش موطول في سورية ولم ينتج عن الجدالات المطروحةأي نتائج لأن نقاشهم بحد ذاته عقيم ........ وكيف يكون الأنسان حراً وهو يعتقد نفسه عبد لمدة أربعين عام وهل الحرية بالأفعال المادية أم الحرية بالجانب العقلي ولكل شخص منظوره............

إذا نظرنا بالتقيم الأجتماعي بالمجتمع:
فجميعنا يدرك أن المجتمع منقلب بالمطلق فالكثيرين يقيمون الفرد على منظره الخارجي وعلى ثيابه ونوع العطر الذي بستخدمه فهذا من المجتمع الفاخر والأرستقراطي ويملك سيارة حديثة أما إذا نظرنا من الداخل فقد يكون تافه وقد يكون الشخص فعلا مميز ومن جهة أخرى قد يكون هناك شخص منفتح عقلياً ومبدع وجوديا وفلسفياً لا يحظى بأحترام المجتمع إلا الشيء القليل ولو أردنا التكلم عقلياً وسئلنا أنفسنا لمذا يوجد هكذا أشياء فالجواب بسيط لأن الزمن منقلبٌ كلياً.

حتى لو أردنا التكلم في باب مهم جداً حتى نقارب الواقع:
عندما شاب يرى فتاة جميلة ومتأنقة فأنه يهتم بها جداً جداً وبالمقابل قد يرى فتاة أخرى أجمل منها جوهرياً وداخلياً ولكنه لا يهتم لها أبدً لأنه لا يقدر المعدن الثمين وهنا أريد أن أسئل مجدداً أليس هذا بالزمان المنقلب؟

عندما يتحول اللص في هذا الزمن إلى مشرع للأخلاق ومدرس للقيم والمثل وعندما يتحول الكلب إلى أسد والغراب إلى نسر أليس هذا بزمن الأنقلابات ولكن أي إنقلابات !!!!

لكل من يود أن يناقش في هذا الموضوع الترحيب وشكرأ مسبقاً....

موضوع حلو كتير اخ علاء مشكور ع الطرح