وزائرتي

وطارقةٍ ... عند الهزيع تزورني
تبلسِمُ ما أعيَا الطبيبَ المداويا

متى سفرتْ ردّتْ ضياءَ غزالةٍ
وإن سدلتْ تبدو البُدورُ دواجيا

شكوتُ لها بلوايَ منْ وَجَعِ الهوى
فردّتْ : شجونُ العاشقينَ سواسيا

سألتُ : ومن يَشفي فؤاديَ من جوىً
إذا كان من أهواه يرثي لِحاليا!

فضجََّتْ بِصمْتٍ، تمتَمتْ، وتبسّمتْ :
أما زال ريقُ الغيدِ للصّبِّ شافيا؟!

فقلتُ : ولكني عييْتُ وهاجني
صُدودُ حبيبٍ لم يرقَّ لحالِــيا

فقالت : وهل ريقُ السحابِ مُحرَّمٌ
لبُلبُلةٍ ظمآى ، تجوبُ البواديا!!

"كُثَيِّرُ" "كالمجنونِ" أخلده الهوى
و"حاتمُ" كم ناجى ولم يكُ جانيا

فقلتُ : وما نفع الخلودِ لشاعرٍ
بكى حـِبَــّهُ حتى توفِّيَ وانيـــــا؟

أجابتْ :ـ ولم تأبهْ لِـغُصّةِ عاشقٍ ـ
عرفْتُ جميعَ العاشقينَ بواكـــيـا

فلا تبْتَئسْ . والكرْمُ حان قِطافهُ
غداً تنهلُ الخمرَ المُعتّقَ صافيا
*
تشقّقَ ثوبُ الليلِ ، وائتلقَ الدّجى
فلمْ أرَ إلاّ دفــتري ، وكـتـابــيـا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغزالة : الشمس ؛ طارقة: زائرة ليلاً ؛ الهزيع : ثلث الليل ؛
الغيد : جمع غيداء (الفتاة الناعمة) ؛ الصب : العاشق ؛
حِبه : حبيبه ؛ 20/6/2010

( من مجموعة ثلوج سوداء )
غسان علي حسن / سوريا