زوار وزارة التعليم العالي بدءاً من ساعة صدور نتائج الثانوية العامة لا يستطيعون أبدا تجاهل حالة الحراك المستمر في مبنى الوزارة تحضيراً لإصدار المفاضلة العامة التي بدأ الطلاب بترقبها في وسط حالة من التنبؤ بالمستقبل والتساؤلات الكثيرة التي تدور في أذهان الطلبة وذويهم .
عكس السير زار الدكتور علي أبو زيد معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب والمعاهد الذي رغم انشغاله الكبير ووقته الضيق استقبلنا بكل صدر رحب وابتسامة ايماناً منه بأهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على المواضيع المهمة التي تهم شريحة واسعة من المجتمع ، وكان لنا الحوار التالي معه :
* الآن حديث الشارع بعد صدور نتائج الثانوية العامة عن المفاضلة العامة التي تصدرها وزارة التعليم العالي ، ما هو جديدكم لهذا العام بما يخص هذا الموضوع ؟** أولا نبارك لجميع الطلاب الناجحين ونتمنى لهم التوفيق وان نستطيع استيعاب جميع الناجحين حسب رغباتهم إلا أن المفاضلة تقوم على أساس واضح جدا وهو الطاقة الاستيعابية للكليات والجامعات بما لا يؤثر على جودة التعليم الجامعي ولذلك نحن في كل عام نستعد لمفاضلة التعليم الجامعي بجميع أنواعها مثل العامة والموازي والسوري غير المقيم وغيرها ، ونحن سنبقى على ما كنا عليه في العام الماضي بأن التقدم للمفاضلة العامة يتم القبول فيه مرة واحدة فقط فمن قبل في المفاضلة العامة في العام الماضي لا يحق له التقدم للمفاضلة العامة في هذا العام بثانوية جديدة لكن يحق له أن يتقدم إلى مفاضلة التعليم الموازي وأي مفاضلة ينطبق عليه شروطها باستثناء التقدم للمفاضلة العامة والأمر الثاني أن الطالب يدخل إلى المفاضلة العامة بلغة أجنبية واحدة يختارها لتكون علامة هذا المقرر ضمن مجموع الطالب وتحذف علامة اللغة الثانية وبهذه الحالة سيتقدم الطالب في الثانوية العلمية من \240\ وفي الثانوية الأدبية من \220\ والأمر الثالث هناك في هذا العام اختبارات جديدة لأقسام اللغات (العربية والانكليزية والفرنسية) وهذه الاختبارات ستجرى في جميع الجامعات في وقت واحد حيث يتقدم إليها من تنطبق عليهم شروط التقدم إلى هذا الاختبار والناجحون في هذا الاختبار يحق لهم التقدم والتفاضل إلى باقي المفاضلات كالعامة وغيرها، إضافة إلى المسابقات المعهودة كمسابقة قسم الإعلام والعمارة والفنون الجميلة ونحن نسعى دائما إلى تطوير معايير القبول الجامعي بما يعين على توجيه الطالب نحو رغبته وميوله .
* ما هو استعداد وزارة التعليم في التحضير للمفاضلة على مستوى مراكز المفاضلات في المحافظات واستقبال الطلاب ؟** نحن الآن مستعدون تماما في جميع المراكز فالمراكز محددة من قبل الجامعات والبرنامج الالكتروني لهذه المفاضلات بتعديلاته أصبح جاهزا وسنستطيع استقبال طلبات الطلاب الراغبين بالدخول إلى الاختبارات المحددة والمسابقات عن طريق برنامج الكتروني موجود في جميع الجامعات وستخصص مراكز خاصة لاستقبال هذه الطلبات من اجل أن يتقدم الراغب في الدخول إلى أي اختبار من هذه الاختبارات إذا انطبقت عليه الشروط حيث سيتم التسجيل فيها وإعطاء الطالب وثيقة بذلك وهذا البرنامج يستطيع من خلاله الطالب أن يسجل الرغبة في أي مكان كان في المحافظات السورية في مراكز التسجيل بمعنى الطالب قد يحق له أن يتقدم إلى ثلاث مسابقات أو أربع مسابقات وسيكون له رقم امتحاني لكل اختبار ومكان محدد حسب رغبته ، فمثلا الطالب يريد أن يتقدم إلى مسابقة الاعلام في دمشق ويريد أن يتقدم إلى اختبار اللغة الانكليزية في حلب مثلا والى مسابقة العمارة في تشرين فيحق للطالب أن يأتي إلى أي مركز من هذه المراكز المفتتحة في الجامعات ويتقدم بطلب لتسجيل هذه الرغبات ويحدد الاختبار الذي يريده والمكان وسيعطى الطالب ورقة مطبوعة من الحاسب تبين له المسابقة التي اختارها والجامعة التي اختار أن يجري المسابقة فيها ورقمه الامتحاني في كل مسابقة فمثلا قد يكون رقمه في مسابقة العمارة \576\ ورقمه في اختبار اللغة الانكليزية \1583\ مثلا وسيوضع له تاريخ المسابقة ورقم القاعة المخصصة للمسابقة ومكانها في الجامعة وتتضمن الورقة تعليمات مهمة له في المسابقة ونؤكد أن هذه الاختبارات ستجرى في المرحلة ما قبل بدء المفاضلة العامة وإذا اضطررنا في الأيام الأولى منها .
قضية ارتفاع المعدلات وانخفاضها لا يد لوزارة التعليم العالي بها* هناك قلق حقيقي لدى الطلاب والأهالي من ارتفاع معدلات القبول الجامعي ، حبذا لو توضحون دور وزارة التعليم العالي في هذا الموضوع .** قضية ارتفاع المعدلات أو انخفاضها لا يد لوزارة التعليم العالي فيها والوزارة تعلن هذه الأرقام ونحن أمام حالتين عندنا مقاعد تحدد من قبل الجامعات ويقرها مجلس التعليم العالي ولجنة الاستيعاب العليا برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وهذه الأعداد التي يقرر قبولها مهمة وزارة لتعليم العالي أن تملأ هذه المقاعد من خلال رغبات الطلاب المتقدمين إليها ، وعندما تكثر الرغبات على اختصاص ما فسيتم اختيار العلامات الأعلى بالترتيب وكثرة الراغبين تؤدي إلى ارتفاع المعدل وقلة الراغبين تؤدي إلى انخفاض المعدل ونحن في اللحظة النهائية التي ينتهي فيها ملء المقاعد عندها نستطيع أن نعرف ما هي المعدلات ونعلنها .
* بعض الطلاب قد يخطئ في ملء بطاقة المفاضلة لسبب من الأسباب ويؤدي هذا إلى خروجه خارج المفاضلة ، ماذا تقولون لهؤلاء الطلاب وما هي الرسالة لهم .** في البداية أود من جميع الطلاب وممن يهتم بهم من ذويهم أن يقرؤا الإعلان قراءة تامة فهو توضح جميع الإجراءات التي على الطالب القيام بها وإذا نفذها الطالب لن يقع في أي خطا ومن التنبيهات التي ننبه عليها دوماً أن على الطالب أن يقرأ الرغبات التي سجلها قبل أن يثبتها الموظف لأنه بعد تثبيت هذه الرغبات لا يستطيع الموظف أن يعدلها وخاصة أن الطالب يوقع عليها فتوقيع الطالب معتمد لدينا في هذه الحالة ، فقراءة الإعلان مهمة وأيضا التدقيق في اختيار الرغبات وتدقيق الرغبات أيضا بعد إملائها على الموظف وقبل تثبيتها والتوقيع على بطاقة المفاضلة وهذه الأمور مهمة للطالب يستطيع من خلالها أن يضمن حقه ، والآن عندنا إجراء نقوم به فالطالب الذي لا تتحقق له أي رغبة إذا كان يحق له رغبة ولكنه لم يسجلها يمكن أن يتقدم بطلب تسوية وضع .
الطالب المجد يمكنه أن يختصر مدة بقائه في الجامعة بنصف عام دراسي تقريبا* أصدر السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد المرسوم رقم /245/ لعام 2010 القاضي بإجراء تعديل على اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات ، ما أهمية إصدار هذا المرسوم وما أهم ما يتناوله ؟** يأتي هذا المرسوم ضمن عملية تطوير منظومة التعليم العالي على المستويين التنظيمي ، والعلمي والتعليمي ويقوم النظام الفصلي المعدل على أساس إجراء ثلاث دورات امتحانية في العام حيث يتقدم الطالب في الفصل الأول بمقررات الفصل الأول فقط ، وإلى الفصل الثاني بمقررات الفصل الثاني فقط ، وفي الدورة الصيفية يتقدم بالمقررات المحمولة من الفصلين شريطة ألا تزيد على ثمانية مقررات ، وهذا النظام يقلل الفترة المحددة للامتحانات مما يمكن معه الاستفادة من جميع أيام الفصل الدراسي للتعليم ، وفي هذه الحالة تكون الحصيلة العلمية لدى الطالب أكبر مما كانت عليه سابقا ، كما أن الطالب يركز جهوده على مقررات الفصل نفسه مما يساعده على استيعاب المادة العلمية وعلى النجاح والتفوق .
أما نظام الساعات المعتمدة فهو من الأنظمة الشائعة في معظم الجامعات العالمية ، وله أسسه الخاصة التي تقوم على مجموع الساعات التي يتخرج الطالب إذا أنجزها ، ولكل اختصاص عدد محدد من الساعات ، وحدٌّ أدنى من الساعات في كل فصل ، وحدٌّ أعلى لهذه الساعات ، مع إقامة فصل دراسي مكثف في الصيف ، وهذا يعني أن الطالب المجد يمكنه أن يختصر مدة بقائه في الجامعة بنصف عام دراسي تقريبا . إضافة إلى أن هذا النظام يتضمن مقررات اختيارية لأن الطالب يركز جهوده على مقررات الفصل نفسه مما يعزز المادة العلمية لديه ويعينه على النجاح وعلى ال طبيعة ثقافية عامة تضاف إلى رصيد الطالب المعرفي ، وثمة مزايا أخرى له تحتاج إلى تفاصيل كثيرة ويتضح أن هذين النظامين الدراسيين لهما منعكسات إيجابية في جوانب كثيرة ، فعلى مستوى احتياجات سوق العمل سترفد الجامعات السوق بكوادر علمية أكثر تمكناً في الاختصاصات المطلوبة ، كما أنهما يسهمان في تقليل مدة مكوث الطالب في الجامعة ، مما يزيد من إنتاجيته واستثمار طاقاته في وقت مبكر ، ويقلل من الأعباء المادية التي تنفقها الدولة على الطلاب ، وهذا يتيح بالنتيجة فرص تعلم جامعية جديدة .
وكما أشرت فإن هذين النظامين يسهمان إسهاماً كبيراً في الارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته ، فهما يتيحان للطالب وقتاً أوسع للتعلم ، ويعينانه على استيعاب المادة العلمية المقدمة له ، ويجعلانه أكثر قرباً من المدرّس مما يغني معرفته الدقيقة وينمي ثقافته العامة وهذا المرسوم خاص بالجامعات الحكومية ولا يشمل التعليم المفتوح ولا الجامعة الافتراضية ، لأنه أجرى تعديلا على اللائحة التنفيذية الخاصة بالجامعات الحكومية فقط ، أما التعليم المفتوح فله نظامه الدراسي الخاص به ، وكذلك الجامعة الافتراضية ، وهما نظامان مستقلان في الدراسة يقومان على مفهوم التعلم الذاتي والتعليم عن بعد باستخدام التقانات الحديثة .
أما ما يتعلق باستنفاد الطالب لمدة بقائه في الجامعة فلا فرق في هذا الأمر بين النظام الفصلي والنظام الفصلي المعدل ، لأن مدة بقاء الطالب في الجامعة محددة في اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات ، إلا أن الطالب الذي يستنفد في السنة النهائية - أي سنة التخرج - فقد أباح له المرسوم أن يتقدم بخمس دورات امتحانية من خارج الجامعة تلي الفصل الذي استنفد فيه مباشرة ، وسابقا كان يتقدم بأربع دورات فقط ، ونظام الساعات المعتمدة يتيح للطالب اختيار مقررات ثقافة عامة إضافة إلى مقررات الاختصاص ، وهذه المقررات الاختيارية تكون متنوعة ومتعددة وتوضع في الخطة الدرسية للقسم أو الكلية .
* ما هي رسالتكم إلى الطلاب الذين يتقدمون هذا العام إلى المفاضلة العامة والمفاضلات الأخرى بأنواعها .** أما لطلاب الثانوية العامة الذين نجحوا فأهنئهم والذين لم ينجحوا أتمنى لهم النجاح في المستقبل وأقول للذين نجحوا وسيتوجهون للجامعات أتمنى عليهم أن يختاروا الاختصاص الذي يريدون المتابعة فيه ولا يوجد اختصاص أفضل من اختصاص فكل الاختصاصات مهمة والمهم أن يدخل الطالب إلى الاختصاص الذي يأنس في نفسه رغبة فيه لأنه سيبدع فيه وإذا أبدع فيه سينعكس ذلك عليه أولاً وسينعكس أيضاً على الوطن بأنه كسب طالبا ًمزوداً بعلم يستطيع أن يفيد الوطن به .
منقووول من عكس السير