المؤلف الذي يفاجئك بشخصيته الخجولة والمتواضعة بشدة، يشعر بأنه يقف على قدميه الآن، بعد سنوات من المد والجزر بين شركات الإنتاج وكواليس الفنانين، ومدرجات جامعة مينسك حيث يعمل كمدرس للغة العربية، وعمله في ترجمة النصوص القانونية وأدلة استخدام الجرّارات والبرادات!
لكنه الآن كما يقول بات قادرا على قول كلمته في أعماله، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا في البدايات حين لم يكن له حق الاعتراض، بفعل حاجته المادية الشديدة، وهي حاجة تركته عالقا في التسعينيات بدمشق سبعة أشهر، حتى تمكن من جمع المال الكافي للعودة إلى بيته... في مينسك (عاصمة بيلاروسيا).
مستقر في تلك البلاد منذ العام 1994، ومنقطع عن سوريا منذ العام 2003، لأسباب يلخصها بالشخصية، وهو الأمر الذي لا يمكن إلا أن يستفز السؤال، عن كيف يمكن لذخيرة الذاكرة أن تحمل كل هذا الكم من الخصوصية في عمل كـ «ضيعة ضايعة». يجيب حمادة ببساطة: «أنا لا أشعر بالاغتراب ولا بالحنين. صحيح أنني أعيش هنا ولكن عملي الأساسي مرتبط بسوريا دوما، والتواصل لا ينقطع سواء عبر الانترنت أو عبر الهاتف أو من خلال الزيارات التي تحصل إلى هنا». يرن هاتفه. المتصل يحمل له شكوى بخصوص قضية احتيال تعرض لها.. من زوجته. يشير إلى الهاتف قائلا: انظر هذه قصة، بحدّ ذاتها.. ومن ثم يعود للنظر في السؤال حول خصوصية «ضيعة ضايعة» رافضا وصف بالعمل البيئي، «هذا خطأ شائع، إن «ضيعة ضايعة» ليس عملاً بيئياً، بينما «بطل من هذا الزمان» - للمؤلف نفسه - هوعمل بيئي، لأنه لو عرض لجمهور غريب فلن يألفه، ولا سيما أنه يعتمد مواقف تستند إلى المجتمع السوري. في حين يعتمد «ضيعة ضايعة» على مفارقات تحدث في اي مجتمع». ويلفت حمادة الى أن أحد زملائه البيلاروس اقترح تصوير العمل في بيئة بلادهم أيضا.
وهو يذكر أن الجزء الثاني والأخير قد خضع لبعض التغييرات في المضمون. فـ«الجزء الثاني يشبه الجزء الأول من ناحية التركيبة والبساطة والشخصيات. ويختلف بأمر واحد هو أن عددا كبيرا من الحلقات سيكون محملا بموضوعات سياسية مستقاة من الوضع العام، لكن ليس بشكل فج». ويضيف «في الجزء الأول كانت البساطة المطلقة غاية، لكن التـطوير كان ضرورياً لإنتاج الجزء الثاني. وبالمناسبة لن يكون هناك جزء ثالث للعمل لأننا نرفض ان نقع في التكرار».