مكتبة منيرفا (الثورة المهدية)

مخطط حلقة بحث بعنوان / الثورة المهدية /

المقدمة : سبب اختيار البحث

العرض : ويتضمن .

ـ شخصية المهدي .
ـ ظهور الدعوة المهدية .
ـ أسباب الثورة المهدية .
ـ وقائع الثورة .
ـ وفاة المهدي .
ـ نهاية الحكم المهدي في السودان .

الخاتمة : الرأي الشخصي .


المقدمة :
يعتبر السودان من الأقطار العربية التي عانت من الظلم والاستبداد سواء أكان من قبل الحكام أو من قبل الاحتلال ولكن الشعب لم يستسلم لهذا الظلم وقام بعدة ثورات ولعل أهمها الثورة المهدية وتأتي أهمية دراستها كونها نقطة مشرفة في تاريخ العرب والإسلام .

وكان اختياري لهذا البحث رغبتي في الاطلاع على أحوال السكان في تلك الفترة ومدى قدرة الفرد على دفع الظلم عن نفسه وعن أهله سواء أكان ذلك بجمع الأتباع وإقامة الثورات والصراع المسلح والمطالبة بالعدل والحرية وتطبيق الشريعة الإسلامية وقد أعترضتني بعض الصعوبات منها قلة المراجع الواضحة والتناقض بين مؤلفي الكتب المتحدثة عنها .

العرض
شخصية المهدي :
هو محمد أحمد الملقب بالمهدي ولد في 12 آب 1844 بجزيرة ليب تقع جنوب دنقلة وهو من سلالة عربية وكان أبوه نجاراً ومارس أخوته الحرفة نفسها تجول منذ طفولته بصحبة والده في وادي النيل على طول البلاد وعرضها وتعرف على أحوال الناس ومعيشتهم وقد مال منذ صغره إلى العلم والتفقه في الدين وحفظ القرآن في كتاب في كرري وتعلم بعض العلوم الدينية وقد مالت نفسه إلى التصوف التي أخذ تعاليمها عن أستاذه الشيخ محمد الشريف نور وهو أخير علماء عصره وكان قد قربه منه وميزه عن سائر تلاميذه لما رأى منه التقشف والزهد في عام 1871 رحل إلى أبا . (1)

ظهور الدعوة المهدية :
كان المهدي قد وجد في جزيرة أبا مكاناً صالحاً للخلوة والعبادة ولكن لما ذاع صيته وكثر تلاميذه وأتباعه ومريديه أعتزم أن ينادي بدعوته وبدأها خطوة خطوة فكان قد أسرها في نفسه ثم أفضى بها لاستاذه الذي جمع مجلساً في أبا من الأعيان وأمره بحضورهم التراجع عن دعوته لكنه لم يستجيب له ومن هنا أنطلق لينشر دعوته بصورة جدية منادياً بالعمل على تحرير العقيدة الإسلامية مما لحق بها من شوائب وإعادة مجد الإسلام وأعلن أنه المهدي المنتظر الذي جاء ليخلص الناس من الظلم والجهالة وقد كتب إلى المشايخ من أصدقائه ومريديه / أنه رأى النبي ( ص ) في المنام وأنه عهد إليه أحياء الإسلام ودعاهم للحضور إليه إلى أبا / وممن أرسل إليهم الشيخ محمد صالح أحد علماء دنقلة الذي بعث الكتاب إلى حكمدار السودان رؤوف باشا الذي أهمل الأمر بداية .
ولكنه عندما ترامى له نبأ الكتب والمنشورات الكثيرة التي ذاعها المهدي في مختلف الأنحاء فبعث له يسأله عما نسب إليه فأجابه المهدي بصحة هذه المنشورات وعندما رأى رؤوف باشا كثرة أتباعه لجأ إلى الحيلة فأرسل له أحد معاونيه وهو محمد أبو السعود لدعوته إلى الخرطوم لكن المهدي رفض الدعوة وكان ذلك إيذاناً ببدأ الحرب . (1)

أسباب الثورة المهدية :
لقد تضافرت مجموعة من الأسباب لقيام هذه الثورة ولعل أبرزها .
1 ـ مظالم الحكام في السودان وما عاناه الأهلون من العسف وفداحة
الضرائب وغالبية هؤلاء الحكام اتخذوا من مراكزهم وسائل للرشوة
وجمع الأموال بطرائق غير مشروعة .
2 ـ كون السودان منفى للحكام غير المرغوب بهم ولم ترسل الحكومة
المصرية إليه إلا الموظفين المغضوب عليهم فالموظف الذاهب إلى
السودان يشعر بأنه منفي ولهذا لا ينظر منه العدل والاستقامة .
3 ـ تولية بعض الأوروبيين كبرى المناصب في السودان والذين أثاروا
بأعمالهم ومظالمهم روح الكراهية في نفوس الشعب .
4 ـ احتكار الحكومة لتجارة العاج الذي كان من أهم مصادر الثروة في
السودان .
5 ـ جهل الآهلين وسرعة تصديقهم للخرافات والأوهام اعتقاداً منهم
بقرب ظهور المهدي المنتظر فأقبلوا على دعاوي محمد أحمد
يصدقونها ويؤمنون بها دون تفكير أو تحقيق .
6 ـ عجز قيادة الجيش المصري في السودان عن التصدي للثورة حين
نشو بها بالإضافة إلى هذه الأسباب هناك سبب سياسي لاستفحال
الثورة وهو مطامع الانكليز الاستعمارية واحتلالهم لمصر الأمر
الذي أدى لإضعاف هيبة الحكومة المصرية في السودان .(1)

حوادث الثورة :
وكما أسلفنا بأن المهدي رفض دعوة رؤوف باشا للحضور إلى الخرطوم فعاد أبو السعود للخرطوم واهتم بتجهيز الجيش لشن معركة ضد المهدي المزعوم والقضاء عليه وعلى أتباعه وأدرك محمد أحمد ما يضمر له أبو السعود فجمع له / 200 / رجل وفي مساء / 12 / آب 1881 جرت معركة بينهما وانتهت بانتصار المهدي وهرب من نجى من جيش الحكومة إلى الخرطوم فكانت هذه الهزيمة الأولى من نوعها التي عرفتها الحكومة التركية المصرية منذ عشرات السنين ولم يعمي هذا النصر بصيرة المهدي وأدرك أن الحكومة لن تبق مكتوفة الأيدي بعد هذه الهزيمة فأعلن لتلاميذه وأتباعه عن رغبته بالهجرة إلى كردفان بالنوبة وقد تم له ذلك وأكسبت رحلة المهدي إلى الأبيض وجبال النوبة أهمية إستراتيجية وسياسية خاصة بعد أن أنضم إليه شخصيات ذات نفوذ ديني واجتماعي وتجاري وأختار كردفان لبعدها عن الخرطوم ولوعورة مسالكها ومنها تقدم إلى منطقة جبل قدير التي تعتبر أوعر المناطق في جبال النوبة . (1)
وهذا ما جعل حكومة الخرطوم تتردد في مهاجمته فمنحه ذلك الفرصة الكافية لجمع مؤيديه وتنظيم صفوفه وساعده أيضاً حلول فصل الأمطار ولكن بعد انتهاء موسم الأمطار سرعان ما أرسلت الحكومة مدير فاشودا راشد بك لمحاربة المهدي وبعض المراجع تذكر بأنه اجتهاد شخصي له ولكن المهدي تغلب عليه وهزمه مما جعل الناس يلتفون أكثر فأكثر حول المهدي لاعتقادهم أن هذا النصر أنما هو تأييد من الله ثم ظهر المهدي أمام أبواب الأبيض عاصمة كردفان وكانت خطة المهدي الاستيلاء عليها ثم على بارة ليزحف منها إلى الخرطوم مركز قوة الحكومة فاستسلمت الأبيض في 19 كانون الثاني 1883 وأصبحت من هذا التاريخ مقر المهدي الذي صادر أموال الذين يشكون برسالته وكان يصل بعقابهم أحياناً حتى الموت في هذه الأثناء كانت القوات البريطانية قد احتلت مصر وقررت احتلال السودان لذا جهزت الحكومة برئاسة هكس مكونة من عشرة آلاف مقاتل وكانت مزيجاً بين الظباط المصريين والأجانب ولكن المصريين لم يكونوا متحمسين لسخطهم على الاحتلال البريطاني وفي 3 تشرين 1883 كان أول لقاء لقوات الحملة البريطاني مع قوات المهدي في مكان يدعى البركة جنوب شرق الأبيض ودعيت بوقعة شيكان وقد صمد فيها المصرييون إلا أن المهدي استطاع انتزاع النصر وإبادة هكس باشا وقواته وكان لهذا النصر الباهر أثر كبير بالسودان (2)
وسرت روح التضامن بين أفراد القبائل فمثلاً تولى عثمان دقنة النضال في الجهات الشرقية من السودان وبلغ من إيمانه بالمهدي أنه نفذ كل التعليمات التي صدرت إليه واستطاع ضم عرب المنطقة ثم زود القبائل العربية في مدن السودان الشمالي بالأسلحة ومعدات القتال واستطاع هذا الزعيم بذلك أن يسيطر على طرق المواصلات الرئيسية بين سواكن والنيل وحرمان الانكليز من هذا الجيش لقي هزيمة بسبب قوات عثمان وحسن استعداده وغدا السودان الشمالي في أحضان المهدية عدا الخرطوم ومدن قليلة وأمام هذه الأوضاع رأت انكلترا أن تحمل مصر على أخلاء السودان مستهدفة فصل عرى التعاون بين المصريين والسودانيين من جهة وبث روح التفرقة بين المهدي وسائر أتباعه من جهة أخرى لكن وزارة شريف باشا رفضت أخلاء السودان واستقالة وخلفه نوبار باشا الذي وافق على أخلاء السودان وعلى انتداب غوردن لينفذ خطة الجلاء ومما تجدر الإشارة إليه أن غوردن كان الحاكم في الخرطوم قبل رؤوف باشا . (1)
وعند وصول غوردن إلى الخرطوم أرسل كتاب إلى المهدي معلن فيه عن رغبته بالتنازل له عن كردفان وأباحة تجارة الرقيق كما يعرض عليه إقامة صلاة تجارية معه وكل ذلك مقابل أطلاق سراح الأسرى فرد المهدي بأنه ليس من طلاب الجاه والسلطان وأما رسول للناس لينقذهم من الفساد والطغيان وطلب منه الاستسلام ثم سار على رأس قواته إلى الخرطوم وحاصروها وإنما أعترضتهم عقبات عديدة منها أزمة الأقوات ولذا ظلت قوات المهدي محاصرة الخرطوم دون جدوى وفي هذه الأثناء كان قد تقدم الجيش البريطاني في النيل وهزم قوات المهدي التي كانت متمركزة عند المتممة غير أن الظروف تبدلت وكان النصر للمهدي الذي استسلمت له أم درمان في 15 كانون الثاني 1885 وثم هاجم بقوة الخرطوم في 25 – 26 كانون الثاني وهزم غوردن وأتباعه وقتل غوردن في قصره وبذلك ترك الأنكليز السودان وأنتقل المهدي إلى الخرطوم وأتخذها عاصمة له .(1)

وفاة المهدي :
توفي المهدي في منتصف شهر حزيران 1885 أثر أصابته بحمى خبيثة من نوع الألتهاب السحائي الشوكي لم تمهله سوى بضعة أيام أودت بحياته وقد أوصى بالخلافة من بعده لعبد الله التعايشي الذي كان يتمتع أثناء حياة المهدي بصلاحيات أدارية واسعة . (2)

الخاتمة :
ومن خلال ما تقدم نجد بأن الثورة المهدية كانت نقطة تحول خطيرة في تاريخ السودان وتاريخ وادي النيل بل ويمكن القول في تاريخ القارة الأفريقية وخاصة في تلك الفترة التي اندفعت فيها الأطماع الاستعمارية الأوروبية تجاه هذه القارة فكانت بحق ثورة هامة بدأت ظلم وقسوة الحكام وتمسكت بتعليم الدين وأصوله وتطورت حتى أنها لتحولت إلى قوة في وجه الأطماع الأوروبية .

المراجع المستخدمة في البحث :
4 ـ العدوي : إبراهيم أحمد / يقظة السودان /
مطبعة جامعة القاهرة ، الطبعة الثانية ( 1979 )
1 ـ زيدان : جرجي / تاريخ مصر الحديث /
مطبعة جامعة القاهرة الطبعة الثانية ( 1979 )
2 ـ شكري : محمد فؤاد / الحكم المصري في السودان /
منشورات دار الفكر العربي ، القاهرة ( 1947 )
3 ـ عجيب : أمل / قصة وتاريخ الحضارة العربية بين الأمس والحاضر ( السودان ) /
منشورات أيد يتو كريبس ( 1998 ـ 1999 )
5 ـ قدورة : زاهية / تاريخ العرب الحديث /
منشورات دار النهضة العربية
6 ـ لوتسكي : / تاريخ الأقطار العربية الحديث /
ترجمة غفيفة البستاني ، الطبعة الثامنة ( 1985 )
7 ـ نعيسة : يوسف / تاريخ العرب الحديث والمعاصر ( مصر والسودان)
منشورات جامعة دمشق ( 1999 ـ 2000 )

جهود مشكوره

بس ممكن طلب بيخضص السنه الرابعه بخصوص مادة اوروبا

أنا للصراحه ما حضرت ولامحاضره شو أخبارها

بالنسبة لاوروبا الدكتور محمد قنطار متل العادة عم يشرح عن الكتاب
ونحنا عم نلخصها ونزلها علا شكل محاضرات

بالنسبة للاعطاء بمادة اوروبا وصل الدكتور عل صفحة 161

كتير شكرا