نور عينيّ(من الحرب العالمية الثانية)

-الحرب صعبة حقا!
-أجل، ولكنّها واجب، لابدّ أن نحمي بلادنا من دنس المعتدي.
-لكن...إن ذهبت فسوف تطيل الابتعاد عني.
-ما أقسى البعد عنك! لكنّي أفكر بك دائما يا حبيبتي، عندما أمسك البندقية، اتخيّل أولئك القساة قد دمّروا بلادنا وأسروا رجالنا وقتلوا نساءنا وأطفالنا، أتخيلهم يقتلونك يا كارول، وهذا ما يدفعني إلى القتال بضراوة الأسود، قتالي وكفاحي لك، لحبّي لك، لبلادنا ولشعبنا.
-برنار، أحبّك.
-عديني، عديني أنّك ستكونين لي، عديني أننا سنتزوج إذا عدتُ حيّا يا كارول.
-أعدك؛ حماك الربّ يا برنار.

**حرب قاسية، صعبة، لا يجد الإنسان نفسه سوى محاطا بأكوام من الجثث، جثث من؟ جثث إخوته البشر، أحبائه البشر، لا مكان للإخاء بين البشر في الحرب، لا مكان للحبّ بين البشر في الحرب.

**قاتل برنار طوال الحرب دفاعا عن كارول، كارول التي اختصر بلاده بها، كارول حبّه الوحيد الصادق، كارول ذات الضفائر الذهبية والعينين الفيروزيتين، كان ينادي باسمها كلّ ساعة وكلّ دقيقة، هو يأمل بالعودة ناجيا من الحرب ليتزوجها ويعيش معها، مع حبّه إلى الأبد.
انتهت الحرب، وعاد برنار ناجيا، لكنّه كان مصابا.

**دقّ باب منزل كارول، فتحت كارول، قالت:
-من أنت؟
-آه! ما أجمل صوتك!! إذا انا لم أته عن المنزل، حبيبتي كارول أنا برنار.
-برنار؟! ما سبب مجيئك الآن؟!
-حبّي وإخلاصي لك، بحماية الربّ عدتُ ناجيا إليك يا كارول الجميلة.
-لماذا تنظر إليّ بهذا الجمود؟
-كم أودّ النظر إليك! لكنّ نور عينيّ خبا قبل أن أراكِ بفستان الفرح الأبيض.
-أصبحتَ كفيفا أيضا؟!!
-أثق بأنّك ستكونين نورا لحياتي، أليس كذلك؟
-هيّا هيّا أيها الوضيع! اذهب من هنا، اغرب عن وجهي.
-ماذا تقولين يا كارول؟!
-أنا كارول، أجمل فتاة في مرسيليا، أتزوجك أنت أيها الأعمى؟!
-لم أحزن على عينيّ لأنني قدمتهما هدية لك، أهذا يكون جزائي؟!
-لا مكان لك في قلبي أيها الوضيع الشأن، كفاك سخفا وكلاما فارغا، ارحل قبل أن أستدعي رجال الشرطة.
**أغلقت الباب بشدّة، انحدرت الدموع من عيني برنار الجامدين وهو يقول بألم وحسرة:
-أسفي، أسفي على نور عينيّ، يا نور عينيّ........

يا حراااااااااااام