كلنا يعلم أن تلف معالج هاتفه المحمول يعني نهاية عمر الجهاز, وهي العبارة التي دائما ما يرددها أصحاب محلات الصيانة
ولكنها لم تقنع رجب محمد رضا, طالب الصف الثاني الثانوي بمدرسة النور للمكفوفين بمركز مطاي محافظة المنيا, فقرر رجب برغم اعاقته محاولة فك شفرة هذا المعالج والتغلب عليه, وبعد بحث شهور اكتشف ان اصلاح المعالج يتم عن طريق مواد تتكلف اكثر من ستمائة جنيه, لذا يرفض أصحاب محلات الصيانة اصلاح الهواتف لغلو التكلفة. وبدأ التحدي بعد أن تعطل هاتف رجب الذي قرر حينئذ ان يحصل علي عدة دورات في مجال صيانة الهاتف ليفك لغز المعالج.
مرحلة تلتها الاستعانة باساتذة من كلية العلوم ليتعرف علي المواد التي تتفاعل مع السليكون. وبعد اجراء عدة تجارب استمرت عاما ونصف العام, استطاع ان يصل الي استخدام مواد كيميائية لا تتكلف إلا عدة جنيهات, متغلبا بها علي مشكلات المعالج. وكانت أولي تجاربه العملية, هي شراء هاتف تلف معالجه بمبلغ ثلاثين جنيها واصلاحه ليستخدمه بعد ذلك وكأن لم يكن به شيء.
رجب طالب المنيا, هو أحد المشاركين في أول معرض ومسابقة تجريها جمعية عصر العلم تحت رعاية جامعة الدول العربية, بين الشباب العرب من سن14 الي18 سنة, في المجالات العلمية المختلفة.
نموذج أبهر الزوار بقدرته علي التعامل مع جهاز المحمول وتسجيل أرقام ضيوف المعرض, الذين التفوا حوله للتعرف عليه وعلي قدرته الخاصة علي التمييز بين أنواع البوردات المختلفة والقدرة علي تحديد نسب المواد الكيميائية التي يستخدمها في اصلاح المعالج.
وبرغم دراسة رجب الادبية الاجبارية كما يقول فإنه يبدو عاشقا للبحث العلمي وتجاربه ويحلم بتعدد المراكز والجهات التي تشجع صغار الباحثين وتتبني موهبتهم.
موهبة متميزة ومثابرة وقدرة علي التحدي للطالب الذي حصل من قبل علي جائزة معرض العلوم والهندسة علي مستوي المدارس الذي عقد في مارس الماضي في مدينة مبارك للعلوم, عن بحثه في مجال صيانة المحمول. وبرغم اعاقته البصرية فإنه نموذج مشرف لشاب مصري شغوف بالبحث العلمي ويحمل روح الاصرار والتحدي لإعاقة لم تمنعه من البحث في مجال دقيق وصعب, هو صيانة الهواتف المحمولة.