عكس السير يتابع عكس السير وسيتابع نشر أجزاء سلسلة سقوط الكرة السورية , فلم يمض على خروج منتخبنا من النهائيات الآسيوية سوى أسبوع واحد ، إلا أن هذه الأيام السبعة كانت كفيلة بمضي اتحاد الكرة السوري قدماً و البدء بالتحضير لخوض الاستحقاقات القادمة و يا دار ما دخلك شر .
و بحكم العادة فإن المؤتمرات و اجتماعات التقييم و جماعات التطبيل و التزمير ، كانت حاضرة بقوة ، في سيناريو مطابق للأجواء التي تلي خروجنا من أي بطولة خارجية .
حليمة .. و بعدما قدمت ما تستطيع من اجتماعات و عادات قديمة ، لم تستطع إخماد البركان الجماهيري الثائر الذي ضاق ذعراً بتوالي الإخفاقات ، بل إن الصوت بات يعلو أكثر فأكثر مطالباً بتغيير رياضي جذري طال انتظاره .
و كأن شيئاً لم يكن !
أولى الاجتماعات احتضنها مقر الاتحاد الرياضي العام و ضم كلاً من اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام ونائبه الدكتور ماهر خياطة و صلاح رمضان رئيس مكتب الألعاب الجماعية و فاروق سرية رئيس اتحاد كرة القدم.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة الرؤية المستقبلية للمنتخبات الكروية والإعداد للاستحقاقات القادمة و خرج المؤتمرون بالمقررات التالية :
- توجيه الشكر لبعثة المنتخب الوطني بكافة مفاصلها على المستوى البطولي والرجولي المتميز بالحس الوطني العالي والمسؤولية تجاه جماهير الوطن التي ساندته خلال مبارياته الاستعدادية و أثناء النهائيات الآسيوية على أن تتم دعوة المنتخب الوطني وكوادره الوطنية والأجنبية لحفل تكريم من قبل القيادة الرياضية واتحاد الكرة خلال الأسبوع الحالي.
- أكد المجتمعون أن ما صرح به العقيد تاج الدين فارس مشرف المنتخب بعدم أداء اللاعبين في مباراة الأردن بشكل رجولي هو كلام غير مسؤول ويجب تصويبه وهو يعبر عن رأي شخصي فقط .
- الاتفاق مع رئيس اتحاد كرة القدم على دعوة أعضاء الاتحاد لاجتماعات مفتوحة طيلة الأسبوع الحالي لاستخلاص النتائج من المشاركة في نهائيات آسيا ووضع الخطط الاستراتيجية والبرامج التنفيذية لتحضير منتخبات الكرة للتصفيات الأولمبية ونهائيات كأس العالم والدورة العربية التي ستقام في الدوحة خلال العام الجاري.
- التواصل مع الدول الصديقة والأجنبية لاستقدام مدربين بمستوى عال للإشراف على تدريب منتخباتنا الوطنية مع التأكيد أن يكون الكادر بكامله من نفس البلد (مدرب – مساعد مدرب – مدرب لياقة .. )
- عدم تكليف أي من أعضاء اتحاد الكرة كمدراء أو مشرفين للمنتخبات والتأكيد على تنفيذ المهام الموكلة إليهم في اتحاد اللعبة والمساهمة ببناء وتطوير كرة القدم وتنفيذ الخطط والبرامج التي يضعها الاتحاد.
- تفعيل دور اللجان الرئيسية المنبثقة عن اتحاد اللعبة والاستعانة بكافة الخبرات والكوادر الوطنية وزجها في مواقع العمل المناسبة باتحاد الكرة.
- استقدام أحد الخبرات الأجنبية أو العربية للعمل مع اتحاد الكرة كمسؤول فني وكبير للخبراء لمساعدة الاتحاد بالتخطيط لمستقبل كرة القدم.
- العمل مع الجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية الوطنية لإيجاد الطريقة المناسبة لدعم منتخبات كرة القدم.
- الاتفاق مع رئيس اتحاد الكرة لضرورة المناقشة خلال اجتماعاته الحالية على وضع الخطط الكفيلة باستمرار الرعاية و الاهتمام و الاستمرار بدعم المنتخب الوطني الذي شارك بالدوحة ووضع البرامج و الخطط اللازمة لإعداده بما يتناسب والمسابقات المحلية و خطة إعداد المنتخب الوطني.
- على ضوء مايقدمه اتحاد كرة القدم من أفكار ونتائج ومقترحات من خلال اجتماعاته المفتوحة طيلة هذا الأسبوع سيقوم المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي بتشكيل لجنة من الخبرات الوطنية والفنيين العاملين بكرة القدم والمشهود لهم بالكفاءة مهمتها دراسة طلبات ومقترحات اتحاد الكرة واستخلاص النتائج من مشاركة منتخبنا الوطني الأخيرة بالدوحة والعمل على تقديم كل الدعم والمساعدة للاتحاد لتنفيذ خططه وبرامجه بشكل عام وخطة إعداد تحضير المنتخبات الوطنية لكرة القدم بشكل خاص.
هكذا تعاملت السلطة الرياضية الأعلى في بلدنا مع خروج المنتخب من النهائيات الآسيوية
"شكر على أداء رجولي و حس وطني – اجتماعات مفتوحة – استخلاص للنتائج – وضع الخطط الاستراتيجية – تنفيذ الخطط و البرامج – تفعيل دور اللجان الرئيسية المنبثقة – الخبرات و الكوادر الوطنية – التخطيط لمستقبل كرة القدم – دعم منتخبات كرة القدم – المناقشة – وضع الخطط – وضع البرامج و الخطط اللازمة – خطة إعداد – أفكار و نتائج و مقترحات – تشكيل لجنة – طلبات و مقترحات دراسة – تنفيذ خطط و برامج – خطة إعداد و تحضير" .
أكثر من نصف قرن مضى على تأسيس اتحادنا الكروي ، ولا زالت ردة الفعل السابقة تتكرر مجدداً ، أكثر من ثلاثين سنة ولا زلنا بصدد وضع الخطط و تشكيل اللجان و التي حطمنا بعددها و تنوع مهامها كل الأرقام القياسية .
بعد عشرات السنين العجاف "رياضياً" ، توصلنا إلى ضرورة استقدام كادر فني أجنبي "كامل" .
و نرجو في القادمات من الإخفاقات الخارجية ، تشكيل لجنة جديدة مهمتها دراسة إرسال كادر طبي مرافق للمنتخبات الوطنية بدلاً من معالج فيزيائي واحد ! .
تم شكر بعثتنا التي شاركت في النهائيات الآسيوية ، على صعيد الإداريين و الفنيين و اللاعبين ، و ذلك للأداء الرجولي المتميز بـ "الحس الوطني العالي" ، و لا ندري من سيكلف خاطره و يتشكر الجماهير السورية على الحس الوطني العالي الذي تمتعت به ، ولا ندري من سيعتذر لها بعد ذرفها لدموع الخيبة مجدداً و مجدداً و عاماً بعد عام .
فيك الخصام و أنت الخصم و الحكم !
بعد الاجتماع مع القيادة الرياضية ، عقد اتحاد الكرة اجتماعه الخاص و ذلك في مقره يوم الأحد الماضي .
و في البداية أكد رئيس اتحاد كرة القدم فاروق سرية على أنه "راض" عن ما قدمه المنتخب الوطني في الدوحة ، مشيراً إلى تكريم قريب بمباركة من القيادة الرياضية .
و بحكم العادة فإن الخطط و الاستراتيجيات و المناهج و تشكيل اللجان و الدراسة ..، كانت أموراً جوهرية و حضرت بقوة في هذا المؤتمر .
و أشار سرية إلى أن اتحاد الكرة لا يتهرب من المسؤولية على الرغم من أن وجودهم على رأس الهرم الكروي لا يتعدى الشهور الأربعة !.
و أوضح السرية أن المدرب الروماني تيتا تمتع بالصلاحيات الكاملة و لم يستطع التدخل كون تيتا تفرد بالقرار و تحمل مسؤوليته رغم التحفظ على بعض قراراته .
و رغم تحميل سرية الاتحادات السابقة وزر تردي الكرة السورية ، و الغمز من قناة تيتا و تفرده بالقرارات و بالتالي تسببه بالأخطاء ، فإن رئيس الاتحاد فتح الباب أمام تيتا للبقاء على رأس الإدارة الفنية للمنتخب بعد أن أكد على أن اتصالات كثيرة تجري لاستقدام مدرب جديد للمنتخب مع العلم أن اسم المدرب الروماني مطروح كأي مدرب آخر ! .
سرية أكد على أن اتحاد الكرة "غني" و قادر على إقامة المعسكرات و استقطاب مدربين أجانب على مستوى عال وووو ..!، فبما أننا نملك كل هذه الأموال ، لماذا تسولنا معسكرات على حساب كوريا الجنوبية و الإمارات ؟ ، و لماذا ذهبنا إلى بطولة قارية بمعالج فيزيائي .
تخبطات و تناقضات كثيرة حواها تصريح رئيس الاتحاد ، فمن لوم تيتا على تمسكه برأيه و تفرده به ، إلى اعتباره أفضل الموجودين في ذلك الوقت ، إضافة إلى عدم إمكانية الاستعانة بمدرب وطني لصعوبة عمل أيمن الحكيم كمساعد لمدرب وطني !.
من جهة أخرى فقد حمل سرية وسائل الإعلام مسؤولية إقالة فجر ، كون الإقالة كانت مطلباً جماعياً ، و السؤال الذي يطرح نفسه ، إذا ما أجمعت وسائل الإعلام و الجماهير على ضرورة استقالة اتحاد الكرة فهل سيستقيل السرية ؟!.
عقود مضت و لازالت الأسماء تكرر ذاتها ، حتى حفظتها كرتنا عن ظهر قلب ، و رغم كل هذه السنوات ، فيجب علينا أن لا نستعجل عمل اتحاد لم يمض على استلامه سوى أربع شهور !.
و شهد شاهد من أهله !
مع تأكيد رئيس الاتحاد على جهله بسبب هروب المدرب راتومير دويكوفيتش حتى الآن ، خرج الدكتور عمار عوض (حطين – المنتخب الوطني) الخبرة الكروية السورية المغتربة بتصريح مفاده أن هروب راتومير يعزى إلى مماطلة الاتحاد بتأمين كادر طبي متكامل ، فآثر راتومير الانسحاب بعد تأكده أن "لا حياة لمن تنادي" .
و أضاف العوض الذي سبق له أن مثل منتخبنا الوطني في العديد من المناسبات أن أحوال الكرة السورية على وجه العموم و المنتخب السوري و مشاكله على وجه الخصوص هي ذاتها و لم تتغير منذ ثلاثين عاماً ! .
و في نفس السياق أكد قائد منتخبنا الوطني فراس الخطيب أن الحسنة الوحيدة في مشاركتنا الأخيرة هي الجمهور السوري الرائع إضافة إلى أن المنتخب كسب لاعباً رائعاً هو سنحاريب ملكي .
و شأنه شأن العوض ، أشار الخطيب إلى أن المنتخب الوطني لم يتطور قيد أنملة منذ عشرة أعوام إلى الآن ، و أكد الخطيب على ضرورة تهيئة كل الظروف اللازمة للاعبين لكي يقدموا أفضل ما عندهم لا أن ينشغلوا بالـ "الجوارب" أو "التجهيزات" .
من جهة أخرى و بعد أن أقر الاتحاد الرياضي العام في بيانه ما يلي :" على ضوء ما يقدمه اتحاد كرة القدم من أفكار ونتائج ومقترحات من خلال اجتماعاته المفتوحة طيلة هذا الأسبوع سيقوم المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي بتشكيل لجنة من الخبرات الوطنية والفنيين العاملين بكرة القدم والمشهود لهم بالكفاءة مهمتها دراسة طلبات ومقترحات اتحاد الكرة واستخلاص النتائج من مشاركة منتخبنا الوطني الأخيرة بالدوحة والعمل على تقديم كل الدعم والمساعدة للاتحاد لتنفيذ خططه وبرامجه بشكل عام وخطة إعداد تحضير المنتخبات الوطنية لكرة القدم بشكل خاص".
أكد سرية في اجتماع اتحاد الكرة عدم صحة هذه الفقرة ، إلا أن اللواء موفق جمعة عاد ليؤكد على صحتها وفقاً لما نشرته صحيفة الرياضية .
المضحك المبكي أن عضو المكتب التنفيذي صلاح رمضان ، وافق السرية على عدم صحة هذه الفقرة عندما شارك في اجتماع اتحاد الكرة مشيراً إلى أنها "خطأ مطبعي" علماً أنه كان أحد أطراف اجتماع الاتحاد الرياضي الذي خرج بالبيان الصحفي الذي يحتوي الفقرة السابقة !.
إلى متى .. ؟!
لن نتهم أحداً بالكذب و لن نصف من يبكي بأنه تمساح ! ، و لكن جماهير الكرة السورية من حقها أن تطالب بوجوه شابة و خبيرة - و هم كثر في بلدنا - قادرة على الارتقاء و لو قليلاً بالكرة السورية .
على فرض أن الأسماء التي تعاقبت على إدارة كرتنا السورية عملت و اجتهدت و حاولت بالطريقة التي وجدتها صائبة بالنسبة لها ، أما أن الأوان لها لتستريح ؟ ، أم أنها تمتلك أصواتاً تطالبها بالبقاء ، رغم أن أصوات الجماهير السورية "بحت" و هي تطالبها بالرحيل !.
لم يبق في النهاية سوى أن نشير إلى أن التطور و التقدم و الارتقاء ، أمور تحتاج إلى عمل دؤوب و ضمير صاح و تخطيط سليم ، لا إلى لجان و مناقشات و دموع , فما بكاه السوريون يكفي !.
-------------------------------------------
ان كنت لا تستحي فافعل ما شئت