ما هو الشعر ؟
- عُرّف الشعر بأنه كلام موزون مقفىّ (للشعر العربي)، دالٌ على معنى، ويكون أكثر من بيت.
- وقال بعضهم: هو الكلام الذي قصد إلى وزنه وتقفيته قصداً أولياً، فأما ما جاء عفو الخاطر من كلام لم يقصد به الشعر فلا يقال له شعر، وإن كان موزونا.
- ويقول ابن خلدون فيه:
[ هو كلام مفصل قطعاً قطعاً متساوية في الوزن، متحدة في الحرف الأخير من كل قطعة، وتسمى كل قطعة من هذه القطعات عندهم بيتاً، ويسمى الحرف الأخير الذي تتفق فيه رَوِيّا وقافية، ويسمى جملة الكلام إلى آخره قصيدة وكلمة، وينفرد كل بيت منه بإفادته في تراكيبه، حتى كأنه كلام وحده، مستقل عما قبله وما بعده، وإذا أفرد كان تاماً في بابه في مدح أو نسيب أو رثاء.]
الوصف:
وهو من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي، حيث طرقوا به كل ميدان قرب من حسهم أو إدراكهم أو قام في تصورهم، ولذا لم يكن عجيباً أن يقبل الشعراء أكثر من إقبالهم على أي غرض، فلقد وصفوا الرياض والأشجار والبحار والأنهار، وكل مظهر من مظاهر القبح والجمال أثار في نفوسهم إعجابا أو إنكارا.
كقول البحتري يصف إيوان كسرى :
صنتُ نفسي عمَّا يدنس نفسي *** وترفعت عن جدا كل جبسِ
المدح :
وهو فن أصيل في الشعر العربي، عرفت شأنه فيما سلف، وقد سار الشعراء في مدحهم على سنن أسلافهم، وسار الممدوحون على طريق من سبقهم في إجزال الهبات والمنح ولذا بلغ الشعر منزلة حسنة، ثم إن الشعراء اهتموا بالمعاني السامية والصفات الحميدة، ككَرم النفس وسماحة الخلق، وكالعفة، وبعد النظرة وعمق الخبرة، والدهاء، وما إلى ذلك مما يناسب ذوق العصر ويرتاح له الممدوح.
وقامت حملات ضد شعراء المناسبات، فأخذ الآراء يتجافون عن سبيله قليلاً رغم وقوف فحول الكاتبين والناقدين في وجه تلك الحملات، ثم إن شعراء المدح قد عنوا بمدح النبي صلى الله علية وسلم فأكثروا من ذلك، حتى إنك لا تكاد تجد شاعرا إلا وله في ذلك أكثر من قصيدة، كالبوصيري :
أمن تذكر جيراناً بذي سلم **** مزجت دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ
الرثاء:
من الأغراض الأصيلة في الأدب العربي، وهو أكتر اتصالا بالمشاعر الإنسانية بعامة، ولذا نجده يزدهر في العصر الحديث أكثر منه في غيره، فلقد رثى الشعراء العلماء والزعماء والأقربين، كما رثوا المدن والدولة، مثل ما صنع الأندلسيون مثلا، إلا أنهم أكثروا من ذلك وأطالوا فيه، كصنيع شوقي في رثاء المدن التركية، ورثاء الخلافة، وقد يرثي الشخص بأكثر من قصيدة؟ كصنيع حافظ إبراهيم حين رثى الإمام محمد عبده بخمس قصائد، كرثاء جرير لزوجته :
لولا الحياء لهاجني استعبار **** ولزرت قبرك والحبيب يُزار
الغزل:
وهو من الفنون التي كان لها شأن عند العرب فيصفون مشاعرهم تجاه المحبوبة ، وهو في العصر الأموي انقسم إلى غزل عفيف ( عذري ) يتدله الشاعر بالمحبوبة ولا يفحش ولا يتركها مثل قول المجنون :
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وغزل صريح وهو الغزل العمري نسبة لعمر بن ابي ربيعة .
الفخر والحماسة:
وهذان غرضان كان لهما شأن جليل في شعر نا حيث الشاعر يمجد البطولة والشجاعة والفروسية كما نجد في شعر عنترة والمتنبي وأبي فراس الحمداني ، كقول عنترة :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها *** قيل الفوارس : ويك عنتر أقدمِ
الهجاء:
وهو من الأغراض التي قل شأنها في هذا العصر، حيث ترفع عنها الشعراء، وبخاصة الهجاء الشخصي، اللهم إلا ما ندر، وهو متعفف في لفظه، ومنه هجاء أعداء الأمة، وأعداء الإسلام، كهجاء الاستعمار ورجاله، وهو كثير في شعر محرم وحافظ وغيرهما.
وإذا هجوا الأشخاص عابوهم بأخلاقهم وصفاتهم الخُلُقية والنفسية، كصنيع شوقي حين هجا مصطفى كمال التركي.
وقد يأتي منهم ما يخالف ذلك ولكنه يكون على سبيل التندر ومنه قول حافظ إبراهيم في هجاء كتبي:
منه الوقايةُ والتَجَليدُ للكُتُبِ **** أديمُ وجهِك يا زنديقُ لو جُعِلَتْ
ولا تُخَافُ عليها سَطْوةُ اللَهبِ **** لَمْ يَعْلُها عنكبوت أينما تُرِكَتْ
الشعر الوطني:
وهو الشعر الذي يصور آلام المواطنين، وآمالهم ونظرتهم إلى المستعمرين وأعداء البلاد، ولذا نجده يمتزج ببعض شعر الهجاء، وهو ممتد من العصور القديمة حتى أيامنا ، كقصائد المتنبي ( الحدث الحمراء ) و قصائد ابي تمام ( فتح عمورية ) ، كقول أبي تمام :
فتح الفتوح تعالى أن يجيط به **** نظم من الشعر أو نثر من الخطب
الشعر الاجتماعي:
ويعدونه من الأغراض الجديدة رغم وجود شيء من ذلك في أيام العباسيين ومنه ما نقرؤه في شعر المعري وشعر أبي العتاهية كقوله :
من مبلغ الإمام عني *** نصائح متتالية
أن الرعية في ضيقٍ *** والأسعار غالية .
غير أن شعراء العصر الحديث قد أكثروا من نظم الشعر في أحوال المجتمع، والدعوة إلى إصلاح ما فسد من أوضاعه، فتحدثوا عن الفقر وأسبابه، وعن الخيانة لدى المهندسين والأطباء والعلماء والفقهاء وغيرهم، كما تحدثوا عن الخرافات وسيطرتها على المجتمع، ونظموه في تعليم الفتاة وبناء الجمعيات وإمدادها، وغير ذلك.