ثورة فيسبوك وثورة قناة الجزيرة

ما معنى أن تثور لتستبدل علماني بعلماني أو فاسداً بفاسد !
الثورة هي لأجل تغيير الوضع الراهن بوضع جديد ، والثورة قد تكون تغييراً للأفضل أو للأسوأ ، هذا ما تعلمناه من التاريخ
والثورات على ضربين ، ثورات تقليدية تقودها النخب ، وثورات تكون من خلال القوات العسكرية .
اليوم نحنُ نمر بنوع جديد لمفهوم الثورة ، فهناك ثورة تقودها قنوات الإنترنت ويدعمها الإعلام الموجه غربياً من خلال قناة تم إعدادها بدهاء غربي منقطع النضير ، وهي قناة محلية إلا أنها تدس السم بالعسل لتمرير أهداف غربية (قناة الجزيرة القطرية ) ، إلا إن استطعنا الفصل بين قناة الجزيرة وقطر !

الثورة الصادقة ثورة عفوية ، فعندما ثار أهل فلسطين رافعين الحجر لم تكن ثورتهم ثورة فيس بوك ولا قناة الجزيرة ، كانت ثورة حقيقية خرجت من صدور الناس ، ورغم ذلك قطف ثمرتها من لم يهتم بأمر أهلها !
واليوم هناك ثورة الفيس بوك ، فقد تم ضرب الموعد ونشره من خلال الإعلام الإنترنتِ والفضائي لتحديد يوم الثورة المصرية الأمريكية ، تقودها صفحات الإنترنت وتؤججها قناة الجزيرة ، والهدف المعلن التغيير ، إلا أن هذا التغيير مجهول الهوية ، وليس معلوم الغاية !
فإلى ماذا تهدف الثورة المصرية من التغيير ؟!
لم نسمع مطالبات بتطبيق الشريعة في وقت باتت الحكومة المصرية حكومة تعمل تحت إمرة الكنيسة القبطية بينما تكبل الإسلام وتزيد من التضييق عليه ، والشعب يعزي نفسه بمصابه في إخوانه النصارى !

المثل الفرنسي يقول ( الشعوب تستحق حكامها ) والشعوب هي الشعوب والحكام الذين يتم المطالبة بتغييرهم هم الحكام الذين تسعى الثورة لجلبهم ، فما الذي تغير غير أن الثورة ثورة غوغائية بلا هدف !
إذاً البداية من تونس مروراً بمصر ثم غيرها من الشعوب التي وضعت على أجندة التغييرات الغربية ، لأهداف لا زالت خفية ، فهل هي لتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد ؟ ، أم استبدال عملاء علمانيون بعملاء بمسبحة ولحية قصيرة لزوم المرحلة !
يساعد على ذلك تركيبة الشعوب ، والشعوب تختلف من بلد إلى بلد ، فهناك شعوب غوغائية بطبعها ومن السهولة أن تنقاد إلى المسلخ وهي لا تدري أنها ستسلخ ، رغم أنها قد مرت بذات التجربة ، إلا أن ميلها للغوغائية الذي طبعت عليه يحول بينها وبين إعادة عرض مشاهد التاريخ القريب لتتعظ ، ولب المشكلة أن القيادات الشعبية هي قيادات ذات مصالح ذاتية ، فتستخدم الشعب لتلبية هذه المصالح ، ومصالحها مرتبطة بمصالح غربية .
فعندما ترفع هذه القيادات شعارات الإسلام يثور الشعب ليطالب بالإسلام ، وعندما ترفع هذه القيادات المطالبة برغيف الخبز يثور الشعب ليطالب برغيف الخبز ، فأصبحت الثورة هدفها الثورة دون التفكير لما تثور هذه الشعوب !

إذاً هي شعوب ثائرة لأجل أي شيء ترفع شعاره تلك القيادات العميلة التابعة لأمريكا ، وكل شيء قابل للتصديق إلا أن تكون أمريكا تبحث عن ما ينفع المسلمين ، لأن تصديق هذا الأمر تكذيب للإسلام ، والإسلام لا يكذب !
وكل شيء قابل للتصديق إلا إن تكون هذه الثورات لاتعمل من خلال ريموت كنترول يوجهها من سرادق البيت الأبيض !
كل شيء قابل للتصديق إلا أن نصدق أن اللص الذي سرق زرعنا قد روى أرضنا !