بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الكتاب جمعٌ لدررٌ من الحكمِ والأقوالِ اخترْتُ لكم منها:
وسيكون ذلك على أجزاء
في العقل ورفض الهوى:1 - رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
{مَا اكْتَسَبَ الْمَرْءُ مِثْلَ عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إلَى هُدًى، أَوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدًى}.
2 -قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: ( أَصْلُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ ).
3 - قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: ( مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ أَحَدًا عَقْلاً إلا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْمًا مَا ).
4 - قَالَ أَنُوشِرْوَانَ لِبَزَرْجَمْهَرَ: أَيُّ الاشْيَاءِ خَيْرٌ لِلْمَرْءِ ؟
قَالَ: عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ.
قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ؟ قَالَ: فَإِخْوَانٌ يَسْتُرُونَ عَيْبَهُ.
قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ؟ قَالَ: فَمَالٌ يَتَحَبَّبُ بِهِ إلَى النَّاسِ.
قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ؟ قَالَ: فَعِيٌّ صَامِتٌ.
قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ؟ قَالَ: فَمَوْتٌ جَارِفٌ.
5 - قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:
(أَخَافُ عَلَيْكُمْ اثْنَيْنِ: اتِّبَاعَ الْهَوَى وَطُولَ الأمَلِ، فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنْ الْحَقِّ، وَطُولَ الأمَلِ يُنْسِي الآخِرَةَ.)
6 - قِيلَ فِي الْمَثَلِ: الْعَقْلُ وَزِيرٌ نَاصِحٌ، وَالْهَوَى وَكِيلٌ فَاضِحٌ.
***********************************************************************
في فضل العلم:7 – قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَاَلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}
فَمَنَعَ الْمُسَاوَاةَ بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْجَاهِلِ لِمَا قَدْ خُصَّ بِهِ الْعَالِمُ مِنْ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا يَعْقِلُهَا الا الْعَالِمُونَ}.
فَنَفَى أَنْ يَكُونَ غَيْرُ الْعَالِمِ يَعْقِلُ عَنْهُ أَمْرًا، أَوْ يَفْهَمُ مِنْهُ زَجْرًا.
8 - رَوَى أَبُو أُمَامَةَ قَالَ: {سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا عَالِمٌ وَالآخَرُ عَابِدٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:
فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ رَجُلاً}.
9 - قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِبَنِيهِ :
يَا بَنِيَّ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنْ كُنْتُمْ سَادَةً فُقْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ وَسَطًا سُدْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ سُوقَةً عِشْتُمْ.
10 - بَيَّنَ الإمام الشَّافِعِيُّ فَضِيلَةَ كُلِّ علمٍ فَقَالَ:
مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ،
وَمَنْ تَعَلَّمَ الْفِقْهَ نَبُلَ مِقْدَارُهُ،
وَمَنْ كَتَبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ،
وَمَنْ تَعَلَّمَ الْحِسَابَ جَزَلَ رَأْيُهُ،
وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ رَقَّ طَبْعُهُ،
وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عَمَلُهُ.
11 - قَالَ بَعْضُ الأدَبَاءِ: كُلُّ عِزٍّ لاَ يُوَطِّدُهُ عِلْمٌ مَذَلَّةٌ، وَكُلُّ عِلْمٍ لاَ يُؤَيِّدُهُ عَقْلٌ مَضَلَّةٌ.
12 - قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرِ بْنُ أَبِي سُلْمَى:
لَوْ كُنْت أَعْجَبُ مِنْ شَيْءِ لأَعْجَبَنِي *سَعْيُ الْفَتَى وَهُوَ مَخْبُوءٌ لَهُ الْقَدَرُ
يَسْعَى الْفَتَى لِأُمُـورٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا* وَالنّـَفْسُ وَاحِدَةٌ وَالْهَمُّ مُنْتَشِرُ
13 - حُكِيَ عَنْ فِيثَاغُورْسَ فِي وَصَايَاهُ الْمَرْمُوزَةِ أَنَّهُ قَالَ:
" احْفَظْ مِيزَانَك مِنْ الْبَذِيءِ، وَأَوْزَانَك مِنْ الصَّدِيءِ."
يُرِيدُ بِحِفْظِ الْمِيزَانِ مِنْ الْبَذِيءِ حِفْظَ اللِّسَانِ مِنْ الْخَنَا، وَحِفْظِ الأوْزَانِ مِنْ الصَّدَى حِفْظَ الْعَقْلِ مِنْ الْهَوَى.
14 – قَالَ حَكِيمُ الرُّومِ: الْخَطُّ هَنْدَسَةٌ رُوحَانِيَّةٌ، وَإِنْ ظَهَرَتْ بِآلَةٍ جُسْمَانِيَّةٍ.
وَقَالَ حَكِيمُ الْعَرَبِ: الْخَطُّ أَصْلٌ فِي الرُّوحِ وَإِنْ ظَهَرَ بِحَوَاسِّ الْجَسَدِ.
15 - قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ الْعِلْمِ أَنْ لاَ تَتَكَلَّمَ فِيمَا لاَ تَعْلَمُ بِكَلاَمِ مَنْ يَعْلَمُ فَحَسْبُك جَهْلاً مِنْ عَقْلِك أَنْ تَنْطِقَ بِمَا لاَ تَفْهَمُ.
********************************************************************
في أَدَبُ النَّفْسِ:16 – قَالَ أَزْدَشِيرُ بْنُ بَابَكَ:
مِنْ فَضِيلَةِ الأدَبِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، وَمُتَزَيَّنٌ بِهِ فِي كُلِّ مَكَان، وَبَاقٍ ذِكْرُهُ عَلَى أَيَّامِ الزَّمَانِ.
17 - حَكَى الأصْمَعِيُّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِابْنِهِ:
يَا بُنَيَّ الْعَقْلُ بِلاَ أَدَبٍ كَالشَّجَرِ الْعَاقِرِ، وَمَعَ الأدَبِ دِعَامَةٌ أَيَّدَ اللَّهُ بِهَا الألْبَابَ، وَحِلْيَةٌ زَيَّنَ اللَّهُ بِهَا عَوَاطِلَ الأحْسَابِ.
18 - أَنْشَدَ الاصْمَعِيُّ:
وَإِنْ يَكُ الْعَقْلُ مَوْلُودًا فَلَسْتُ أَرَى ** ذَا الْعَقْلِ مُسْتَغْنِيًا عَنْ حَادِثِ الأدَبِ
إنِّي رَأَيْتُهُمَا كَالْمَاءِ مُخْتَلِطًا بِالتُّرْبِ ** تَظْهَرُ مِنْهُ زَهْرَةُ الْعُشَـــــبِ
وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَتْهُ فِي مَـــوَالِدِهِ ** غَرِيزَةُ الْعَقْلِ حَاكَى الْبُهْمَ فِي الْحَسَبِ
19 -قَالَ صلى الله عليه وسلم:
{أَعْدَى أَعْدَائِك نَفْسُك الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْك، ثُمَّ أَهْلُك، ثُمَّ عِيَالُك}.
20 - قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
مَنْ قَوِيَ عَلَى نَفْسِهِ تَنَاهَى فِي الْقُوَّةِ، وَمَنْ صَبَرَ عَنْ شَهْوَتِهِ بَالَغَ فِي الْمُرُوَّةِ.
***********************************************************************