منتدى كلية الآداب في جامعة تشرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا يا.. زائر .. نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات برفقتنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدخول الأعضاء
طائفتي سوري

المواضيع الأخيرة
» علاء العيد ع قبال المية
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف اشتياق الروح السبت يوليو 25, 2015 8:28 am

» وينك...شو صاير ماحدا عم يدخل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف اشتياق الروح السبت يوليو 25, 2015 8:17 am

» ارجعو بقاااااااااااا
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف اشتياق الروح السبت يوليو 25, 2015 8:10 am

» سليمى ................
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأربعاء ديسمبر 24, 2014 10:20 pm

» إذا تأخر الزوج؟؟؟؟
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف kasem22 الخميس ديسمبر 18, 2014 10:55 pm

» الآية التي جمعت حروف اللغة العربية .....
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأربعاء نوفمبر 05, 2014 5:21 pm

» مساااا الخيرر
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف shireen الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:36 am

» مساااا الخيرر
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف shireen الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:36 am

» حذار .....
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الإثنين نوفمبر 03, 2014 5:50 am

» برنامج الدوام أدب إنكليزي
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف idris الثلاثاء أكتوبر 14, 2014 7:13 am

» لا تسأليني ....
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأحد أغسطس 31, 2014 5:37 am

» سجل حضورك بأسم شخصية تاريخية تاثرت بها ....!!!!
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف هبة 1990 الإثنين يوليو 14, 2014 10:14 am

» الى إدارة قسم اللغة الفرنسية في جامعة تشرين
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف nedalo الإثنين مايو 26, 2014 5:31 am

» يا حبيبي .........
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأربعاء أبريل 23, 2014 4:02 am

» رباه ...!!
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأربعاء أبريل 23, 2014 3:56 am

» رقَّ الفـؤَادُ .........
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأربعاء أبريل 16, 2014 4:52 am

» ابن الرومي - هجاء
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الأربعاء أبريل 16, 2014 4:46 am

» معشوقتي ذرة الكربون
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الثلاثاء أبريل 15, 2014 3:18 am

» كأسٌ من سراب
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن الثلاثاء أبريل 15, 2014 3:09 am

» تناقض الصور
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف nedalo الإثنين مارس 31, 2014 1:52 am

» افتتاح مكتبة سيناتور
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف nedalo الإثنين مارس 31, 2014 1:41 am

» وطني يتضائل
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف nedalo الإثنين مارس 31, 2014 1:38 am

» قبلة حميمية
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف غسان حسن السبت مارس 15, 2014 5:41 am

» أيمت الدوام يا شياب
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف 7moda.3an الأربعاء مارس 05, 2014 2:04 am

» أرقام مدرسين خصوصيين
واقع التعليم في سوريا Emptyمن طرف احمد رامز الأحد فبراير 23, 2014 10:37 pm


 

 واقع التعليم في سوريا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rafaat
مشرف قسم الحقوق
مشرف قسم الحقوق
rafaat


ذكر
الجدي عدد المساهمات : 369
نقاط : 5352
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
العمر : 33
الموقع : اللاذقية - دمشق
المزاج : محشش

واقع التعليم في سوريا Empty
مُساهمةموضوع: واقع التعليم في سوريا   واقع التعليم في سوريا Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 9:12 pm

إذا كان التعليم بخير فلنعلم أنّ المجتمع بخير, هذه المقولة تبين لنا أثر العملية التعليمية الواضح ودورها الكبير في بناء الإنسان المتعلم الواعي , لأنّ الإنسان هو أساس الحياة ومنطلقها, وانطلاقاً من هذا المبدأ فإنّ جميع المجتمعات تسعى إلى تحسين برامجها التعليمية و تطوير سياساتها التربوية و مناهجها العلمية كما وتعمل على تأمين متطلبات العملية التربوية من خلال تأمين البنية التحتية ومستلزماتها , من كوادر تدريسية مدربة ومؤهلة ومناهج دراسية تحقق النفع والفائدة للطلاب وتكسبهم الخبرة العلمية و العملية.

- ولقد أصبح التعليم في عالمنا المعاصر وظيفة أساسية من وظائف الدولة تضطلع بها كما تضطلع بشؤون الدفاع والأمن والقضاء والصحة وغيرها ولم تعد الدولة تطمئن إلى ترك التعليم لنشاط الأفراد والمؤسسات والهيئات كما كانت عليه الحال من قبل كما أنّ كثيراً من الدول المتقدمة لم تعد تكتفي بالمدة التي كانت مقررة للتعليم الإلزامي وإنما زادت تلك المدة حتى أصبحت تشمل جانباً من المرحلة الثانية , أو المرحلة الثانية بأكملها كما هي الحال في بعض البلدان.



- هذا وقد سعيت في هذا البحث بعد أن عرضت لمحة موجزة عن تطور التعليم في سوريا إلى التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمنهاج لكي يلائم احتياجات العصر وما لهذا المنهاج من دور كبير في بناء فكر الإنسان , كما تطرقت إلى التعرف على فحوى العلاقة القائمة بين الطلاب والمدرسين , والتي يجب أن تكون علاقة حميمة وأنه يجب على المدرس أن يستخدم الأساليب التي تساعده على إيصال المادة العلمية إلى أذهان التلاميذ دون أيَّة عوائق, كما تمَّ الإشارة إلى بعض العقبات التي تواجه العملية التعليمية كالنقص في تأهيل الكوادر أو جمود بعض المواد الدراسية أو القلة في نوعية المعلومات على الرغم من الزيادة في الكم , أو النقص في الدعم المالي ... الخ.



ولقد حرصت في نهاية البحث على وضع بعض الحلول والمقترحات والتوصيات التي قد تساعد بشكل من الأشكال في تحسين العملية التعليمية, متمنياً أن أكون قد أصبت في وضع هذه الحلول والمقترحات .

أولاً: لمحة عن تطور التعليم في سوريا:

... كباقي القطاعات شهد التعليم في سوريا تطوراً ملحوظاً طال بنيته التحتية والمناهج والأساليب المستخدمة وخاصة في السنين العشر الأخيرة .

فقد كان التعليم في سوريا في أوائل السبعينيات مرَكّز في المدن ولم يكن بهذه السوية التي هي عليه الآن , فقد كان الريف السوري بشكل عام بعيد كل البعد عن قطاع التعليم إلا ما ندر,وقد انطلق التعليم أول ما انطلق من المساجد حيث كانت يعقد فيها حلقات العلم . بدايةً كانت مخصصة لتعليم أحكام القرآن الكريم وتلاوته والحديث الشريف والفقه إلى أن بدأت مع بداية النهضة العربية التوسع في هذه الحلقات لتشمل بعض العلوم كالقراءة والحساب والفلك والطب وغيرها ... وتشكلت ما يسمى "الكتاتيب".

- والكتّاب:"منشأة تعليمية غير مقسمة إلى مراحل , تحتل عادةً حجرة واحدة في أحد المساجد يؤمها تلاميذ متباينين في أعمارهم ومراحل نموهم لتعلم قراءة القرآن وحفظه والإلمام بمبادئ الكتابة والحساب", وقد بقيت نماذج لهذه المنشأة التعليمية في بعض مناطق القطر حتى أوائل عهد الاستقلال.(1)

وعندما كانت سوريا خاضعة للدولة العثمانية لم يتغير التعليم عما كان عليه في الكتّاب من حيث نوعه وإنما امتاز عليه في مستواه بالنسبة إلى جميع المواد التي تُدرس كاللغة العربية ومبادئ الحساب والعلوم الدينية وغيرها .

وفي أعقاب سقوط الإمبراطورية العثمانية وبداية عهد الانتداب الفرنسي تعرض التعليم في سوريا لنفوذ فرنسي قوي إلى حد بعيد أثر في أنظمته وأهدافه وذلك لكي تتمكن سلطات الانتداب من السيطرة التامة على شؤون التعليم وتوجيهها وفق أغراضها السياسية والاقتصادية والعسكرية فلقد أصبح النظام المدرسي في القطر صورة للنظام القائم في فرنسا,وجاء نيل الاستقلال حافزاً على تطوير الخدمات التعليمية وازداد عدد المدارس والتلاميذ زيادة كبيرة, وذلك ليس لأن التعليم ضرورة إنسانية حيوية وعنصر أساسي من عناصر البناء الاجتماعي وركيزة لا غنى عنها في بناء القاعدة الاقتصادية فحسب , بل من خلال إدراك أن قضية التربية هي بحق القضية الأم والمرتكز لكافة قضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية .(2)

وقد أصبح التعليم في سوريا إلزامي في مرحلة التعليم الأساسي ومجاني في جميع مراحله بما فيها التعليم الجامعي و ذلك في محاولة لإنتاج وتنشئة أجيال متعلمة وواعية من الشعب السوري تكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها .

- وهكذا نرى أن التعليم أصبح قطاعاً هاماً من القطاعات التي تساهم في عملية التطوير والتحديث التي يسعى إليها الجميع حيث يشكل التعليم الرافد الأساسي للكوادر التي ستحمل وستنهض بأعباء التطور والتقدم وتشكل الدعائم الأساسية له.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- مشارقه.محمد زهير,مشكلة التعليم الإلزامي في سوريا,المؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية,دمشق 1985,ص:21.

2- م.س.ن.

ثانياً: مناهج التعليم... هل حقاً تبني فكراً ؟!:



- يقول / رسل كوبر/: "إذا أردت أن تعرف ثقافة مجتمع من المجتمعات فانظر إلى المدارس فيها", وإذا أردنا أن نفهم عبارة كوبر بدلالتها غير المباشرة فهي لاشك تضع على المدرسة مسؤولية كبرى في إنهاض المجتمع, وتحمّل مناهج التربية والتعليم فيها ثقيل الأحمال بما يجب أن يُخلّفه في الأفراد من دفع نحو الصالح العام ومحاولة للارتفاع بالمستوى البشري للدولة في العلم والثقافة والسياسة والأخلاق والاقتصاد والأخلاق والقوة المادية والمعنوية...الخ,مما يبني في نهاية المطاف كياناً محترماً للدولة بين الدول والأفراد بين أمثالهم من الأجانب.(3)

- وإذا نظرنا نظرة تحليل و تمحيص على المنهج الدراسي الذي تضعه المدرسة لتلاميذها, فإننا نجد أن أهم ما يقوم عليه هذا المنهج يتلخص فيما يأتي:

1- الأهداف التربوية التي يقصد إليها من وراء تدريس المنهج.

2- المادة الدراسية التي يراد للتلاميذ معرفتها وفهم حقائقها والوقوف على أسرارها من أجل تحقيق الأهداف التربوية.

3- النشاط والتدريبات التي يُقصد القيام بها لتحصيل المادة الدراسية.

4- مسالك الضبط والتهذيب والطريقة التربوية التي يسلكها المدرس.

5- تقويم نتائج التحصيل التربوي والخبرات التعليمي التي اكتسبها التلاميذ .

... وهذه العناصر جميعها ترجع إلى الثقافة وتتصل بها لسبب من الأسباب.(4)



- هذا و يعوَّل على مناهج التعليم في مدارسنا أنها بعيدة عن المحاكاة العقلية للطلاب

وتعتمد على السرد والتلقين , فنحن نلاحظ اليوم أن البرامج الرسمية المعتمدة في التدريس تشجع أكثر فأكثر على الاهتمام بالمواد العلمية والتقنية. لهذا التوجه ما يبرره بطبيعة الحال، أي ضمان حيّز من المعرفة وكم من الخريجين القادرين على تطبيق توجهات الدولة التنموية وعلى اللحاق بركب التكنولوجيا، أي تكوين طبقة من التكنقراط الطيعين والقادرين على ضمان فاعلية قصوى للنظام القائم , يمكن القول إذاً إن أحد الأهداف الرئيسة من وراء ذلك هو الحد من إمكانيات التفكير الفلسفي العقلاني أي الحد من إمكانيات التفكير في الأنا كإنسان وككائن اجتماعي،أي في نهاية الأمر الحد من إمكانيات الوعي بالذات.(5)

- ولقد أنشئت المدارس ودور التربية والتعليم وعضد المواطنون/عملوا على/ استمرار وجودها وأكدوا ضرورتها لتسد بمناهجها التربوية حاجات المجتمع وتعمل على إسعاده ونهضته, ومن ثم ولكي تكون هذه المدارس وتلك الدور ذات قيمة فيما قامت من أجله , فإنها دائماً تأخذ فلسفتها من فلسفة المجتمع وأهدافه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3- قورة. حسين سليمان, الأصول التربوية في بناء المناهج,طـ 5 ,دار المعارف,مصر,1977,ص:24.

4- م.س.ص:63.




- فهي إذاً مُلزمة بمن يقوم على شؤونها ويوجه سياستها وأن تدرس خصائص المجتمع الذي تخدمه وتتبنى صفاته المميزة لتكوينه ونظمه الاجتماعية والدينية والاقتصادية و الترفيهية وتتعرف فيه على الحاجات التربوية للشباب والصغار والكبار على السواء, ثم تبني مناهجها على أساس من هذه الدراسة ليكون تعاملها مع الأفراد مثمراً,وتكون خططها في تهذيبهم وتثقيفهم موسومة بسمة القبول منهم والنفع لمجتمعهم, ثم هي ملزمة أيضاً أن تتفاعل مع البيئة التي توجد فيها وتنتفع بما يكتنفها من إمكانات مادية وبشرية في تحسين برامجها والوصول إلى أهدافها بالنجاح الكامل.(6)

- ولقد كثرت العلوم وزادت المعارف وتنوعت الموضوعات وتضاعف عددها حتى صار من المتعذر على المرء الإحاطة بها جميعها واستيعابها كلها, وقد قيل"العلم أكثر من أن يؤتى على آخره فخذ من كل شئ أحسنه ".وهناك عدة شروط يجب مراعاتها عند اختيار أجزاء المادة التي يريد أن يلقيها المدرس على تلاميذه, وهي:

1- أن تكون صحيحة المعنى وإلا كانت قليلة الفائدة عظيمة الضرر بالتلميذ.

2- أن تكون مناسبة لمقدرة التلاميذ و للزمن المخصص.

3- أن تكون مبنية على المعلومات القديمة ومرتبطة بها تمام الارتباط.

4- أن تكون مقسمة تقسيماً تحليلياً ومرتبة ترتيباً منطقياً حتى يتسنى للمعلم الوصول بتلاميذه إلى الغاية التي يتوخاها بتدرج مطرد ومنظم.

5- أن تكون مشوقة للتلاميذ باعثة فيهم الرغبة في البحث والدراسة.

6- أن يكون الغرض من تعليمها تثقيف مدارك التلاميذ ورفع مستواهم العلمي.(7)

كما رأى ابن خلدون في مقدمته أنّ كثرة الاختصارات مخلة بالتعليم لأن فيها شغلاً كبيراً على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار التي صارت- عويصة- بتزاحم المعاني عليها وصعوبة استخراج المعاني منها وهذا من سوء التعليم حسب رأي ابن خلدون.

إن البعض من مناهج التعليم تعاني من النمطية والاقتصار على المواد التقليدية "رياضيات علوم، لغات.. الخ" بينما واقع العلوم ومتطلبات العصر تطرح المداخل المتعددة للمواضيع الهامة التي تتطلب اهتماماً خاصاً لتضمينها في المناهج المعاصرة مثلا:ً

- التقانة والمعلوماتية. - البيئة والتلوث وتدهور الموارد الطبيعية.
-التربية السكانية وفي هذا الصدد تعتبر سوريا من الدول الأكثر زيادة في السكان في العالم مما يؤثر هذا الأمر على عملية التنمية.

- الصحة والجنس والتوعية من الأمراض المصاحبة لها "مثال الإيدز".
- المخدرات والوقاية منها عن طريق التوعية.
- التربية الوطنية ووحدة المجتمعات وسلامتها واستقرارها. (8)

- التربية الأخلاقية وضبط السلوك وترسيخ المبادئ الأخلاقية والقيم الروحية.

* وهكذا نرى أن المناهج التعليمية يجب أن تدرس من جميع النواحي وتراعي كافة الاختصاصات وأن تصاغ بأسلوب سهل الفهم والإدراك من قِبل التلاميذ من أجل بناء أجيالٍ مستنيرة ومثقفة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6- قورة. حسين سليمان, الأصول التربوية في بناء المناهج,طـ 5 ,دار المعارف,مصر,1977,ص:24.

7- الصاوي.محمد,المنهاج القويم في أصول التربية والتعليم,طـ1,مطبعة القاهرة,مصر,1927م,ج1,ص:36.




ثالثاً: العلاقة بين الطلاب والمدرسين... مالها وما عليها؟

- بما أنّ المدرسين هم صنّاع الأمة الحقيقيون بقدر ما يبذلون من جهد وإخلاص في العمل التربوي المنوط بهم وفي تعليم أبنائها طبقاً للمناهج التعليمية التي يقومون على تدريسها فإنه من الواجب الأخلاقي والمهني عليهم إتباع أنجح الأساليب وأيسرها على التلاميذ في إيصال المعارف لهم بوضوحٍ تام لتحقيق النفع والفائدة العلمية لهم.

وفي ذلك يقول ابن خلدون:" إرهاف الحدِّ في التعليم مُضِرٌّ بالمتعلم،لأنه من سوء المَلَكَة ومن كان مُرَبّاه بالعسف سطا به القهر وضيق انبساط نفسه وذهب بنشاطها فدعا إلى الكسل, وحُمِلَ على الكذب والخُبث والمكر والخديعة خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه, وصار ذلك عادةً وفسدت معاني الإنسانية فيه من حيث الاجتماع و التمدن والمدافعة عن النفس والمنزل وكسلت النفس عن الفضائل انقبضت عن غايتها فارتكس وعاد أسفل سافلين". ويتابع ابن خلدون فيقول:"فينبغي للمعلم و الوالد ألا يستبدا على الأبناء في التأديب وألا يزيدا في ضربهم على ثلاثة أسواط"(9).

- وبما أنّ العملية التربوية تعد من أصعب وأعقد العمليات لما يشوبها من التأني و الروعة في إظهار ما يقوم به الطفل من أشياء سلبية قد تنعكس على مستواه التعليمي والتربوي ,لذا نجد أنّ أغلب دول العالم تسعى إلى تحسين سياستها التربوية في المدارس,إلى سياسة قائمة على المبادئ الديمقراطية في العمل التربوي والتعليمي في آنٍ واحد.



- وكما كثرت في الآونة الأخيرة شكاوي المدرسين من تطاول بعض الطلاب عليهم , وشغب بعضهم الآخر في الحصص الدراسية ,أو تكاثر الكثيرين منهم عن متابعة دروسهم ومذكراتهم و انشغالهم عنها بأمور أخرى صارفة,وقد أدت هذه العوامل إلى تدني المستوى الدراسي عند أغلبهم و عزا الكثير من المدرسين هذه الظواهر اللامسؤولة إلى غياب الرادع الذي يردع المخالف ويعيده إلى جادة الصواب,ووجد الكثيرين منهم ضالتهم المنشودة في العقوبة البدنية الغائبة عملياً و الحاضرة فكرياً, وأنها الدواء الشافي والبلسم المعافى الذي سيخفف من حمّى هذه الظواهر المَرَضية إن لم يقض عليها تماماً , ولكنهم يصطدمون في كل مرة بالنظم الحديثة الوافدة المانعة للضرب فأصبحت غلاً يطوِّق أعناق المدرسين وقيداً يشلّ حركتهم نحو تحقيق الأهداف المنشودة,هذا ويجب على المعلم باعتباره بمثابة الوالد للتلميذ أن يتحلى بالرفق مع تلاميذه إذا اضطر لاستعمال الضرب , لأنّ الرفق مطلوب في كلّ الأحوال وهو مع التلاميذ ألزم , والله رفيق يحب الرفق. (10)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9- ابن خلدون ,المقدمة.

10- عبد الحميد سليمان حمو:(التربية بالثواب والعقاب).مجلة العربي,الكويت,العدد:475,حزيران:1998, ص:64.



- وبما أن المدرس عاملاً مهماً عظيم الأثر في تربية الطفل وجب أن يكون متحلياً بالصفات التي يجب أن ينشئ عليها تلاميذه تاركاً الخصال التي يجب أن يتركوها لأنهم ألصق بهم من غيره ومن طبيعتهم التقليد والمحاكاة ، فإذا كان المربي على شيء من ذميم الصفات أخذها عنه النشء ولا تؤثر فيهم النصائح القولية فضلاً عن أن التناقض بين أقواله وأفعاله يكون أعظم العوامل تضليلاً لأذهان الأطفال وباعثاً لهم على الاعتقاد بأنه لا علاقة بين تلك النصائح القولية وبين المسيرة الفعلية , ولذا يجب أن يسبق إصلاح التلاميذ إصلاح نفس المعلم لأنه منهم بمثابة الطابع من الطين والعود من الظل , فلا تحسن الصورة والطابع رديء ولا يستقم الظل والعود أعوج .



- كتب عمر بن عتبة إلى معلم ولده فقال:" ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإنَّ عقودهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت ".(11)



- إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية وأنه يحتل مكان الصدارة بين العوامل التي يتوقف عليها نجاح التربية في بلوغ غاياتها، على اعتبار أنه لا يمكن الفصل بين مسؤوليات المعلم والمتغيرات الأساسية التي تتم في المجتمع ، ولذلك يجب العناية بالمعلم بحسن اختياره و بصحة تدريبه و بتنمية المسؤولية فيه و بتعزيز شأنه في المجتمع و أن يمتلك المعلم عدة مؤهلات أهمها أن يكون ذو فلسفة تربوية رشيدة وذو خبرة واسعة ثقافياً ومسلكياً ويمتلك وعي اجتماعي وأن يكون قادراً على توجيه العملية التربوية(12).



- ولكن واقع المعلمين اليوم هو جزء من واقع التخلف العربي العام , و تعاني المؤسسات التعليمية من مشاكل كثيرة منها تخلف المناهج , و طرق التدريس الخاطئة و عدم تأهيل و تطوير المعلمين بشكل مستمر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11- الصاوي.محمد,المنهاج القويم في أصول التربية والتعليم,طـ1,مطبعة القاهرة,مصر,1927م,ج1,ص:36.

12- مجلة جسور الثقافية:

رابعاً: الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأثرها على العملية التربوية:

- يعتبر المعلم هو محور العملية التعليمية، عنده ينتهي كل تخطيط تربوي ليقوم فـي نهاية المطاف بتفعيله...ونظرا لجسامة المهمة الملقاة على عاتقه، ينبغي أن يحضى بكامل الرعاية المادية والمعنوية وأن يتلقى التكوين المستمر الذي يسهل من مأموريته لكن الواقع الحالي في معظم الدول العربية غير ما يجب أن يكون عليه المعلم.

كما و تحتاج آثار هذه الظروف إلى دراسة مستقلة ومستفيضة لكي نحدد الأبعاد والمخاطر الكبيرة لهذه الآثار على العملية التربوية إذا استمر تكريسه في الوضع الحالي لذا سنعطي لمحة بسيطة ومختصرة وبطريقة وصفية لهذه الآثار:



إن الـحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فــي ســوريا تـمـر الآن فـي أزمة حقيقية تتجلى فــي زيادة الغلاء المعيشي وزيادة الفقر في المجتمع وظهور طبقة غنية تستأثر بقسم كبير من الدخل القومي هذا بدوره يؤثر على الوضع الاجتماعي من خلال التفسخ الاجتماعي وزيادة البطالة والأمية والجريمة وبالتالي الانهيار الثقافي من خلال عدم الاهتمام بالشؤون القومية والوطنية كل هذه النتائج تؤثر بشكل مباشر و غير مباشر على العملية التربوية والتعليمية وتزيد الأزمة في النظم التعليمية(13).

ويمكن أن نشير أيضاً إلى التعليم الخاص الذي جذب أفضل الكوادر التعلمية والهيئات التدريسية بالإغراء بالأجور الأفضل والوضع الأحسن , هذا طبعاً كان له الأثر الكبير في تراجع سوية التعليم الحكومي واقتصاره لطبقة محددة من الشعب ذوي الدخل المحدود , وهذه الظاهرة تستحق الاهتمام وخاصة بعد ميل فئة كبيرة من الشعب السوري نحو التعليم الخاص وأصبح سمة من سمات العصر سواء في المراحل التعليم الأساسية و الثانوية أو في المرحلة الجامعية , ونحن هنا لسنا ضد التعليم الخاص الذي له فضل في رعاية الكثير من الطلاب من حيث تأمين المدرسين الأكفاء والسعي إلى تحقيق أفضل النتائج بل نؤكد على ضرورة إفساح له المجال في الإسهام في عملية التنمية الشاملة والإسهام في نشر العلوم والمعارف وتبني المشاريع التعليمية لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع , ولكن شريطة ذلك ألا يؤثر ذلك على التعليم الحكومي وسويته بل أن يعملا معاً من خلال التنسيق في البرامج والأهداف والخطط التنموية التربوية والتعليمية .

- ولكي تتم العملية التعليمية وتكمل وظيفتها بشكل جيد علينا أن نوفر لها جميع الظروف والمستلزمات من بنية تحتية و أبنية مدرسية وكوادر تعليمية ذات درجة عالية من المهنية والإخلاص في إيصال الرسالة, كما تحتاج العملية التعليمية إلى موارد مالية لتغطية نفقاتها ومستلزماتها لتحقيق أكبر قدر ممكن وأكبر فائدة مرجوة للتلاميذ من خلال استخدام الأدوات التعليمية والوسائل التربوية الحديثة كالمخابر والمكاتب وقاعات الدراسة ...الخ.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

13- مجلة جسور الثقافية:



خامساً: العقبات التي تقف في وجه العملية التربوية والتعليمية:



- هناك الكثير من العقبات التي تواجه سير العملية التعليمية ابتداءً ببعض المناهج التي تقوم على السرد والتلقين مروراً بالأساليب التي يستخدمها بعض المدرسين في طريقة طرح المادة العلمية انتهاءً بالنظم التعليمية التي قد تعد عقبةً أمام سير العملية التعليمية.



- انتقل الآن إلي عقبات مثل ضعف التخصص والمهارة الشاقولية وعدم ارتباط التعليم بالنشاط الاقتصادي والصناعي وهي عقبات تواجه التعليم العالي بشكل أساسي, وإن إيجاد حلول لمشكلات التعليم العالي لا يمرّ بالضرورة عبر الجامعات الخاصة فالجامعات الخاصة في المجتمعات المحدودة الدخل والتي لا تمتلك مؤسسات اقتصادية كبرى ذات استثمارات واسعة ، تتجه فقط إلى الطلاب الذين ينتمون إلى الفئات الاجتماعية الميسورة أو شبه الميسورة،ولهذه الجامعات بالمقابل أهمية كبيرة في الدول المتقدمة نظراً لأن80 % من طلابها يستفيدون من منح متنوعة "من المؤسسات الصناعية أو البترولية أو الخدمية أو الزراعية أو من كبار الأغنياء"(14). ‏



كما أن هناك العديد من العقبات التي تقف في وجه العملية التربوية يمكن أن نوجزها

فيما يــــــــلــــــــــي:

1- من حيث المناهج:

- غزارة في الكم و محدودية في النوع .

- ضعف عام في اللغة العربية وفي اللغات الأجنبية.

2- من حيث الوسائل:

- ضمور في الأدوات التكنولوجية للاستفادة من مدخلات التعليم. ‏

- ضعف في وسائل تقييم المدرسين والطلاب. ‏

3- من حيث الأسلوب:

- تراجع التوجهات الخلاقة في العملية التدريسية .

- عدم تدريب متلقي التعليم على تبين الألوان الرمادية في الحوار ‏

وعلى الدقة في فهم النصوص.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

14- د.سامي الخيمي, لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا.

سادساً: التوصيات والحلول والمقترحات:



- من خلال بحثي واطلاعاتي السابقة ارتأيت أن هذه التوصيات و المقترحات يمكن أن تساهم بشكل من الأشكال في تحسين العملية التعليمية وتطويرها نحو الأصلح, وهــــي:



1- الاهتمام بالمناهج وتطويرها لتساهم في توسيع مدركات الطلاب بشكل عام وتنمي معارفهم ولتؤمن كوادر علمية عالمة بعلوم العصر ومتطلباته واحتياجاته.

2- التأهيل التربوي والتعليمي للمدرسين و إرشادهم لاستخدام الأساليب التربوية التي تساعدهم في بناء وصياغة أفكار الطلاب بالشكل الصحيح دون أية عوائق.

3- تنمية الفكر المبادر والتوجهات الخلاقة التي توقظ في نفوس الطلاب حس الابتكار والتجديد. ‏

4- الدعم المالي اللازم لتوفير مستلزمات التعليم لتوفير البنية التحتية المساعدة لكي تكلل العملية التعليمية بالنجاح, وذلك من خلال توفير المخابر والمكاتب والملاعب وقاعات الدراسة...الخ.

5- إدخال نظام الحوافز للأساتذة والطلاب، والحوافز نوعان مادية ومعنوية. هذه الحوافز هي التي تجعل بالإمكان بناء مرجعيات مهنية في مجال التعليم.

6- الإرشاد والتوجيه التربوي للطلاب وتفعيل عمل المرشدين الاجتماعيين والنفسيين لحل مشاكل الطلاب وتوجيههم ولأجل بناء أجيال واعية متفهمة.

7- التنسيق مع قطاعات الإنتاج والقطاعات الأخرى سواء الحكومية منها والخاصة لأجل رفدها بالمتخرجين الجدد .

8- تطبيق ديمقراطية التعليم ومراعاة رغبات وميول الطلاب واتجاهاتهم نحو الأقسام التي يرغبونها لما له من الأثر الكبير في نجاحهم المستقبلي.

9- تحرير التعليم من أي اتجاهات حزبية أو موجات طائفية لنجاح العملية التعليمية.



- "كما إننا في حاجة أكثر اليوم إلى تعليم يعايش بشكل عقلاني المواد العلمية والعلوم الاجتماعية وتدريس الدين ، كما يجب تدريس الفلسفة الإسلامية مع رموزها مثل المعتزلة وابن رشد وابن الراوندي، أي ذلك التراث العقلاني الذي ينكره عنا الغرب ويسانده في ذلك الإسلاميون"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
واقع التعليم في سوريا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من واقع الحياة
» وزارة التعليم العالي تعلن عن صدور مفاضلة التعليم الموازي؟؟؟؟؟
» عزا الأسباب إلى نظام التعليم .. تقرير احصائي حول انتقال الشباب السوري من التعليم إلى العمل
» سوريا هل تعلم ماهي سوريا ؟ هذه هي سوريا
» هذا واقع@_@

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كلية الآداب في جامعة تشرين :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: