سورية: مسار ضغوط.. تاريخ وقدرات صمود

الضغوط الغربية على الجمهورية العربية السورية ليست بأمر جديد البتّة.. قانون محاسبة سورية في الكونغرس والقرار 1559 الصادر عن مجلس الامن كانا نموذجين فاقعين في هذا الاطار في السنوات الماضية، بل ان كثيرا من المحللين والمتابعين رأى من منظور الوقائع السياسية على الأقل ضلوعا اميركيا –واستطرادا ضلوعا لدول غربية اخرى- فضلا عن ضلوع اسرائيلي، في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذ ان مرحلة ما بعد الاغتيال كانت شديدة الوطأة على سورية لحملها على سحب جيشها من لبنان وعلى تنفيذ مطالب صهيو-اميركية اخرى، واثارة موجة غضب شعبي لبنان تفيد في هذا الاطار، وهو ما حصل.

بقيت مطالب اميركية اسرائيلية شتى من سورية تتصل بقضايا المنطقة لم يرضخ النظام السوري لها. وهنا امتدت اليد الأميركية من جديد بحسب كثير من المحللين لتعبث بالساحة السورية امنيا او تساهم في تحريك جماعات مسلحة بموازاة "بروباغاندا" اعلامية صاخبة تصور الامر على انه نبض من نبضات الشارع العربي الثوري، وذلك للضغط على النظام لتغيير مواقفه الثابتة، فلم يفلح الامر الى ان تنامى الموقف الغربي باتجاه دعوة الاسد الى التنحي.

تدرج الضغوط والعقوبات

بموازاة المواقف المتنامية كانت الضغوط تتنامى. اذ استغل الغرب الأحداث وتصدي قوى الامن السورية للمسلحين او لمثيري الشغب او المعتدين على الاملاك العامة، للقول ان النظام يقمع الشعب بوحشية بما يبرر العقوبات ضده بل اللجوء الى مجلس الامن لاتخاذ القرارات الملائمة، ويتوقع ان يصل الامر الى التلويح بتدخل عسكري على شاكلة التدخل في ليبيا، وقبله العراق وافغانستان.. اذاً حركت اليد الغربية الاحداث لتربك النظام، ثم لتدّعي ان هذا النظام يقمع "المحتجين المسالمين".

واكبت اوروبا الحركة الاميركية ففرض كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ ايار - مايو الماضي عقوبات متسلسلة على سورية، بدأت بفرض حظر على تصدير أسلحة ومعدات يمكن أن تستخدم في "قمع الاحتجاجات" إلى سورية، وفرض عقوبات بحق 13 مسؤولا سوريا، ثم –ومن اجل مزيد من الفعالية- فرضت عقوبات جديدة على 35 مسؤولا سورياً، من بينهم رأس النظام بشار الأسد، تتضمن تجميد أرصدة ومنع من الحصول على تأشيرات دخول.
فرضت الولايات المتحدة واوروبا عقوبات بعد ذلك على قوات الأمن السورية ومصارف مملوكة للحكومة. وكان اخر العقوبات استهداف قطاع الطاقة والنفط املا في التأثير المباشر على الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على هذا القطاع، فتم حظر استيراد النفط السوري اميركيا واوروبيا.

ونشر الاتحاد الأوروبي السبت الماضي قراره بفرض عقوبات على قطاع النفط السوري في الجريدة الرسمية، كما نشر أسماء المسؤولين والهيئات السورية التي أضيفت إلى لائحة المستهدفين بحظر السفر وتجميد الأرصدة.

وبعد ان فرضت اواخر اب-اغسطس الماضي عقوبات على وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومستشارة الرئيس بثينة شعبان وسفير سورية في لبنان علي عبد الكريم، أكدت الولايات المتحدة أن الهدف من العقوبات هو أن يكون لها دور رائد فى زيادة الضغط على النظام للاستجابة لمطالب لشعب. وشملت هذه العقوبات تجميد أي اصول مملوكة للمسؤولين الثلاثة تخضع لاختصاص السلطات القضائية الأميركية، وحظرت بصفة عامة على الأميركيين إجراء أي تعاملات معهم.

وقالت مسؤولة اميركية ان "أنشطة علي (عبد الكريم) في لبنان لا تتفق مع وضعه الدبلوماسي" وهي عبارة تستخدم في العادة عندما يتهم دبلوماسي بالتجسس .اضافت : "إن العقوبات التى فرضت جزء من الجهود المستمرة التى نبذلها لتولى دور الريادة على الصعيد الدولى لاحكام الطوق من الناحية السياسية والاقتصادية على النظام السوري" .

وقال ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والمخابرات المالية "نحن نمارس ضغطا إضافيا استهدف اليوم بشكل مباشر ثلاثة من كبار المسؤولين في نظام الأسد وهم من المدافعين عن أنشطة النظام."


توقع صمود واستبعاد شلل اقتصادي

ورأت سورية في هذه العقوبات جزءا من التنسيق بين الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية بالنسبة لزيادة الضغط على النظام لكنها اكدت انها لن تدفعها للتنازل وابدت صمودا حتى الآن.
ورأى خبراء ان هذه العقوبات لن تشل الاقتصاد السوري الذي سيبقى صامدا رغم انه سيطاله بعض التأثر، اما العقوبات على المسؤولين فيؤكدون انها معنوية اكثر منها مادية . وعلى الصعيد النفطي فهناك بدائل تصدير كثيرة وتبدو الصين وبقية دول شرق آسيا كالهند مرشحة لتكون المستوردة البديلة.

اما على صعيد التطورات الامنية فبدا النظام حتى الان قليل الاهتزاز قادرا على استيعاب الخضات المتلاحقة، لا سيما ان لديه قدرات امنية جيدة، وهو لا يزال يتمتع بتأييد شعبي واسع ويمسك زمام الجيش، كما يتمتع النظام بنقاط قوة عدة على صعيد الدور الاقليمي وامكانية ضرب امن الكيان الصهيوني في الصميم.

حدا هذا بأكثر من مسؤول غربي خلال الايام الماضية لتأكيد ان احداث سورية او العقوبات ضد النظام السوري لن تؤدي الى سقوط قريب لهذا النظام.‎ بل أشار مسؤولون إسرائيليون كما نقلت صحيفة يديعوت احرونوت إلى أن التقديرات في تل أبيب "تفيد بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيصمد في الأمد القصير لأنه يعتمد على جيش قوي وأجهزة أمن ناجعة".
حتى ان المعارض السوري اشرف المقداد رئيس ما يسمى "اعلان دمشق" اعتبر ان لا حل سوى التدخل العسكري في سورية، مما يعني اعترافه بعدم نجاعة القلاقل الامنية او العقوبات الاقتصادية او الضغوط السياسية والدبلوماسية والقانونية.

اما وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك فاعتبر في هذا الاطار ان الاسد سيسقط بعد 6 اشهر كما قدرت المخابرات الاميركية ان يصمد الاسد شهورا تمتد بين 4 و 6 اشهر.

____________________________________________

نظرة على بعض القدرات والموارد السورية

لا شك ان لسورية مقدرات اقتصادية ومالية تساعدها على الصمود ضد العقوبات، كما ان لديها قدرات عسكرية لا يستهان بها امام اي تدخل عسكري محتمل.


1- الأسلحة

في نظرة سريعة على القدرات العسكرية السورية، فسورية تمتلك ما مجموعه 4800 دبابة و 1560 ناقلة وعربات قتال مدرعة مجموعها 2550 عربة. وفي سلاح المدفعية هناك المدفعية الذاتية ومجموعها 486 والمدفعية المقطورة :مجموعها 1930 ، ومدافع الهاون : مجموعها 790 .
بالنسبه للصواريخ السورية تعد السلاح الاقوى في القوات العسكرية السورية وهناك: صواريخ Scud B - Scud C - صواريخ Scarab - صواريخ Scud-D - صواريخ FROG-7 . بإلإضافة الى صاروخ Sagger . وراجمات الصواريخ : مجموعها 450 راجمة . اما صواريخ الدفاع الجوي فهناك صواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى و قريبة المدى ومدافع مضادة للطائرات.
اما سلاح الطائرات فلديها الطائرات المعترضة : مجموعها 105 طائرات والطائرات الهجومية :مجموعها 176 ، وطائرات مخزنة : 210 طائرات.

2- النفط والغاز

سورية لديها انتاج نفطي كبير يبلغ حوالي 387 الف برميل يوميا، وأعلن وزير النفط السوري منذ ايام أن الاستثمارات في قطاع الطاقة يشكل %25 من إجمالي الاستثمارات الحكومية الأخرى، إضافة إلى ما يزيد على 3 مليارات دولار استثمارات أجنبية مباشرة في قطاع النفط والغاز . وذكر أنه تم وضع الخطط الطويلة الأمد التي تنبئ بإمكانية تحقيق إنتاج لا يقل عن 2000 مليون برميل في الفترة من عام 2009 إلى 2025 من النفط الخام.
وفي مجال الغاز قال الوزير السوري: «تم تحقيق إنجازات مهمة تمثلت بإقامة 4 معامل لمعالجة الغاز تحقق إنتاج حوالي 16 مليون متر مكعب من الغاز النظيف يوميا، إضافة إلى المكثفات والغاز المنزلي، مما يساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية لمعامل معالجة الغاز إلى 46 مليون متر مكعب يوميا، مع وضع الخطط لإنتاج حوالي 160 مليار متر مكعب من الغاز النظيف حتى 2025».
ويوضح باحثون أن الاحتياطي الجيولوجي من النفط المؤكد في سورية يبلغ 24.3 مليار برميل والغالبية العظمى منه موجودة في شمال شرق سورية ويتوزع احتياطي الشركة السورية للنفط الذي يعتبر من النفط الثقيل على حقول عديدة كما يقدر الاحتياطي النفطي القابل للإنتاج بحدود 6.9 مليار برميل أنتج منه 4.5 مليار برميل مع الإشارة إلى أن 40 بالمئة من التراكيب الكامنة للنفط كانت قد حفرت فقط.
و قطاع الطاقة يعتبر العامل الأهم في تحقيق معدل النمو ويشكل لوحده نحو 18 بالمئة من هذا الناتج ويساهم في تلبية حاجات سورية من مصادر الطاقة.
ويشار الى ان أن الاتـــحاد الأوروبي يستورد 95 في المئة من صادرات النفط السوري الخام، تتــوزع على ألمانيا (32 في المئة) وإيطــاليا (31 في المئة) وفرنسا (11 في المئة) وهولندا (9 في المئة). وستبقى صفقات الإمداد الحالية سارية حتى 15 تشرين الثاني المقبل.

3- السياحة والخدمات المصرفية

وتعتبر سوريا رائدة في مجال السياحة والخدمات السياحية في المنطقة ويقصدها ملايين السواح الاجانب سنويا وهذا يعطيها دفعا اقتصاديا. كما ان العمل المصرفي السوري تطور بشكل مضطرد في السنوات الاخيرة وشهد افتتاح عشرات الفروع المصرفية الجديدة وهذا ساهم في توسع الخدمات المالية والمصرفية وتزايد الاسثمارات المالية.



الــــــــمنــــــــار

هاد مصير اللي بيحكي كلمة الحق هالأيام

شكرا أم الجوج والله يحمي سوريا

الله يحمي سوريا وقائد سوريا

لا يصح الا الصحيح

آمــــــــــــــــــــــــــــين يارب العالمين

شكرا عالمرور أصدقائي