في الغرف الإيرانية المغلقة تستمر قطر بتلقي الضربات الموجعة... والحقائق تكشفها تفاصيل مفاوضات التسوية الشاملة في ملفات العراق وسورية والبحرين

زار أمير قطر حمد بن جاسم آل ثاني طهران يوم السبت الماضي بتاريخ الثالث من الشهر الحالي، غير أن موعد الزيارة هذا كان قد أجّل لمرتين من قبل المسؤولين في إيران وذلك في إشارة امتعاض واضحة أرادت طهران إرسالها لأمير قطر حول مواقفه الخطيرة التي تغطي التدخلات العسكرية الأطلسية في بعض البلدان الإسلامية فضلاً عن مواقف قطر التحريضية في سورية.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"الانتقاد" فإن أمير قطر حمل معه رسالة أميركية لطهران تطلب فيها الولايات المتحدة الأميركية موافقة طهران على التمديد لقواتها في العراق لعامين جديدين، وكانت أميركا قد أوكلت للسعودية مهمة إيصال هذا الطلب لإيران.
وتضيف المصادر "إن حمد بن جاسم بعد أن تكلم عن الطلب الأميركي في العراق انتقل للحديث عن العمليات العسكرية التي تشنها "كتائب حزب الله" العراق و"عصائب أهل الحق" ضد الجيش الأميركي في بلاد الرافدين، موضحاً أن واشنطن تشعر بالضيق من هذه العمليات التي تكبدها خسائر متتالية. كما إنه فتح ملف العمليات العسكرية ضد الجيش الأميركي في أفغانستان طالباً من المسؤولين الإيرانيين العمل على توقف هذه العمليات، ومن ثم انتقل للحديث عن الأزمة في سورية طارحاً على الرئيس الإيراني البحث في أوضاع "ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد" وهنا جاء الجواب الإيراني "قاسياً ومباشراً".
وفي هذا السياق تشير المصادر إلى "أن القيادة الإيرانية تعمدت إظهار امتعاضها من أمير قطر عند انتهاء المباحثات حيث ظهرت البرودة الإيرانية في الصور التي بثتها قنوات التلفزة للرئيس الإيراني مودعاً ضيفه القطري". وبحسب المصادر "هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها المسؤولون الإيرانيون كلاماً قاسياً للمسؤولين في دولة قطر في الغرف المغلقة".
غير أن فشل زيارة أمير قطر لطهران لم يقتصر على رفض طهران لكل رسائله الأميركية، إذ إن الرفض الإيراني لكل المطالب الأميركية جعل الولايات المتحدة تقبل ببحث مسألة الانسحاب من العراق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشرط بحث ملفي البحرين وسوريا، حيث يحظى نوري المالكي بتفويض ودعم إيران في هذه المحادثات التي قد تصل إلى تسوية شاملة للملفات الثلاثة الساخنة.
في هذا السياق تكشف مصادر عربية مطلعة على المباحثات الجارية بين المالكي وأمريكا "أن المباحثات تتم حالياً على مبدأ بقاء قوة أميركية تعدادها خمسة عشر ألف جندي في العراق من اجل تدريب القوات العراقية وحماية السفارة الأميركية في بلاد الرافدين، على أن يكون هناك اتفاق شامل يقضي بوقف الضغوط الغربية والعربية على سورية وبتسوية سياسية مقبولة في البحرين".
وتضيف المصادر العربية "إن المفاوضات تجري ببطء شديد بسبب تريث الأمريكيين هذا الشهر على الأقل بانتظار تطور دراماتيكي ما في سورية قد يصب في مصلحتهم"، غير أن الولايات المتحدة ودائما حسب المصادر نفسها "سوف تكون في وضع أصعب مع بداية تشرين المقبل بسبب قرب موعد الانسحاب النهائي من العراق كما نصت عليه اتفاقية الأمن العراقية ـ الأميركية، وهذا ما سوف يجعل عامل الوقت ضاغطاً عليها ولا يصب في مصلحتها خلال الأشهر المقبلة، ما سيسهل عملية إخراج ناجحة لبنود هذه المباحثات كما هي مطروحة حالياً، وهذا الموقف الأميركي سوف يكون تأثيره واضحاً على الدول الغربية والعربية التي تستهدف سورية، حيث سوف تكون أولى نتائجه في حال تم التوصل الى اتفاق ما، وقف الهجوم الإعلامي الخليجي في قناتي الجزيرة والعربية، وهو ما سيكون له تأثير كبير وواضح على سير الأحداث في سوريا نظراً للغة التحريض والتضليل التي تمارسها القناتان العربيتان المذكورتين في كل ما يتعلق بالوضع السوري".
أما في المواقف الغربية فلن تكون الحال إلا كما تريد واشنطن، وخصوصاً أنها هي من يقف وراء التصعيد الأوروبي ضد دمشق وهي التي تستطيع لجم هذا التصعيد كما فعلت من قبل.
وتخلص المصادر العربية الواسعة الاطلاع إلى "أن الوضع الميداني في سورية لم يسعف الساعين لإسقاط النظام فيها، وهذا ما تعرفه واشنطن تماماً وهي في كل الأحوال تسعى لتحقيق مصالحها، ولا تهتم لنبرات التهديد والتصعيد الصادرة عن بعض الدول الإقليمية العربية وغيرها التي تعتبرها واشنطن أدوات لتحقيق مصالحها في العالم العربي والمنطقة".

alintekad

» بلير: تشيني أراد غزو سوريا بعد العراق
» جمعية فلكية:سبب موجة الحر انفجارات على سطح الشمس وقد تستمر طيلة شهر رمضان
» موقع أمريكي: الفضائية السورية وسورية دراما قنوات متابعة في كندا وأميركا الشمالية
» مفاوضات من أجل تجديد عقد راموس و قد يصبح صاحب رابع اعلى أجر في الفريق
» في جريمة شرف جديدة ... شاب يقدم على خنق شقيقته " المدمنة "حتى الموت في اللاذقية