غرام الذئاب

غرام الذّئاب

سألْتُ الذّئْبَ عن حُبِّ تليدٍ
فقال : فُطِرْتُ غدّاراً شقيّا

ولكنْ : زارني فِي النوم ظبيٌ
وقد أغمضْتُ إحدى مُقلتيّا

ظننْتُ بأنه حُلُمٌ تـــراءى
هلِ السّرحانُ يحلُمُ بالثّريّا !؟1

أفقْتُ من السّهادِ ، فإذ لعوبٌ
منَ الظّبياتِ غشّتْ ناظريـّا

يسيل السِّحرُ من صوتٍ رخيمٍ
ويُغْتَرَفُ الجمالُ منَ المُحيّا



ومن أحداقها ترمي سهاماً
تدمدمُ في الفؤادِ كما الحُمَيّا

وقالتْ : سيدي أفنيْتُ عمري
بخدمة ظالمٍ لم أجْنِ شيّا

سوى وجع السّياطِ بغيْر إثْمٍ
وأقسمُ لم أكـنْ إلاّ رضــيّا

سقانِي المُرَّ أعمامي ، وخالي
كأني آثِمٌ يعصــــى نبيّـــا

لمن أشكو وشهديَ مُسْتباحٌ
وقد فتك الحِمامُ بوالـديّــا

غدوْتُ أعيشُ في ديجورِ بيتي
وأُشوى في أُتونِ الجهلِ شيّا


وشيخ قبيلتي ما كان يوماً
يعاقِبُ ، أو يعاتِب ظالميّا

فلم يأْبهْ لِدمعيَ ،واكتئابي
ولم يعبأْ بمن جاروا عليّا

على الظّبياتِ صِنديدٌ جسورٌ
وفاْرٌ إذ رأى جرواً فتـيّا

يرقُّ كنِسْمةٍ بين الأعادي
وقد وهبوهُ إسْماً يعربــيّا

لقد خبرَ القطيعَ ، فما يبالي
بموتِ قطيعه إن ظلَّ حيّا

ولم أرَ غيرَه يقتاتُ طَرْماً
كأنّ اللهَ أرسلهُ ولـِـيـّــا


تناهبَني أسايَ ، وصـار دمعي
منَ العينين يكوِي الخدَّ كيّا

هجرْتُ أحِبّتي ، وبدأتُ أعدو
وأنيابُ الحَصى تُدمي يديّا

رأيتكَ حالماً ، وسألتُ نفسي :
أيُعقلُ أن تكونَ أخاً وفـيّـا!؟

"هي الأغراضُ يقضيها عزيزٌ "
فكنْ ما شئْتَ خِلاً ، أو بَغيّا
*
تخضّبَ وجهُـها ، والعينُ وجلى
وكادتْ أن تُقبـِّلَ كاحِـليّا

بدا كالجُلّنارة . رُحْتُ أرنــو
مليّـاً ذلك الطّرفَ العَيِِـيّا


فقلتُ لها : تعالي صرتِ أُختي ,
ومؤْنستي ، وأغلى منْ بَنيِّا

وداهمنِي الطوى ، فنسيتُ وعدي
فأعملْتُ النّيوبَ ، وراحتيّا

نهَمتُ النّحرَ ، ثمّ القلبَ حتى
تُخِمْتُ . هجعتُ مُفْترّاً هنيّا
*
رويدكَ .. عاشقَ الذؤبانِ : إحذرْ
تبصّرْ . لاتـكــنْ ظبْياً غبيّا

.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5/10/2009

.من مجموعة غرام الذئاب للشاعر غسان علي حسن