بعيداً كتير عن الفرنسي

لماذا أنا من دون البشر
لماذا بالذات قد إختارني القدر
أن أراها من دون البشر
قد إختارها قلبي سيدة عليه رغم صدها المتكرر
أقف عند كل شي يذكرني بها
ريحة شعرها منديلها المعطر
أنام على صورة القمر
أما هي فلست على بالها وليست تفكر
فمثلي مثل بقية البشر
تنام تذهب تأكل ولا تتذكر
أما أنا فأحترق لسماع صوتها
ينكوي قلبي إذا غابت عنه ملامحها
ومع ذلك كله لا تبادلني
ومع ذلك كله ترميني بكلام يقسم الصخر
إنها هكذا خلقت منزهة طباعها مرفهة رقيقة المشاعر
وعندما أطلب منها أن تجيبني على حبي لها
ترد علي بكل حياء وخجل إني لا أحبك
فمضي وتركني مع الشرفاء
قلبي وكأنه لم يعد يعمل
و كأنه لا يريد أن يتقبل
إنها ليست له ولكن الحياة لن تستمر
فأقول لها لا تتركينني ودعينا نتكلم
فتجيب:
لا أستطع الجلوس معك فأنت غريب عن الدار
ولن أقول كلمة أحبك حتى لو أنزلت الأقمار
و تحلف وتقسم بهذا بخالق الأكوان
من بعد كل حبي لها والعشرة والليالي الطوال
جعلتني أتمزق كورقة الأشجار
تسقط في فصل الخريف فمتى يعود بها الزمان
أقول لها أحبك أعشقك وترميني بالنار
أتمنى الله أن يطيل بعمري لإسعدك
لإنال رضاك لإحميك حتى من ضوء النهار
فإني تجاوزت في حبك أهوال و أحراس
وقطعت المسافات و الأيام و كل الأشعار
وتركت دفاتري و أصحابي وتعلقت بمبدعة الأكوان
ومن شدة شوقي للمس يداها لمسك يداها
لم أعد أبصر أمامي
فتفاجئت ومن على الباب
تهرب من أمامي في وهج النهار
كمن رأى غراب
فستحيت من نفسي
وندبت حالي
و أطلقت على نفسي اسم الحمار