عُرْوَة بن الوَرْد(000 ـ نحو 30ق.هـ = 000 ـ نحو 594م)عروة بن الورد بن زيد العبسي، من غطفان: من شعراء الجاهلية و فرسانها وأجوادها. كان يلقب بـ عروة الصعاليك، لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم. قال عبد الملك بن مروان: من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد. له (ديوان شعر) شرحه ابن السكيت.
بعض قصائده أقلي اللومنوع القصيدة : الفخر
بحر القصيدة : الطويل
مناسبة القصيدة : كانت امرأته قد نهته عن الغزو فقال :
أقِلّي عليّ اللومَ يا بنتَ مُنْذِرِ ******** ونامي، وإن لم تشتهي النوم، فاسهَري
ذريني ونفسي، أُمّ حسّان، إنّني ******** بها، قبلَ أن لا أملِكَ البَيعَ، مُشتري
أحاديثَ تبقى، والفتى غيرُ خالدٍ ******** إذا هو أمسى هامةً فوقَ صُيَّر
تُجاوِبُ أحجارَ الكِناسِ، وتشتكي ******** إلى كلّ معروفٍ رأته، ومُنكَر
ذَريني أُطوّفْ في البلاد، لعلّني ******** أُخلّيك، أو أُغنيك عن سوء محْضري
فإن فاز سَهمٌ للمنيةِ لم أكن ******** جَزوعاً، وهل، عن ذاك، من متأخر؟
وإن فاز سهمي كَفَّكم عن مَقاعِدٍ ******** لكم خَلفَ أدبارِ البيوتِ، ومنظر
تقولُ: لكَ الويلاتُ، هل أنت تاركٌ ******** ضُبوّاً برَجْلٍ، تارةً، وبمنسَر
ومُستثبتٌ في مالِكَ، العامَ، أنّني ******** أراكَ على أقتاد صَرماء، مُذكِر
فجوعٌ لأهلِ الصالحينَ، مَزَلّةٌ ******** مَخوفٌ رَداها أن تُصِيبكَ، فاحذر
أبَى الخفضَ من يغشاكِ من ذي قرابة ******** ومن كلّ سَوداءِ المعاصمِ تَعتري
ومستهنىءٍ زيدٌ أبوه، فلا أرى ******** لـه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حياءَكِ واصْبري
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ ******** مُصافي المُشاشِ، آلفاً كلّ مَجزر
يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة ******** أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر
ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعساً ******** تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر
قليلُ التماسِ الزادِ إلاّ لنفسِهِ ******** إذا هو أمسَى كالعريشِ المجوَّر
يُعينُ نِساء الحيّ، ما يَستعِنّه ******** ويمسي طليحاً، كالبعير المحسَّر
ولكِنّ صُعلوكاً، صفيحةُ وجهِهِ ******** كضَوءِ شِهابِ القابس المتنوِّر
مُطِلاَّ على أعدائِهِ يَزجرونَه ******** بساحتِهم، زَجرَ المَنيح المشهَّر
إذا بَعُدوا لا يأمنون اقترابَه ******** تشوُّفَ أهل الغائب المتنظَّر
فذلك إن يلقَ المنيّة يَلْقَها ******** حميداً، وإن يَستَغنِ يوماً، فأجدِر
أيهلِكُ مُعتمٌّ وزيدٌ، ولم أقُمْ ******** على نُدَب يوماً، ولي نفسُ مُخطِر
ستُفزِع، بعدَ اليأس، من لا يخافُنا ******** كواسع في أُخرى السّوام المنفَّر
يُطاعن عنها أوّلَ القومِ بالقنا ******** وبِيضٍ خفافٍ، ذات لونٍ مشهَّر
فيوماً على نَجدٍ وغاراتِ أهلـها ******** ويوماً بأرضٍ ذاتِ شَتٍّ وعرعر
يناقلن بالشُّمطِ الكِرام، أُولي القُوى ******** نقابَ الحِجاز في السريح المسيَّر
يُريح عليّ الليلُ أضْيافَ ماجِدٍ ******** كريمٍ، ومالي، سارحاً، مالُ مُقتر--------------------------------------------------
أيا راكباًنوع القصيدة : هجاء
بحر القصيدة : الطويل
مناسبة القصيدة : يذكر بني ناشب , قبيلة من عبس .
أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ ***** بني ناشبٍ عني، ومَن يتنشّبُ
أكلُّكُمُ مُختارُ دارٍ يَحلّها ***** وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ
وأَبلِغ بني عَوذِ بنِ زيدٍ رِسالةً ***** بآيةِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا
فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم ***** وقال لـه ذو حِلمكم: أينَ تَذهب؟
وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى ***** فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ
فيلحقُ بالخيراتِ من كان أهلَها ***** تعلمُ عبسٌ رأسُ مَن يَتصَوّب--------------------------------------------
تحِنّ الى سلمى نوع القصيدة : الفخر
بحر القصيدة : الطويل
مناسبة القصيدة : قال ابن الأعرابي ان عروة كان قد سبا امرأة من بني هلال , و كان يحبها و هي تظهر انها كانت تحبه , و لما اخذها لزيارة اهلها ابت ان تعود معه و بقيت عند اهلها .
تحِنّ إلى سَلمى بحُرّ بِلادِهَا ****** وأنتَ عليها، بالملا، كنتَ أقدرا
تحِلّ بوادٍ، من كَراءٍ، مَضَلّةٍ ****** تحاولُ سلمى أن أهابَ وأحصَرا
وكيف تُرَجّيها، وقد حِيلَ دونها ****** وقد جاورت حيّاً بتَيمن مُنكرا
تبغّانيَ الأعْداءُ إمّا إلى دَمٍ ****** وإمّا عُراض الساعدينِ مُصَدَّرا
يظلّ الأباءُ ساقطاً فوقَ مَتنِهِ ****** لـه العَدْوَةُ الأولى، إذا القِرْنُ أصحرا
كأنّ خَواتَ الرعدِ رزءُ زئيره ****** من اللاّء يسْكُنّ العرينَ يعُثَّرا
إذا نحنُ أبرَدنا ورُدّتْ ركابُنا ****** وعنّ لنا، من أمرنا، ما تَيَسّرا
بدا لكِ مني، عندَ ذاكَ، صَريمتي ****** وصبري، إذا ما الشيءُ ولّى، فأدبرا
وما أنسَ مِ الأشياء، لا أنسَ قولـها ****** لجارتها: ما إن يعيشُ بأحورا
لعلّكِ، يوماً، أن تُسِرّي نَدامَةً ****** عليّ، بما جشّمْتِني يومَ غَضْوَرا
فغُرّبتِ إن لم تُخبريهم، فلا أرى ****** ليَ اليومَ أدنى منكِ علماً وأخبرا
قعيدَكِ، عمرَ اللـه، هل تَعلمينني ****** كريماً، إذا اسوَدّ الأناملُ، أزهرا
صبوراً على رُزْءِ المَوالي، وحافِظاً ****** لِعِرضيَ، حتى يؤكَل النبتُ أخضرا
أقبُّ، ومِخماصُ الشتاءِ، مُرَزّأٌ ****** إذا اغبرّ أولادُ الأذِلّةِ أسفرا----------------------------------------------------