مُهَلْهِل بن ربيعة(000 ـ نحو 100ق.هـ = 000 ـ نحو 525م)عديّ بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة، من بني جشم، من تغلب،أبو ليلى، المهلهل: شاعر، من أبطال العرب في الجاهلية. من أهل نجد. وهو خال امرئ القيس الشاعر. قيل: لقب مهلهلاً، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه. وكان من أصبح الناس وجهاً، ومن أفصحهم لساناً. عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن. ولما قتل جساس بن مرة كليباً ثار المهلهل. فانقطع عن الشراب واللهو، وآلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة. أما شعره فعالي الطبقة. ولمحمد فريد أبي حديد كتاب (المهلهل سيد ربيعة).
بعض قصائدهاثبتُّ مرة
نوع القصيدة : الفخر .
بحر القصيدة : الكامل .
أَثْبَتُّ مُرَّةَ والسُّيُوفُ شَوَاهِرٌ ****وَصَرَفْتُ مُقْدَمَهَا إِلَى هَمَّامِ
وَبَنِي لُجَيْمٍ قَدْ وَطَأْنَا وَطْأَةً****بِالْخَيْلِ خَارِجَةً عِنِ الأَوْهَامِ
وَرَجَعْنَا نجتنئ الْقَنَا فِي ضُمَّرٍ****مِثْلِ الذِّئَابِ سَرِيعَةِ الإِقْدَامِ
وَسَقَيْتُ تَيْمَ اللاَّتِ كَأْساً مُرَّةً****كَالنَّارِ شُبَّ وَقُودُهَا بَضِرَامِ
وَبُيُوتَ قَيْسٍ قَدْ وَطَأْنَا وَطْأَةً****فَتَرَكْنَا قَيْساَ غَيْرَ ذَاتِ مَقَامِ
وَلَقَدْ قَتَلْتُ الشَّعْثَمَيْنِ وَمَالِكاً****وابْنَ المُسَوَّرِ وابْنَ ذَاتِ دَوَامِ
وَلَقَدْ خَبَطْتٌّ بُيُوتَ يَشْكُرَ خَبْطَةً****أَخْوَالُنَا وَهُمُ بَنُو الأَعْمَامِ
لَيْسَتْ بِرَاجِعةٍ لَهُمْ أَيَامُهُمْ****حَتَّى تَزُولَ شَوَامِخُ الأَعْلاَمِ
قَتَلُوا كُلَيْباً ثُمَّ قَالُوا أَرْتِعُوا****كَذِبُوا وَرَبِّ الحِلِّ وَالإِحْرِامِ
حَتَّى تُلَفَّ كَتِيبَةٌ بِكَتِيبَةٍ****وَيَحُلَّ أَصْرَامٌ عَلَى أَصْرَامِ
وَتَقُومَ رَبَّاتُ الْخُدُورِ حَوَاسِراً****يَمْسَحْنَ عَرْضَ تَمَائِمِ الأَيْتَامِ
حَتَّى نَرَى غُرَراً تُجَرُّ وَجُمَّةً*****وَعِظَامَ رُؤْسٍ هُشِّمَتْ بِعِظَامِ
حَتَّى يَعَضَّ الشَّيْخُ مِنْ حَسَراتِهِ****مِمَّا يَرَى جَزَعاً عَلَى الإِبْهَامِ
وَلَقَدْ تَرَكْنَا الْخَيْلَ فِي عَرَصَاتِها****كَالطَّيْرِ فَوْقَ مَعَالِمِ الأَجْرَامِ
فَقَضَيْنَ دَيْنَاً كُنَّ قَدْ ضُمِّنَّهُ****بِعَزَائِمٍ غُلْبِ الرِّقَابِ سَوَامِ
مِنْ خَيْلِ تَغْلِبَ عِزَّةً وَتَكَرُّماً****مِثْلَ اللُّيُوثِ بِسَاحَةِ الآنَامِ--------------------------------------------------------------
بات ليلي بالأنعمين طويلانوع القصيدة : الرثاء .
بحر القصيدة :الخفيف .
مناسبة القصيدة : قال يرثي أخاه كليباً .
بَاتَ لَيْلِي بِالأَنْعَمَيْنِ طَوِيلاَ****أَرْقُبُ النَّجْمَ سَاهِراً لَنْ يَزُولاَ
كَيْفَ أُمْدِي وَلاَ يَزَالُ قَتِيلٌ****مِنْ بَنِي وَائِلٍ يُنَادِي قَتِيلاً
أَزْجُرُ الْعَيْنَ أَنْ تُبَكِّي الطُّلُولاَ****إِنَّ فِي الصَّدْرِ مِنْ كُلَيْبٍ غَلِيلا
إنَّ فِي الصَّدْرِ حَاجَةً لَنْ تُقَضَّى****مَا دَعَا فِي الغُضُونِ دَاعٍ هَدِيلاَ
كَيْفَ أَنْسَاكَ يَا كُلَيْبُ وَلَمَّا****أَقْضِ حُزْناً يَنُوبُنِي وَغَلِيلاَ
أَيُّهَا الْقَلْبُ أَنْجِزِ الْيَوْمَ نَحْباً****مِنْ بَنِي الحِصْنِ إذْ غَدَوْا وَذُخُولاَ
كَيْفَ يَبْكِي الطُّلُولَ مَنْ هُوَ رَهْنٌ****بِطِعَانِ الأَنَامِ جِيلاً فَجِيلاَ
أَنْبَضُوا مَعْجِسَ الْقِسِيِّ وَأَبْرَقْـ****ـنَا كَمَا تُوعِدُ الْفُحُولُ الفُحُولاَ
وَصَبَرْنَا تَحْتَ الْبَوارِقِ حَتَّى****رَكَدَتْ فيْهِمِ السُّيُوفُ طَوِيلاَ
لَمْ يُطِيقُوا أَنْ يَنْزِلُوا وَنَزَلْنَا****وَأَخُو الْحَرْبِ مَنْ أَطَاقَ النُّزُولاَ--------------------------------------------------
دعينينوع القصيدة : الحماسة .
بحر القصيدة : الطويل .
مناسبة القصيدة : كان المهلهل مع همام بن حرة يشربون الخمرة حين علم بمقتل كليب فأكثر من الشرب .
دَعِينِي فَمَا فِي الْيَوْمِ مَصْحىً لِشَارِبٍ****وَلاَ فِي غَدٍ مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ غَدِ
دَعِينِي فَإِنِّي فِي سَمَادِيرِ سَكْرَةٍ****بِهَا جَلَّ هَمِّي وَاسْتَبَانَ تَجَلُّدِي
فَإِنْ يَطْلُعِ الصُّبْحُ الْمُنِيرُ فَإِنَّنِي****سَأَغْدُوا الْهُوَيْنَا غَيْرَ وَانٍ مُفَرَّدِ
وَأَصْبَحُ بَكْراً غَارَةً صَيْلَمِيَّةً****يَنَالُ لَظَاهَا كُلَّ شَيْخٍ وَأَمْرَدِ-------------------------------------------------
لا خير في الدنيا نوع القصيدة : الرثاء .
بحر القصيدة: البسيط .
مناسبة القصيدة : قال يرثي أخاه .
كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا****إنْ أَنْتَ خَلَّيْتَهَا فِي مَنْ يُخَلِّيهَا
كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَةٍ****تَحْتَ السَّفَاسِفِ إذْ يَعْلُوكَ سَافِيهَا
نَعَى النُّعَاةُ كُلَيْباً لِي فَقُلْتُ لَهُمْ****مَادَتْ بَنَا الأَرْضُ أَمْ مَادَتْ رَوَاسِيها
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ****وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا
أَضْحَتْ مِنَازِلُ بِالسُّلاَّنِ قَدْ دَرَسَتْ****تَبْكِي كُلَيْباً وَلَمْ تَفْزَعْ أَقَاصِيهَا
الْحَزْمُ وَالْعَزْمُ كَانَا مِنْ صَنِيعَتِهِ****مَا كُلَّ آلاَئِهِ يَا قَوْمُ أُحْصِيهَا
القَائِدُ الْخَيْلَ تَرْدِي فِي أَعِنَّتَهَا****زَهْوَاً إذَا الْخَيْلُ بُحَّتْ فِي تَعَادِيها
النَّاحِرُ الْكُومَ مَا يَنْفَكُّ يُطْعِمُهَا****وَالْوَاهِبُ المِئَةَ الْحَمْرَا بِرَاعِيهَا
مِنَ خَيْلِ تَغْلِبَ مَا تُلْقَى أَسِنَّتُهَا****إِلاَّ وَقَدْ خَضَّبَتْهَا مِنْ أَعَادِيهَا
قَدْ كَانَ يَصْبِحُهَا شَعْوَاءَ مُشْعَلَةً****تَحْتَ الْعَجَاجَةِ مَعْقُوداً نَوَاصِيهَا
تَكُونُ أَوَّلَهَا فِي حِينِ كَرَّتِهَا****وأَنْتَ بِالْكَرِّ يَوْمَ الْكَرِّ حَامِيهَا
حَتَّى تُكَسِّرَ شَزْراً فِي نُحُورِهِمِ****زُرْقَ الأَسِنَّةِ إِذْ تُرْوَى صَوَادِيهَا
أَمْسَتْ وَقَدْ أوْحَشَتْ جُرْدُ بِبَلْقَعَةٍ****لِلْوَحْشِ مِنها مَقِيلٌ فِي مَرَاعِيهَا
يَنْفُرْنَ عَنْ أُمِّ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِهَا****وَالْحَرْبُ يَفْتَرِسُ الأَقْرَانَ صَالِيهَا
يُهَزْهِزُونَ مِنَ الْخَطِّيِّ مُدْمَجَةً****كُمْتاً أَنَابِيبُها زُرْقاً عَوَالِيهَا
نَرْمي الرِّمَاحَ بَأَيْدِينَا فَنُورِدُهَا****بِيضاً وَنُصْدِرُهَا حُمْراً أَعَالِيهَا
يَارُبَّ يَوْمٍ يَكُونُ النَّاسُ فِي رَهَجٍ ****بِهِ تَرَانِي عَلَى نَفْسِي مَكَاوِيهَا
مُسْتَقْدِماً غصصاً لِلْحَرْبِ مُقْتَحِماً****نَاراً أُهَيِّجُهَا حِيناً وأُطْفِيهَا
لاَ أَصْلَحَ اللـه مِنَّا مَنْ يُصَالِحُكُمْ****مَا لاَحتِ الشَّمْسُ فِي أَعْلَى مَجَارِيهَا--------------------------------------------------
لما نعا الناعي كليباًنوع القصيدة : الرثاء .
بحر القصيدة : الكامل .
مناسبة القصيدة : يرثي أخاه و يهدد بني شيبان .
لَمَّا نَعَى النَّاعِي كُلَيْباً أَظْلَمَتْ****شَمْسُ النَّهِارِ فَمَا تُرِيدُ طُلُوعَا
قَتَلُوا كُلَيْباً ثُمَّ قَالُوا أَرْتِعُوا****كَذَبُوا لَقَدْ مَنَعُوا الْجِيَادَ رُتُوعَا
كَلاَّ وَأَنْصَابٍ لَنَا عَادِيَّةٍ****مَعْبُودَةٍ قَدْ قُطعَتْ تَقْطِيعَا
حَتَّى أُبِيدَ قَبِيلةً وَقَبِيلَةً****وَقَبِيلَةً وَقَبِيلَتَيْنِ جَمِيعَا
وَتَذُوقَ حَتْفاً آلُ بَكْرٍ كُلُّها****وَنَهُدُّ مِنْهَا سَمْكَهَا الْمَرْفُوعَا
حَتَّى نَرَى أَوْصَالَهُمْ وَجَمَاجِماً****مِنْهُمْ عَلَيْهَا الخَامِعَاتُ وُقُوعَا
وَنَرى سِبَاعَ الطَّيْرِ تَنْقُرُ أَعْيُناً****وَتَجُرُّ أَعْضَاءً لَهُمْ وَضُلُوَعا
وَالْمَشْرَفِيَّةَ لاَ تُعَرجُ عَنْهُمُ****ضَرْباً يَقُدُّ مَغَافِراً وَدُرُوعَا
وَالْخَيْلَ تَقْتَحِمُ الْغُبَارَ عَوَابِساً****يَوْمَ الْكَرِيهَةِ مَا يُرِدْنَ رُجُوعَا----------------------------------------------------