عَنْتَرة(000 ـ نحو 22 ق هـ = 000 ـ نحو 600 م)عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية ابن قراد العبسي: أشهر فرسان العرب في الجاهلية، ومن شعراء الطبقة الأولى. من أهل نجد. أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. وكان مغرماً بابنة عمه (عبلة) فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلاً، وقتله الأسد الرهيص أو جبّار ابن عمرو الطائي. ينسب إليه (ديوان شعر) أكثر ما فيه مصنوع. و (قصة عنترة) خيالية يعدها الإفرنج من بدائع آداب العرب، وقد ترجموها إلى الألمانية والفرنسية، ولم يعرف واضعها. وللمستشرق الألماني توربكي (Thorbecke) كتاب عن (عنترة) طبع في هيدلبرج سنة 1868 م، ولمحمد فريد أبي حديد (أبو الفوارس عنترة بن شداد) ولفؤاد البستاني (عنترة بن شداد).
بعض قصائده ابن النعامة مركبيتوع القصيدة : العتاب
بحر القصيدة : الكامل
مناسبة القصيدة : كانت لعنترة امرأة من بجيلة لا تزال تذكر خيله و تلومه في فرس كان يؤثره على خيله و يطعمه .
لا تذْكُري مُهْري وما أطْعَمْتُهُ **** فيَكُونَ جلدُكِ مِثْلَ جِلدِ الأَجربِ
إنَّ الغَبُوقَ لـهُ وأنْتِ مسوءَةٌ **** فتأَوَّهي ما شئْتِ ثمَّ تحَوَّبي
كذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٍ **** إنْ كُنتِ سائِلَتي غبُوقاً فاذهبي
إنَّ الرِّجالَ لـهمْ إليْكِ وسيلَةٌ **** إنْ يأْخُذُوكِ تكَحَّلي وتخَضَّبي
ويكُونُ مرْكبُكِ القَعُودَ ورَحْلـهُ **** وابنُ النَّعامَةِ يَوْمَ ذلكَ مَرْكبي
إنِّي أُحاذِرُ أنْ تقُوَل ظعينَتي **** هذَا غُبارٌ ساطعٌ فتَلَبَّب
وأنا امْرُؤٌ إنْ يأْخذوني عَنوَةً **** أُقرَنْ إلى شَرِّ الرِّكابِ وأُجنبِ------------------------------------------------------------
أخشى عليهانوع القصيدة : الغزل .
بحر القصيدة : البسيط .
مناسبة القصيدة : قال في كبره .
ذَنبي لِعبْلةَ ذنبٌ غير مغتفرِ **** لمّا تَبلَّجَ صبُح الشَّيبِ في شعري
رَمتْ عُبيلةُ قلْبي من لواحِظِها **** بكُلِّ سهْم غريق النَّزعْ في الحَوَرِ
فاعْجب لـهنّ سهاماً غيْرَ طائِشَةٍ **** من الجفُونِ بلا قوْسٍ ولا وَتَرِ
كم قد حفِظْتُ ذمامَ القوم من ولَهٍ **** يَعْتادني لبناتِ الدَّلِّ والخَفَرِ
مُهفْهفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حين يَرَى **** قدودَها بيْنَ مَيَّادٍ ومنْهصر
يا منْزلاً أدْمعي تجري عليهِ إذا **** ضَنَّ السَّحابُ على الأَطْلال بالمطر
أرضُ الشَّربَّةِ كم قضَّيت مُبتهجاً **** فيها مَعَ الغيدِ والأَتْرابِ من وَطَرِ
أيّامَ غُصْنُ شَبابي في نعُومتِهِ **** ألْهُو بما فيهه من زهرٍ ومن أَثرِ
في كلِّ يومٍ لنا من نَشْرها سَحَراً **** ريحٌ شَذَاها كنَشْر الزّهر في السَّحر
وكلُّ غصنٍ قويمٍ راق منْظرهُ **** ما حَظُّ عاشِقها مِنْه سوى النَّظرِ
أخْشى عليها ولَوْلا ذاكَ ما وَقَفَتْ **** ركائبي بينَ وِرْدِ العَزْمِ والصَّدَرِ
كلاّ ولاَ كُنْتُ بَعد القُرْبِ مُقْتنِعاً **** منها على طولِ بُعْدِ الدَّار بالخبر
هُمُ الأَحبَّةُ إنْ خانُوا وإنْ نَقَضوا **** عَهدي فما حُلْتُ عَنْ وَجْدي ولا فِكري
أَشكُو منَ الـهَجر في سِرٍّ وفي عَلَنٍ **** شكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ منَ الحجر-----------------------------------------------------
الأسد المهول
فُوَادٌ ليسَ يَثْنيهِ العذُولُ **** وعيْنٌ نوْمُها أبداً قليلُ
عركْتُ النَّائباتِ فهانَ عندِي **** قبيحُ فِعَال دَهري والجميلُ
وقدْ أوْعَدْتَنِي يا عمرو يوْماً **** بقولٍ ما لِصحَّتِهِ دليلُ
ستعْلم أيَّنا يبْقى طريحاً **** تخطَّفُهُ الذَّوابلُ والنُّصولُ
ومنْ تُسبى حليلَتهُ وتُمسي **** مفجَّعةً لـها دَمْعٌ يسيل
أتذْكُرُ عبْلةً وتبيتُ حيّاً **** ودونَ خِبائِها أسدٌ مَهُول
وتطْلُبُ أنْ تُلاقيني وسيْفي **** يُدَكُّ لوقْعه الجبلُ الثَّقيلُ------------------------------------------------------------------
سريت مع الثريانوع القصيدة : الفخر .
بحر القصيدة : الكامل .
مناسبة القصيدة : يخاطب بعض فرسان العرب .
دع ما مَضى لكَ في الزَّمان الأَوَّل **** وعلى الحقيقة إنْ عَزمْتَ فَعَوِّل
إنْ كُنْتَ أنتَ قَطعْتَ بَرّاً مقْفِراً **** وسلكْتهُ تحتَ الدُّجى في جَحْفل
فأَنا سريتُ معَ الثُّريَّا مُفرداً **** لا مُؤْنِسٌ لي غيرَ حدّ المُنْصلِ
والبَدْرُ منْ فوْق السحاب يَسوقه **** فيسير سيرَ الرَّاكِب المُسْتعْجِلِ
والنَّسْرُ نحْو الغَربِ يرْمي نفسَه **** فيكاد يعْثر بالسِّماكِ الأَعزل
والغُولُ بينَ يديَّ يخفى تارة **** ويعودَ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَلِ
بنَواظرٍ زُرْقٍ وَوَجْهٍ أَسودٍ **** وأَظافر يشْبهْنَ حَدَّ المِنْجَلِ
والجن تفرقُ حول غابات الفلاَ **** بهماهمٍ ودمادمٍ لمَ تغْفَلِ
وإذا رأْتْ سيفي تضِجُّ مخافةً **** كضَجيجِ نُوقِ الحيِّ حَوْلَ المنزل
تلكَ اللَّيالي لو يَمرُّ حدِيثُها **** بوليدِ قوْمٍ شابَ قبلَ المحمِلِ
فاكْفُفْ ودعْ عنْكَ الإطالةَ واقْتَصِرْ **** وإذا اسْتَطعْتَ اليَوْمَ شيئاً فافْعل--------------------------------------------------------------
ضحوك وبشوشنوع القصيدة : الفخر .
بحر القصيدة : الكامل .
مناسبة القصيدة : نظرت اليه عبلة يوما و فيه آثار الجراح فضحكت , و قال :
ضحِكتْ عُبيْلةُ إذْ رأتني عارياً **** خَلَقَ القميصِ وساعِدي مَخْدُوشُ
لا تَضْحكي مني عُبيلةُ واعْجبي **** مني إذا التفَّتْ عليّ جيوشُ
ورأيتِ رُمحي في القلوبِ مُحكَّماً **** وعليهِ منْ فَيْضِ الدِّماءِ نقوشُ
ألْقى صدورَ الخيْل وهي عوابسٌ **** وأنا ضَحوكٌ نحْوها وبَشُوشُ
إني أنا لَيثُ العرين ومَنْ لـه **** قلْبُ الجبانِ مُحيَّرٌ مدْهوش
إني لأَعْجبُ كيفَ ينْظرُ صورتي **** يوْمَ القِتال مُبارزٌ وَيعيشُ!--------------------------------------------